أقلام حرة

مسؤولية مشتركة للمغرب وليبيا فيما يعانيه العالقون بليبيا

isjc

السفير 24 | حيمري البشير _ الدنمارك

عندما أقول المسؤولية مشتركة فإن هذه حقيقة صادمة استنتجها من تحقيقات وصلت إليها تؤكد أن هناك سماسرة داخل المغرب، يصطادون المعطلين المحبطين من شباب المغرب والراغبين في الهجرة إلى إيطاليا عبر ليبيا ،ينسقون مع سماسرة مغاربة متواجدون في التراب الليبي، في غياب مراقبة السلطات الأمنية المغربية في الدولتين معا، السماسرة في ليبيا يعتمدون على عقود عمل مزورة ،يساومون بها الراغبون في الهجرة ،الذين يؤدون مايعادل خمسة ملايين سنتيم مغربية ،يتقاسمها الوسطاء فيما بينهم في الدولتين معا.
الهجرة إلى عالم مجهول هكذا سماها أحد الفعاليات المغربية ،الذي فضل عدم ذكر إسمه خوفا على حياته في ضَل غياب الأمن والاستقرار ،في هذا البلد الشقيق.

والذي استغرب في نفس توافذ العديد من المغاربة من مناطق معينة سماها العديد مثلث الموت الفقيه بن صالح بني ملال وخريبكة ،ومن هذه المدن الثلاثة ينحدر غالبية المهاجرين الغير الشرعيين، الذين يتواجدون حاليا في مراكز الإعتقال في عدة مدن ليبية ،العديد منهم بدون وثائق تثبت هويتهم ،لا أدري كيف وصلوا هنا.

بعد النداءات العديدة التي وجهها العديد منهم والمتواجدين في مراكز الإعتقال في ظروف جد صعبة ،تحركت مؤخرا السلطات المغربية من أجل ترحيل العديد ،منهم وتنقل وفذ مغربي إلى ليبيا من أجل أخذ كامل التفاصيل وإثبات هويتهم المغربية وإنجاز وثائق العبور إلى التراب التونسي أونقلهم عبر مطار امعيتكة بليبيا ،رحلة مجموعة منهم تمت بسلام ولدى وصولهم إلى المغرب كشفوا المستور للعديد من المنابر الإعلامية، عن كيفية هجرتهم وعن الأموال الطائلة التي ضاعت، من أجل حلم الهجرة إلى إيطاليا، لم يتحقق، تحدثوا عن جحيم المعتقلات، وعن غياب الأمن ،تحدثوا عن السماسرة الذين كانوا سببا في مقتل العديد غرقا في البحر ،كانت لهم الشجاعة أخيرا للحديث عن توضيح الصورة الحقيقية عن الأوضاع فيهدأ البلد الشقيق، عن غياب الأمن والانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها في بلد غاب فيه الاستقرار ، بسبب الصراع الدموي بين العديد من الفصائل المتناحرة، وغياب سلطة الدولة.
الآن وبعد النداءات المتكررة وتحرك المصالح الوزارية بجدية لتسوية ملف العالقين، بتواجد وفذ في عين المكان للتحقيق في هويات المغاربة العالقين، وجمع كل المعطيات حول كيفية وصولهم إلى ليبيا، بقي على الدولة المغربية اتخاذ كافة الإجراءات الزجرية في حق السماسرة المغاربة المتواجدون في المغرب والتنسيق مع السلطات الأمنية الليبية لاعتقال السماسرة المتواجدون على التراب الليبي ،الشقيق لوضع حد للهجرة الغير الشرعية، التي تنتهي في الغالب بمأساة إنسانية ،بغرق العديد من المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
ولعل من بين الإجراءات التي يجب القيام بها من طرف السلطات المغربية ،إلزام كل الراغبين في الهجرة إلى ليبيا بعقود عمل موثقة ومصادق عليها من طرف مكتب الشغل بمدينة الدارالبيضاء ، والجهة صاحبة العقود مصاصدق عليها من طرف السفارة الليبية ،والقيام بكل الإجراءات التي يقوم بها غالبية المغاربة الراغبين في الهجرة سواءا إلى أروبا أو دول الخليج العربي أوليبيا ،وعلى وزارة الشغل المغربية أن تتحمل كامل المسؤولية في وضع مجموعة من الإجراءات الجديدة بالتنسيق مع سفارات الدول الأجنبية المتوجه إليها المغاربة ،من أجل حمايتهم من شبكة السماسرة الذين تناسلوا في عدة مدن مغربية .إن من مسؤولية الحكومة المغربية الحفاظ على سمعة المرأة المغربية المهاجرة سواءا إلى دول الخليج العربي أوإفريقيا ،ومن مسؤولية الحكومة المغربية القيام بكل التحريات واعتقال كل السماسرة الذين يتحملون كامل المسؤولية في غرق العديد من الحالمين للهجرة في البحر الأبيض المتوسط.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى