أقلام حرة

وفاة مواطن مغربي.. بداية صحوة مغاربة الدنمارك

isjc

السفير 24 | الدنمارك: حيمري البشير

مثل شائع بيننا “رب ضارة نافعة” وهي في حد ذاتها حكمة تنبه الغافلين وتوقظ النائمين. وفاة المواطن المغربي ومحاولة زوجته حرق جثته للتخلص من مصاريف الدفن بسب ضيق الحال حركت الغيورين على دينهم، لإنقاذ الموقف بإقناع الزوجة بتحقيق أمنية المرحوم بالدفن عوض الإحراق .وعلاقة المتوفى بأحد المغاربة كان بمثابة الفرصة الأخيرة ،حيث بادرفي الإتصال بي لكتابة مقال في الموضوع موجه للجهات المسؤولة بالمغرب وللرأي العام.مبادرتنا كانت تندرج في إطار العمل الإنساني الذي نؤمن به أولاونابعة من قيمنا الإسلامية ثانياوثالثا كانت مبادرة مسؤولة ،حالت دون أن يستمر مسلسل حرق المغاربة المسلمون في أروبا .واهتمامي بكل الحالات السابقة التي حصلت بالخصوص في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وكتاباتي المتعددة ومواكبتي لواقع العمل الجمعوي والتدبير الديني ،هو العمل المؤسساتي الذي يتطلب التشجيع، سواءا قمت به أنا أو الآخر.

حالة محمد العطار وضعتني أمام امتحان عسير ،فإما نثبت كمغاربة وكفعاليات مناضلة في الساحة ،قدرتنا على الدفاع عن حقوقنا كأقلية مسلمة وفرض احترام المؤسسات لطقوسنا الدينية ،والحيلولة دون تنفيذ رغبة زوجته جعلتنا نبادر أولا بإقناعها والعدول عن فكرتها ،من خلال توفير مصاريف الدفن تنفيذا لرغبة المرحوم.

تواصلنا مع الجهات المغربية هنا في الدنمارك لجعلها في الصورة ،حتى تتحمل مسؤوليتها ثم الوزارة ،و بادرنا في نفس الوقت بفتح باب التبرع لجمع مايكفي ،وإخبار المؤسسات الدينية ،مع العلم أن ماقمنا به لا يتنافى مع القوانين في الدنمارك . وقد قمنا بالتواصل مع الشرطة فأكدوا ذلك . كتابة مقال موجه للرأي العام لتوضيح وضعية هذا المواطن الذي كان يحتضر ،أعطت أكلها وحركت ضمائر المسؤولين .لم أكتفي شخصيا بالتواصل مع الوزير بل تواصلت كذلك مع رئيس المجلس الأروبي للعلماء في لقاء استوكهولم .الفرج حل بتوصل مسجد الوقف بجمع 25ألف كرونة دنماركية والأخ محمد السلفاتي ب9400كرونة مع العلم أن مسجد السنة قام بمبادرة كذلك ، فالخير لا ينقطع من أمة محمد (ص).

توحيد جهود المسلمين في مثل هذه الحالات والكوارث آلتي حلت والتضامن آلذي عرفته ،تفرض على المؤسسات خلق صندوق خاص لتغطية مصاريف دفن موتى المسلمين ،ودعم المسلمين في الكوارث آلتي تحل بهم.

إن فكرة خلق صندوق خاص ،تفرضه الظروف آلتي نصادفها من حين لآخر وبالتالي حتى لا يتكرر ماوقع في ديجون بفرنسا حيث تم إحراق جثة مواطن مغربي مسلم و٬محاولة إحراق جثة مواطن مغربي في إيطاليا ،لولا تدخل جمعيات المجتمع المدني .وحالة المواطن محمد العطار كان درسا وامتحانا لنا جميعاوعلينا أن نتجاوز هذه الإكراهات في المستقبل بحسن نية ونتفاذى القيل والقال وسوء الظن بالناس. والمؤهل لقيادة هذا المسلسل المؤسسات الدينية،آلتي يوجد على رأسها أئمة قادرون على قيادة المرحلة بحكمة في إطار القيم المشتركة التي نؤمن بها في المجتمع الدنماركي .لابد من الإشارة في الأخير ،أن التحرك الذي قمنا به مع الجهات المغربية المسؤولة أثمر كذلك على تحملهم كامل المصاريف ،مع الإشارة أن الوزارة كانت تتحمل فقط في حالات كثيرة نقل جثت المغاربة للدفن بالمغرب ،وليس ببلدان الإقامة. والذي له تأمين أوانخراط في المقبرة الإسلامية في بروندبي له الحق في أن يدفن فيها.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى