فن وثقافةفي الواجهة

العاصمي تدعو الى الابتعاد عن الخطابات التضلیلیة التزییفیة والسلوكات التي عرت سوءات الاحزاب السياسية

isjc

السفير 24  – محمد تكناوي

مليكة العاصمي الاديبة والسياسية المراكشية المعروفة تعد من أهم القيادات النسائية بالمغرب ، بل هي أقدم امرأة منتخبة بالمغرب (سنة 1976) إلى الآن .

كانت نائبة برلمانية بمجلس النواب 1997ـ 2011 و منتخبة نائبة رئيس بلدية مراكش 1976ـ 1992و منتخبة عضو المجلس البلدي بمراكش 1992ـ 2011 و عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 1993ـ 2011 وهي ايضا ناشطة في الحقل العمومي بأشكال مختلفة عضو اتحاد كتاب المغرب 1965و أول أستاذة بالجامعة المغربية (1967).

تتحوز العاصمي على تجربة دولية كبيرة حيث مثلت المغرب ومثلت مدينة مراكش وحزب الإستقلال، وترأست عدة وفود رسمية وتظاهرات ومؤتمرات ومناظرات وشاركت في مباحثات دولية وعربية في السياسة والفكر والثقافة والعمل الاجتماعي والحقوق، وفي عدد من المهرجانات والتظاهرات العالمية للشعر والفن والثقافة.

مناسبة هذا الاستهلال هو اصدار الأستادة مليكة العاصمي مؤخرا لبيان يحمل اسمها ،”بيان مالكة العاصيمي”، والذي اعتبرت فيه إنه نظرا لما راكمته من ملاحظات ومتابعات للحقل المغربي العمومي خلال السنة المنصرمة 2020 حتى الیوم، وما استنتجته من خلاصات، وبصرف النظر عن السلطة أو السلط العلیا أو الدنیا، وعن كل البنیات التي تمثل السلطة أو التي تتكلم باسمها، فإنها تسجل تراجع مصداقیة الأحزاب والتنظیمات والهیئات الوطنیة ذات المواقف التاریخیة والتضحیات المجیدة وانسحابها من مسؤولیاتها في تأطیر المواطنین وتعبئتهم للنهوض بعملیات التنمیة والتحدیث والتقدم، و التهافت على استعمال الدیمقراطیة لمكاسب ذاتیة، و غیاب هذه الاحزاب والهیئات الوطنیة عن ساحات الفعل والموقف السیاسي الثقافي الفني الاجتماعي الاقتصادي الوطني والقومي والدولي.

كما سجلت أيضا الفراغ الفكري الصارخ على مستوى التنظیر والتحلیل والكشف عن المعطیات العمیقة واستنتاج الأسباب الحقیقیة واقتراح الحلول الجذریة الواقعیة للأدواء التي تتخبط فیها البلاد، وبناء مشروع تنموي وطني شامل وقادر على مواجهة التحدیات التي یطرحها العصر، و إفراغ الكیانات الحزبیة الوطنیة من رجال ونساء الفكر ومن الخبرات العلیا، وتهلهل رصیدها البشري الفكري المرجعي الضروري لقیام هذه البنیات بمسؤولیاتها كقیادة وطنیة من شأنها تخطیط السیاسات العمیقة والفعالة والتعبئة لبناء المستقبل المأمول للإنسانیة، وسیادة قیم التبعیة للحقل السیاسي الوطني والدولي، وتذبذب المواقف، وغیاب الرؤیة المستقلة، وغیاب الجرأة في اتخاذ المواقف البانیة للشخصیة الوطنیة ولطموحاتها في التقدم والرقي.

و انتظاریة هذه القوى الوطنیة وتعلیق فشل السیاسات والاختیارات على الحكومة أو الحكومات أو غیرها، تمثل صیغا للتهرب من المسؤولیة، ومظهرا للتواكل والترهل البنیوي و التسبب في انحلال وتمییع السیاسة والفكر والفن والثقافة والمثقف وكل نبلاء الوطن الذین تعول علیهم البلاد لبناء كیانها والدفاع عنها وحمایتها.

إن الوطنیة الصادقة تضيف العاصيمي تطلب الیوم تصحیح الأعطاب المذكورة السابقة عبر قیام الأحزاب والهیئات والتنظیمات سیما الوطنیة بتصحیح الخراب الداخلي الذي تعاني منه، وتعزیز بنیاتها بالكفاءات والخبرات التي تمنحها الاحترام اللازم في مغرب یزخر الیوم بالكفاءات التي لا تنظر بعین الرضى للحقل العمومي والحزبي وغیره وتأخذ منه مسافات، مع ضرورة امتلاك البنیات الوطنیة لمشروع مدروس عمیق جذري واضح جريء ومؤهل للوقوف في وجه التحدیات التي تواجهها البلاد والعالم كل یوم وكل لحظة، و تطهیر الفكر الحزبي الوطني والحقل الحزبي وصفوفه وفكر الهیئات الوطنية وصفوفها من القیم الانتهازیة والوصولیة، والقیام ببناء قیم العدالة والأمانة والدیمقراطیة وحقوق الإنسان، و الابتعاد عن الخطابات التضلیلیة التزییفیة والسلوكات التي عرت سوءات تنظیماتنا الوطنیة، والحرص على استرجاع ثقة المجتمع بالمواقف والسلوكیات الیومیة التي یتعین أن تصدر عن هذه البنیات وقیاداتها وأعضائها حتى تسترجع استقلاليتها ومبادرتها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى