كتاب السفير

ماحقيقة قرار السلطات البلجيكية منع الذبح الحلال؟

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

ماحقيقة قرار منع الذبح الحلال في عاصمة الإتحاد الأروبي؟ هل هو عقاب للمسلمين والذين يشكل المغاربة غالبيتهم؟ لماذا يلتزم المجلس الأروبي للعلماء الصمت لحد الساعة ولم يصدر أي بيان ولا أي موقف يخرج الجالية المسلمة من جدل تعيشه ؟ لماذا أتاح المجلس الفرصة لكل من هب ودب ليصدر فتاوى لاقيمة لها في نظري.

المشكل عشناه في الدنمارك منذ سنوات ،حيث فتح نقاش في البرلمان وسعت بعض الأحزاب السياسية تعليق الذبح الحلال، إلا الجالية المسلمة لم تستطع التأثير في القرار رغم عددها الذي تجاوز 300 ألف مسلم ، لأنهم غير متواجدين في الأحزاب السياسية ولايستطيعون التأثير في صنع القرار السياسي، بعكس الجالية اليهودية التي لا يتجاوز عددها 5000 لكنها تشكل لوبي مؤثر في السياسة والإقتصاد والإعلام، وبفضلهم استطاعت الجالية المسلمة الحفاظ على حق من الحقوق الأساسية.

لماذا لم يستطع المسلمون في بلجيكا الضغط على الأحزاب العنصرية التي انتزعت قرارالمنع ؟ لماذا لم تنسق الجالية المسلمة مع الجالية اليهودية في منع صدور القرار ؟ ولماذا لم يتحرك المجلس الأروبي للعلماء الذي يدعو للتمسك بالقيم المشتركة ويلح على التعايش والتسامح؟ وماحقيقة المنع الذي أثار جدلا وكسادا تجاري للعديد من المحلات والقطاعات المرتبطة باللحم الحلال؟ إلى متى يستمر هذا الجدل؟ وهل فعلا عملية الصعق بالكهرباء قبل الذبح جائزة في الشريعة الإسلامية وهي الطريقة نفسها التي تتم عملية الذبح وأجازها المجلس الأروبي للعلماء.

قلق تعيشه الجالية المسلمة في بلجيكا عاصمة الإتحاد الأروبي والبلد المصدر للعديد من المنتجات المرتبطة باللحم ؟ هل سيمتد الكساد التجاري دول أخرى، وبالخصوص المحلات والمطاعم العربية والإسلامية التركية بالخصوص، التي تبيع الشوارما؟ من دون شك أن القرار البلجيكي سيكون له تأثير على العديد من القطاعات وسيمتد الجدل بين المسلمين في دول الإتحاد وسط صمت مطبق للمؤسسات الدينية الإسلامية واليهودية على حد سواء.

آن الأوان لتجسيد التسامح والتضامن بين الديانتين ،وعقد لقاءات للمطالبة باحترام حقوق المسلمين واليهود معا في المجتمع البلجيكي ومن دون هذا التضامن لن يستطيع المسلمون الضغط على الحكومة للتراجع عن القرار، هذه دروس وعبر يجب أن يستفيذ منها المسلمون في بلجيكا وغيرها من دول الإتحاد الأروبي. فالتواجد يجب أن يكون بكثافة داخل الأحزاب السياسية التي تقرر في رسم السياسات العمومية وليس داخل المقاهي والنوادي والمؤسسات الدينية العاجزة عن مواكبة مايجري في المجتمع.

والمجلس الأروبي عليه أن يوقف الجدل الذي عم وسط الجالية المغربية المسلمة الحريصة على الحفاظ على تقاليد الذبح الحلال، وإيقاف الجدل، وهذا بطبيعة الحال يبدأ بالتنسيق مع الجالية اليهودية التي تجمعنا بها قيم مشتركة، ولماذا يغيب دور الإعلام المغربي في التأثير على صنع القرار في هذا البلد، لاسيما وأن هناك منابر إعلامية مسموعة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى