في الواجهةكتاب السفير

“مشاريع ملكية” بين سؤال الحكامة وإهمال المسؤولين

isjc

*بقلم: يوسف منصوري

في الوقت الذي يحقق فيه المغرب نتائج سياسية قوية على المستوى القاري والعالمي ، المتعلقة بقضية وحدتنا الترابية والانجازات المحققة في هذا الإطار ، إضافة إلى ما تميزت به بلادنا في إطار تتبعها للموجتين الأولى والثانية في الموضوع المتعلق بفيروس كورونا والاحتياطات الاحترازية المتخذة للتصدي له ومحاصرته ، ناهيك عن الأدوار المهمة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس بمختلف الأوراش التنموية التي رفعها وباشرها منذ توليه العرش بربوع وأقاليم المملكة ، الأمر الذي بوأها مراتب متقدمة في مجالات التنمية والحكامة على المستوى الإفريقي والعالمي ، نجد أن هناك نقط سوداء كثيرة تحد من طموحات المغاربة ملكا وشعبا الرامية إلى استمرار واستثمار ما تم تحقيقه وانجازه عبر آليات المتابعة والمراقبة والحكامة الرشيدة ، في غياب رؤية إستراتيجية لبعض القطاعات الحكومية بخصوص بعض المشاريع المنجزة .

من بين المدن الكبرى التي استفادت من الرعاية المولوية الخاصة باعتبارها كقطب اقتصادي مهم وبوابة أوروبا نحو القارة الإفريقية نجد مدينة طنجة . باعتبارها نموذجا حضريا غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ، حيث انه سيمكنها من الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى ، وقد خصصت له في هذا الإطار حوالي 7.663 مليار درهم فيما أصبح يعرف ألان بمشروع ” طنجة الكبرى ” الذي غير ملامح المدينة بشكل شبه كلي نحو الأفضل ، وإذا كانت العناصر الأساسية المهيكلة لمدينة طنجة الكبرى كمشروع ، تتجه نحو المستقبل المرتبط أساسا بتثمين الثروة البشرية وتشجيع الرياضة وإحداث مجموعة كبيرة من مراكز الشباب وتقوية قدرات النساء وعروض للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ، فأين “مركز دعم قدرات الشباب” بمنطقة الحجر الأصفر وملعبه القريب من كل هذا ؟

“مركز خدمات الشباب الحجر الأصفر ” الذي احتوى في وقت قريب مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية ، وساهم في تغيير كلي لنظرة الساكنة نحو المستقبل وشجعت الطفولة والشباب على الإبداع والتميز وممارسة الرياضة ، في المنطقة التي كانت تعيش في عزلة وتهميش بسبب صعوبة التضاريس ووسائل النقل القليلة والعشوائية التي تكاثرت بسبب البناء غير المنظم ، وبعد التساقطات المهمة التي عرفتها مدينة طنجة مؤخرا ، تحول المركز إلى خرابة مهددة بالسقوط في أية لحظة ، بفعل تجمع المياه بشكل غريب في سطح المركز ، وثقوب متعددة بالجدران والأسقف وسقوط العلم المغربي من بوابته الرئيسية دون أن يكترث أي مسؤول للأمر ، بالإضافة إلى تصدأ الشبابيك الحديدية المحيطة بالمركز واخضرار تام لجنابته بفعل استقرار المياه في الثقوب التي أحدثتها الأمطار مؤخرا بعد سنتين فقط من بنائه وافتتاحه في وجه العموم .

من هنا وبعد كل ما حصل، طالب عدد من الفاعلين المدنيين التدخل الفوري للقطاع المشرف على المركز والمتمثل في وزارة الشباب والرياضة ، بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الكارثة وإعادة المركز إلى الحلة التي كانت عليه أثناء تدشين وافتتاح المركز ، لما يلعبه هذا الأخير من دور مهم في المنطقة لصالح الفئات المستهدفة عبر خدماته وأنشطته الاجتماعية والثقافية والرياضية ، بعد التقصي والبحث وحسب القانون المغربي الخاص بالصفقات العمومية وجدنا أن من الواجب على المقاول المكلف ببناء المركز قبل تسليمه ، أن يقدم ضمانا مدته عشرة سنوات في الشق المتعلقة بتزفيت الأسطح ، ليجعله معنيا بالتدخل والإصلاح ما إن تم تسربت المياه داخلها وتجمعت بالسطح ، يفترض أن يكون هذا الشرط قد تضمنه دفتر التحملات وفي حالة غيابه يتم تطبيق القواعد القانونية المنظمة لقانون العقود والالتزامات ، ما يمكن السادة المكلفين بالتتبع تحت إشراف السيد الوالي “محمد امهيدية” بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه المعضلة .

هذا وقد طالبت مجموعة من الفعاليات المدنية من وزارة الشباب والرياضة عبر مديريتها الجهوية بطنجة تطوان الحسيمة ، ونيابتها الإقليمية بطنجة أصيلة ، بضرورة التوقيع على الشراكة الفاعلة بينها وبين مجلس تسيير هذا الفضاء، والتي توصلت بها سابقا دون أي جواب أو لقاء يذكر ، هذه الشراكة التي تمكن مجموعة جمعيات عهدت لها مهمة التسيير ، بمجموعة من الاختصاصات الرامية إلى تسيير محكم للمركز وضمان استمراريته وصيانته عبر الأنشطة التي يمكن أن تلعبا دورا مهما في ذلك والشراكات التي يمكن أن تبرمها مع أطراف أخرى لنفس الهدف ، خصوصا وان المتحدثون اعتبروا سياسة المديرية في مثل هذه المراكز يتم التعامل معها وكأنها قرارات لا تستحق كل ذلك المجهود ، علما أن المركز لا يتوفر على ابسط الإمكانيات البشرية واللوجستيكية لضمان شروط استمراريته ، كمواد النظافة والأمن الخاص مع تخصيصها لموظفة واحدة ووحيدة في مركز يتواجد بمناطق تعج بآلاف الشباب والأطفال داخل تراب أكبر مقاطعة بالمغرب ، فيا ترى ما هي الأسباب التي تدع السيد “عبد الواحد اعزيبو” المدير الجهوي للوزارة يتوانى عن استقبال المجلس وتوقيع الشراكة معهم لإعطاء انطلاقة حقيقية وشراكة قوية تعيد نهضة ذلك الفضاء وتضمن حسن سيره وفتحه أمام الساكنة ، دون الحديث عن ملعب القرب المتواجد بالمركز الذي يتم استغلاله بمقابل مادي دون معرفة مآل تلك الأموال التي يتم تجميعها وأين يخصص صرفها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى