صحة وجمالفي الواجهة

دراسة: البكاء ليس جيدا في جميع الأحوال

isjc

السفير 24

ذكرت الكاتبة سيفن راي في تقريرها الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن النصيحة اليابانية التي تدعو إلى “البكاء مرة واحدة في الأسبوع من أجل حياة خالية من الضغط النفسي”؛ تفتقر إلى أساس علمي.

ووفقا لما أفاد به موقع “ذي جابان تايمز”، فالعديد من اليابانيين يشاركون في جلسات بكاء جماعية للتخفيف من الضغط النفسي والأحزان، كما يوجد مثل فرنسي يقول “ابك قليلا، فهذا سيكون مفيدا لك”.

وقال فلوريان كوفا الأستاذ المساعد المختص في الفلسفة وعلم النفس بمركز العلوم العاطفية في جامعة جنيف بسويسرا، “لا أعتقد أن البكاء مرة واحدة في الأسبوع مفيد جداً للصحة العقلية”.

الفكرة التي تُفيد بأن الدموع قادرة على تخليصنا من المشاعر السلبية ليست حديثة، فقد سبق أن تحدث عنها سيغموند فرويد نهاية القرن الـ19. وكان ينبغي انتظار حلول ثمانينيات القرن الماضي من أجل التوصل إلى أدلة علمية تُثبت صحتها، وذلك بفضل دراسة أميركية.

وقد أشارت الكاتبة إلى أن عالم الكيمياء الحيوية وليام فراي أثبت عام 1982 أن محتوى الدموع العاطفية (أي تلك التي يذرفها الشخص حين يكون حزينًا) المكون من هرمونات الإجهاد النفسي، يختلف عن محتوى الدموع الأخرى التي تُذرف عند تقشير البصل مثلا.

ولم يستغرق عالم الكيمياء الحيوية وقتا كثيرا ليؤكد أن هذا التركّز في الهرمونات يثبت أن البكاء يسمح للجسم بالتخلص من بعض الأشياء الضارة به.

وفي السياق ذاته، صرّح أد فينغهوتس الباحث في علم النفس بجامعة تيلبورخ في هولندا ومؤلف كتابيْ “لماذا يبكي البشر فقط” و”بكاء البالغين”؛ بأن “هذا الأمر يخلو من المعنى”. ويرفض الباحث الذي أجرى العديد من الدراسات العلمية حول الموضوع، أي حجة تؤكد الفوائد المادية للبكاء.

وأكد فينغهوتس أن “هرمونات الضغط النفسي موجودة أيضا في اللعاب، وهو ما يُشير إلى الشعور بالتوتر عند البكاء. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لكمية الدموع التي يذرفها الشخص خلال نوبة البكاء أن تزيل كل هذا الضغط النفسي”.

وتظهر بعض الدراسات أن ذرف الدموع تجربة تطهيرية، فمثلا صرح الطلاب المشاركة في دراسة أجراها عالم النفس العصبي الكندي دالبير بيندرا عام 1972، أنهم شعروا بتحسن بعد البكاء.

وفي البحث الذي أجراه وليام فراي، ذكر البالغون الذين تتبع حالتهم لمدة 30 يوما أنهم يشعرون بتحسن بعد نوبة بكاء. وفي العام 1986، ذهب الباحثان الأميركيان كريمر وهاستروب إلى حد القول إن البكاء يمكن أن يرتبط بتراجع الاكتئاب.

ويقول فلوريان كوفا إنه “عندما يُسأل الأشخاص عما إذا كانوا يشعرون بتحسن بعد البكاء، يردون بالإيجاب بشكل عام. ولكن حين نخضعهم لفحوص مخبرية لقياس الشعور، لا نتحصل على نفس النتائج”.

بعبارة أدق، عندما يعرض العلماء فيلما دراميا على بعض الأفراد ثم يقيسون ردود أفعالهم المادية، يُلاحظ أن المشاعر السلبية ترتفع لدى أولئك الذين يذرفون الدموع.

وفي مواجهة اختلافات النتائج حول الفوائد النفسية للدموع، لم يعد الباحثان فينغهوتس وبيلسما يتساءلان عن وجود التأثير الإيجابي للدموع من عدمه، وإنما عن الظروف التي تجعلنا نشعر بالارتياح بفضل البكاء.

في العام 2008، أجرى هذان الباحثان دراسة على 35 دولة و5000 شخص، وجمعا بيانات حول مدة وأسباب ومكان “نوبة البكاء”، فضلا عن وجود أو غياب أشخاص غرباء وردود أفعالهم. وقد أكد فينغهوتس أن “الدموع لا تُخفف الآلام حين ينجم البكاء عن وضع خارج عن نطاق سيطرة المرء، مثل الموت. ولا نصل إلى هذه النتيجة إلا إذا كانت الوضعية مرتبطة بنا نحن، إثر شجار مثلا”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى