في الواجهةكلمة السفير

لعنة الأشباح

isjc

السفير 24 – مدير النشر: حسن راقي

لم أكن أتخيل يوما أن لعنة الأشباح ستصل عدواها إلى المشهد السياسي بهذا الشكل الفظيع، فقد ظننت أن الأمر لن يخرج عن نطاق ما يسمى بالموظفين الأشباح في القطاعات العمومية كالصحة والتعليم والجماعات الترابية و…، لكن توقعاتي لم تكن في صوابها بعدما تبين لي بأن بعض الذين وضع فيهم المواطن المسكين الثقة في الإنتخابات، لم يكونوا سوى أشباحا أتقنوا التمثيل، وتجهزوا لها لوجيستيكيا وماليا وبشريا للوصول إلى مبتغاهم في حملتهم الملعونة التي دامت أياما معدودات، رفعوا فيها شعارات وبرامج وهمية تشعرك بالتفاؤل، لكون الإغراء الذي ميزها يأخدك بعيدا ويبين لك أن سحابة الجمود ولت بغير رجعة، إنه مجرد كلام ومجرد حملة، فالإنتخابات ولت وفاز من فاز وخسر من خسر.

أيها المنتخب الذي فزت بالكرسي، هل نسجل اسمك في خانة المتغيبين أين أنت؟ لقد اختفيت من المنزل الذي تملكه بالحي الفلاني، أين تقريب المنتخب من المواطن، أين التنمية المساهمة في الرقي بالحي و…. إنها مجرد سحابة عابرة.

سألنا عنك في الحزب الذي تنتمي إليه، لكن المفاجأة كانت أكبر، فللأسف الحزب مغلق حتى إشعار آخر، أو بمعنى آخر حتى موعد الإنتخابات القادمة، يبدو أن لعنة الأشباح لم تقتصر على بعض المنتخبين بل عدواها انتقل الى بعض الأحزاب، التي تحولت إلى شركات، لا تفتح إلا في فترة الإنتخابات، أين هو دور الأحزاب وبرامجها على طول العام ؟ أين تأطير الشباب وتكوينهم سياسيا؟ أين هي الخطابات الملكية وتفعيلها على أرض الواقع ؟ و نتساءل لماذا عزوف الشباب عن السياسة والإنتخابات، ببساطة لأن بعضكم هو من ساهم في هذا العزوف لأنكم تضحكون علينا، أين مواكبة الأحداث السياسية التي يعرفها بلدنا الحبيب ؟ أين تسليط الأضواء عليها عن طريق الندوات والأيام الدراسية و….. إنكم مجرد أشباح لا تفكرون إلا في مصالحكم الشخصية فقط، وتفعلون المستحيل للحفاظ عليها وتوريثها إلى عائلاتكم وأبنائكم وأصدقائكم.

أيها الأشباح لا تجيدون سوى حبك سيناريو الإنتخابات بعناية، والعمل على تحقيق أهدافكم الضيقة مستغلين المواطنين الفقراء في حملاتكم الإنتخابية.

أنتم أيضا يا بعض أحزاب “الشفاوي” لعنة الأشباح أصابتكم أيضا، ألا تستحون ويلكم لا تستحون فقط تقومون بفتح “كراج” في كل حملة وبمجرد انتهاء الإنتخابات تقومون بإعادة المفاتيح إلى صاحبها ليكتريها إلى مول “الشفنج”.

والله يحز في نفس الشباب تمثيل بعض هذه الأحزاب ومن يترشحون بإسمها، يطوفون ويستعطفون، يتوسلون في الحملة، يزورون “البراريك” التي ساهموا في إنشائها بدون تراخيص ، يقرعون أبواب المنازل، يسخرون السماسرة، يبيعون الأحلام الوهمية، في المقهى، في السوق، في الجنازة، في الحي لكن فقط في فترة الإنتخابات… منازلهم مشرعة للفقراء، لكن بمجرد فوزهم غادروا الحي غادروا الجماعة، غادروا الحزب منهم من لا يجيد سوى رفع اليد وإنزال اليد، وكأنه انتخب ليحرك يده فقط، وبمحرد انتهاء الدورة يختفي من جديد.

مع استثنائنا للشرفاء الذين يمثلون أحزابهم أحسن تمثيل ، وتجدهم دائما في مستوى الحدث، يعملون على جلب المشاريع والإستثمارات إلى مدنهم لتنميتها والرقي بها.

أخيرا وليس بعده أخير أقول للأشباح إنكم ستعودون في انتخابات قادمة، ستترشحون وستعيدون نفس التمثيل، ستدافعون على برامجكم الورقية الوهمية، وتلحون وتشترون وتبيعون وستبقى لعنة الأشباح وصمة عار على وجوهكم.

لكن نقول لكم بأننا سنمارس سلطة رقابتنا عليكم وأقلامنا سترافقكم وستفضح سوءاتكم إن تجاهلتم الأمانة التي وضعت في أعناقكم، ومن الله نطلب العون والتوفيق لما فيه الخير للمغرب والمغاربة أجمعين.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى