أقلام حرة

في مثواك الخالد ننعيك : ايها الحبيب “مصطفى بن سالم”

isjc

السفير 24 – بقلم :عبدالقادر العفسي

بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )). صدق الله العظيم

رحلت عنا ايها الاعز “مصطفى بن سالم ” جسدا لكنك ستبقى حيـا أبديا في الذهن من خلال الوطنية الحقة و انسانيتكم و دماثة اخلاقكم ترفرف تحت سماء العرائش و الوطن بسلم زاخر تنعم بالمحبة و الوفاء ..

ايها الرفيق الحبيب ، ها انتم في الضيافة الخالدة و قد أكملتم جهادكم و مساعيكم و واجبكم مند نبوغكم و وعيكم السياسي في مواجهة التسلط انذاك ، و تحملتم من خصومكم الاوصاف الهابطة الرخيصة ، و لم يزدكم الامر إلا الاستمرار بالنضال و الكفاح من فاس الى تطوان و العرائش … مواصلين الممانعة بصرف النضر عن الخذلان ممن يترقون على لعق الجراح الدامية.

رفيقنا الغائب عن حياتنا الدنيوية المدنسة ، لقد اسندت لكم مهام جسام في الدفاع عن الوطن و وظفت كل الامكانيات المتاحة لأجل الحرية و الديمقراطية ، فتاريخكم المشرف و حياتكم لم تنقطع بانقطاع الروح عن الجسد لأنه الايمان التام بالإرادة الملكوتية ، اننا و رفاق لنا نرثيك لأنكم علوتم درة المجد تفاوحت عطرا بصفحات من العطاء الانساني ، نشهد لك في وقت كانت فيه الزوايا مظلمة و اللحظات الفارقة ، كنت لسانا صادقا هادرا بالحب و الجهاد المقدس بالضد ممن هم اليوم ارذلون و خونة الاحسان و العطاء و الانسانية.

ايها الفقيد على ذاتنا الحزينة لفراقكم ، كنتم اصحاب رسالة ايمانية من الشجاعة و بنفس الاصرار و المبادئ و القيم الوارفة في حبكم للوطن ، مما يتوجب علينا استحضار و استلهام تاريخكم وحياتكم الزاهرة بمضامينها العميقة الاصيلة الممتدة في رفاقك و اخوانك و تأثيركم الايجابي على الصعيد الداخلي الروحي أو الفكر ي …

فنجاحاتك في الحياة و ثباتك في المواقف و المواجهة بجانب تقاليدنا الفكرية التي تحققت بها النجاحات و تنكر لها سياسيونا اليوم كما يتنكر البعض لعطائتكم ليس بالأمر الغريب ، لأنهم لا يمتلكون الحقائق و لا كانوا شركاء في التاريخ و لا القيم و لا المبادئ ، لكن وفائكم باقية و ستبقى مضيئة في الظلام تساعد على السير في الوضوح لأنه نضال متواصل مسؤول سيظل محفور في الذاكرة مقرون بالامتنان و العرفان الدائمين ، فضلا عن السجايا من شخصيتكم الفذة التي التصقت بابنتك المصونة و زوجكم “نوال القرقري ” التي نعبر لها بخالص عبارات المواساة و المشاعر الوجدانية الصادقة في فقدان العزيز علينا و تحملها بسخاء مشاق التقلبات مُتحملة معكم ضرائب النجاح و الكفاح أعزها الله و ابقاها.

ايها العزيز رفيقنا “مصطفى بن سالم ” فقيدنا و فقيد العرائش و الوطن ، انكم سلسلة متأصلة في الشهامة تُولد الطاقة فينا ، تُفولد العزيمة كنموذج للقوة الخيرة المقاتلة ، رمزا من رموز الصمود في التحرر و تشكيل شخصيات صلبة على حد سواء ، و رغم ما يمثله رحليك عنا من ألم ستظل رسوماتك العملية الكفاحية في الحياة نبراسا و انارة متقدة تمثل العنفوان و الكبرياء بعدالة الايمان بالقضايا الايجابية الناتجة في هذا الاتجاه و انجاح التفعيل و التوسع في الارتقاء بصرف النظر عن كل التحديات ، لأن تجردكم و تواضعكم و سمحكم يتجاوز كل السياقات مهما كان جلال الانقسام ، فنقاكم النضالي مهما تعدد التأويل فيه فنحن خير ما نصرح و الاحق به نظرا للقرب منكم و الجدال الطويل المتميز بنقائكم و صلابتكم ايها الفقيد العزيز في اتخاذ المواقف مهما كانت نتائجها .

ايها الفقيد الغالي الحبيب على فؤادنا جميعا ، و انت مسافر فوق السحاب بهذه السرعة ستظل شجرتكم الوارفة مخضرة غير ذابلة أو آفلة لأنكم تركتم منابع الصفاء ، رغم أنك تركت العائلة الصغيرة و احبائك و رفاقك بلا حبك بدمع فيه غصة ، و قلب بها لوعة و احلاما في العقل بها نسمة من نسماتك الشجية …

فنم ايها الحبيب قرير العين في مثواك السرمدي بتاج يعلو روحك في العلياء.

نم في جنات الخلد مع الصديقين و الشهداء مستمعا الى تراتيل احباءك في وداعك. 

وداعا رفيقنا و لتنعم زوجك الصابرة بالصبر حفظها الله و كل العائلة و الاحبة و الرفاق. 

وانا لله وانا اليه راجعون

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى