في الواجهةكتاب السفير

ماعلاقة رابطة العالم الإسلامي بالسياسة وبالفتن التي يعيشها العالم العربي

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. حيمري البشير

يبدو أن الذين نظموا لقاءات رابطة العالم الإسلامي في أوروبا من المغاربة، سيجدون أنفسهم في موقف حرج بعد أن أصدر الأمين العام للرابطة السيد عبد الكريم العيسى بيانا وهذه المرة باسم جميع المسلمين ومن دون أن يستشير مع أي أحد منهم يقول فيه بأن الجميع يساند المبادرة المصرية ويساند الرئيس المصري في كل خطوة يتخذها لحماية بلاده.

وهو بهذا الموقف يعطي الشرعية للإتفاق الموقع في مصر، والذي لم تعيره الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي أي أهمية واعتبار ،بل ولد ميتا. ويسحب الشرعية من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من طرف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ،بعد لقاء الصخيرات في المغرب وتوقيع الفرقاء لاتفاق ينص على إنهاء الصراع في ليبيا، الذين لازالوا يباركون خطوات رابطة العالم الإسلامي من المغاربة ،هل سيستمرون في دعم هذه المنظمة التي أصبحت بالمكشوف تساهم في إثارة الفتن ونسف الإتفاقات المبرمة بعد مفاوضات عسيرة واعتراف الأمم المتحدة وبحضور وإشراف ممثلين عنها.

ألا يعتبر دعمهم ومساندتهم لمنظمة رابطة العالم الإسلامي طعنا في الإتفاق الموقع في الصخيرات المغربية.؟ وفي المجهودات التي بدلها المغرب لإنهاء الصراع في ليبيا، مادوافع أمين عام رابطة العالم الإسلامي حشر المنظمة في الصراع الليبي ومساندة مبادرة الرئيس المصري، الذي يسعى لتنصيب جنرال من بقايا النظام العسكري البائد، والذي ارتكب جرائم حرب في ليبيا؟ وكيف يفسر العيسى البلاغ الصادر في الأمم المتحدة عن الأمين العام السيد كوتريس والذي أكد فيه وقوع مقابر جماعية بعد انسحاب قوات حفتر من بعض المدن وأمر بتشكيل لجنة تقصي مستقلة؟ ثم هل من حق أمين رابطة العالم الإسلامي أن يصدر بيانا باسم المسلمين في العالم يؤكد فيه دعمهم لمبادرة الرئيس المصري لحماية حدود بلاده، وهو بذلك يعطي الشرعية للنظام المصري للتدخل العسكري في ليبيا ضد حكومة شرعية تبدل مابوسعها وباسم الشرعية الدولية لحماية بلدها وأراضيها.

وكمغاربة مسلمين نعيش في الدنمارك وفي كافة الدول الأوروبية يجب أن يكون لنا موقفا واضحا من الرابطة ومن كل دولة تريد حشر المسلمين في هذا الصراع ومحاولة شرعنة تدخل عسكري في دولة تحكمها حكومة معترف بها من الأمم المتحدة ومنبثقة عن مشاورات واتفاق بين جميع الفرقاء السياسيين في ليبيا والموقع بمدينة الصخيرات المغربية.

على كل المغاربة الذين يخدمون أجندة رابطة العالم الإسلامي ودول خليجية معينة أن يستيقظوا من سباتهم قبل فوات الأوان ، وأن مسلسل المؤامرات لايستهدف حكومة الوفاق في ليبيا بل يستهدف المغرب ،وبالتالي فعليهم مراجعة مواقفهم، والقطع مع كل الأنظمة التي تسعى لإشعال الفتن في العالم العربي والعالم بأسره.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى