أقلام حرة

وأخيراً .. مركز استشاري طبي تركي عربي يريح العرب

isjc

د. نزار الحرباوي – أنقرة | تركيا

كم كانت سعادتي كبيرة عندما سمعت عن فكرة هذا المشروع من فم مؤسسه ورائده في جلسة ودّ جمعتني به في العاصمة التركية أنقرة ، مشروع يمثل بارقة خير وأمل لكل المرضى العرب بلا استثناء ويقدم لهم الحلول والخيارات والتوجيهات اللازمة بشكل مجاني وبخبرة استشارية تخصصية لافتة تحت مظلة واحدة.

بعد عدة سنوات من الانتشار العربي في تركيا بفعل الأزمات الحاصلة، وبعد دخول الإعلان العشوائي حيز التنفيذ، وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلانية بضخّ كمّ هائل من الدعايات التسويقية لهذا المستشفى الخاص أو هذا المركز العلاجي أو ذاك الطبيب، وكحالة من استثمار الحاجة للعلاج من المرضى العرب الوافدين إلى تركيا، تكاملت النظرات المصلحية بين هؤلاء وهؤلاء بحسن نية أو بسوء نية من أجل تحقيق الربح من المريض الوافد إلى تركيا بغض النظر عن حاجته الطبية ووضعه الاقتصادي والخيارات التي بين يديه، مما أفرز حالة ربحية أشبه ما تكون بالطفرة الاقتصادية لبعض المؤسسات والشخصيات الهامة على حساب مهنة الطب وفلسفة التداوي والإنسانية في المعاملة والمراعاة الاقتصادية لإنسان مريض يكون بالعادة في أشد الاحتياج لمن يرشده ويقدم له الخيارات والبدائل.

لقد عاينت وسمعت عن الكثير من الحالات الطبية التي وفدت للعلاج في تركيا نتيجة جودة الخدمات وقلة التكاليف بالمقارنة مع أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول، ولكن الشهادات الحية من الذين جالستهم واستمعت لهم جعلتني أدرك حجم المشاكل الموجودة في هذا الميدان، مشاكل تتصل بضعف اللغة، وضعف الخبرة، وقلة الخيارات أمام الوافد الأجنبي عن البيئة التركية، وعدم التوجيه السليم، بل والتوجيه المصلحي لكثير من الناس نحو المشافي الخاصة أو المراكز الذين باتوا عنوانا للرأسمالية والجشع بصورة واضحة، وهو ما جعل السرور يتملكني عندما سمعت ببشرى افتتاح هذا المركز التخصصي الريادي.

فمع الاستشاري المبدع، العربي التركي والإنسان الدكتور عبد اللطيف مناضل، والذي له باع طويل في الخدمة العامة وخدمة المرضى والتفاعل مع الدوائرر الحكومية والمشافي العامة والخاصة مديراً ومستشاراً ومشرفاً، أطلعني على مشروع ريادي يشترك فيه مع نخبة من أهل الاختصاص، يطلق من خلاله مجموعة مميزة من الخدمات للمريض العربي وذويه، تتضمن الاستشارات المجانية للمرضى الراغبين بالقدوم إلى تركيا قبل وصولهم، وتحديد أفضل المشافي الخاصة والعامة وأفضل الأطباء والأسعار وأفضل المراكز للتحاليل وطبيعة الفحوص المطلوبة وخدمات التوجيه والإرشاد المجانية للراغبين بمتابعة ملفاتهم الطبية بدءأ بالسياحة العلاجية وزراعة الشعر وانتهاء بالأمراض المزمنة والخطرة ، في إطار من الشفافية والتواصل الإيجابي والخدمات غير المسبوقة نوعاً وأثراً.

لقد اشتدت الحاجة فعلياً لمثل هذا المركز الاستشاري التخصصي، الذي يقدم الحلول والخيارات للمريض التائه، ويبحث عن أفضل الفرص لنجاته أو لعملية جراحية تنقذه أو تخلصه من ألمه، في ظل ظروف عاصفة اقتصادياً واجتماعياً، ولذلك كان ميلاد هذا المركز الاستشاري التركي الرائد خدمة من الطراز الأول لكل المرضى العرب من جهة مختصة، وبكفاءة عالية، وبخيارات تشمل جميع المشافي والمراكز الطبية في تركيا وليس في بعض مدنها الشهيرة فحسب.

إن وجود مثل هذا العنوان الذي يوفر للإنسان المحتاج والغريب عن الأرض التركية خدمات الاستشارة وخدمات التنقل والسكن والتحاليل ومقارنة المتطلبات المالية بين المشافي التركية يوفر على الإنسان مبالغ هائلة، ويقدم له حلولاً إبداعية فعلا تتيح له التعامل مع ملفاته الطبية بكل اقتدار، فالفرق بين تكلفة العملية الواحدة بين مشفى ومشفى آخر قد تتعدى 30-50 ألف دولار إذا أخذنا بعين الاعتبار توحيد مستوى الطبيب المشرف والتحاليل والمتطلبات العلاجية، وهذا توفير يصب في صالح المواطن المريض الذي لطالما بات يبحث عن ملاذ يؤمن له الثقة والأمان في أمر يتصل بحياته وبصحته.

لقد وجدت لزاماً علي أن أتقدم بالشكر والعرفان باسمي وباسم كل من سيستفيد من هذه الخدمات والاستشارات إلى فريق العمل في مركز الاستشارات الطبية التركية من الاستشاريين وفرق الإشراف والتنسيق والتنفيذ كل باسمه ولقبه، ونتمنى أن نرى هذه الظواهر تعمم على بيئاتنا العربية لتخفيف آلام المعاناة لدى المرضى والرحمة بهم في هذا العالم الرأسمالي القاتل.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى