كتاب السفير

مغاربة العالم وضرورة تواجدهم في المجالس التي نص عليها الدستور

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

   أثار انتباهي مقال يشير إلى الإنزال الذي يريد حزب العدالة والتنمية فرضه عند إعادة هيكلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وغيره من المجالس، وأعتقد أن مغاربة العالم يجب أن يكونوا ممثلين فيه، لاعتبارات عدة ،منها أن السنوات التي قضوها خارج البلاد في بلدان ديمقراطية حريصة على احترام حقوق الإنسان، وهو سبب من الأسباب الرئيسية التي ستمنحهم فرصة لتجسيد هذه الثقافة على الواقع المغربي، ولو أن بلادنا في السنوات الأخيرة باتت تشكل نموذجا يضرب به المثل في العالم منذ سنوات في مجال حقوق الإنسان، بعد القطع مع سنوات الرصاص، وتأسيس هيأة الإنصاف والمصالحة.

   إن تواجد مغاربة العالم في مجالس الحكامة، إنصاف لهم ،والمجلس الوطني لحقوق الإنسان من المؤسسات التي يجب أن يتواجدوا فيها حتى يكونوا أكبر سند للإصلاحات التي تعتزم الأستاذة آمنة بوعياش القيام بها في المستقبل القريب ،وتواجد مغاربة العالم في هذا المجلس ،سيكون بمثابة أكبر سند لها، و تواجدهم في المجلس المقبل سيعزز واقع حقوق الإنسان في المغرب أكثر.

   إشارة واقتراح نرجو أن تلتقطه رئيسة المجلس المعينة والتي اكتسبت تجربة طويلة في الميدان ،وأصبحت لها رؤيا كذلك عن الدور الذي يمكن أن يلعبه مغاربة العالم في تشكلة المجلس المقبل لاسيما بعد قضائها سنتان كسفيرة في بلد يعتبر نموذجا في مجال حقوق الإنسان وحماية الأقليات العرقية ومناهضا لما يجري من تجاوزات في العديد من بقاع العالم ،وبالخصوص قضية فلسطين.

   إن تواجد مغاربة العالم في المجلس الوطني لحقوق الإنسان هي فرصة لتمكينهم من نقل تجاربهم وتكريس ثقافة حقوق الإنسان التي يتمتعون بها وإعطاؤهم فرصة لنقلها وتكريسها ،وفي نفس الوقت منحهم فرصة لكي يلعبوا دورا مهما كسفراء لبلدهم في بلدان الإقامة، ويساهموا بدورهم في تصحيح صورة المغرب أمام الرأي العام العالمي لاسيما وأن المغرب يعاني من إكراهات كبيرة مرتبطة بالخصوص بقضية الصحراء والحراك الذي عرفه في الريف وفي غيرها من المناطق.

   إن تواجد مغاربة العالم في المجلس الوطني لحقوق الإنسان ،سيمكنهم من المساهمة في طرح الحلول انطلاقا من رؤيا تختلف عن الداخل، تكون بطبيعة الحال منسجمة مع التصور الذي يحمله مناضلو حقوق الإنسان في بلدان الإقامة، وتواجد مغاربة العالم في المجلس الوطني لحقوق الإنسان ،سيكون فرصة كذلك للمصالحة مع الوطن ،وتجسيدها حقيقة والقطع النهائي مع ماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى