فن وثقافةفي الواجهة

الأعرج يفتتح بالدار البيضاء المناظرة الأولى حول ” التراث الثقافي غير المادي بافريقيا”..ويعلن عن تأسيس مرصد إفريقي

isjc

السفير 24 / حسن راقي – عدسة: ابراهيم مدغنة

تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، افتتح محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أشغال المناظرة الأولى “حول التراث الثقافي غير المادي بافريقيا”.

وقال وزير الثقافة والاتصال في كلمة ألقاها أمام الحضور المشاركين إن “المناظرة تعقد استجابة لتعليمات جلالة الملك، والذي يشكل حلقة أولى من سلسلة من اللقاءات نسعى جاهدين إن شاء الله أن تستمر معكم وبفضل إسهاماتكم حتى نؤسس جميعا لموعد يتجدد سنويا، يلمنا حول موضوع التراث الثقافي وما يطرحه في الوقت الراهن من إكراهات وتساؤلات تستدعي منا جميعا تضافر جهودنا وتقاسم تجاربنا وتوحيد رؤانا ومناهجنا في هذا الميدان. كما رحب بالضيوف الأفارقة في مدينة الدار البيضاء الكبيرة و المضيافة التي تشكل قبلة  لكل المغاربة منذ قرون ، مما جعل منها مزيجا من الثقافات تعكس بحق فسيفساء الثقافة المغربية.

وأضاف الوزير أنه يحق للقارة الإفريقية أن تتباهى بما تزخر به من ثروات ثقافية وتراثية لا تقل أهمية عن الموارد الطبيعية الأخرى. كما يحق لها أن  تفخر بما تشكله هذه الثقافات بالنسبة للتراث الإنساني من أهمية وعراقة وغنى وتنوع، تجعل الإنسان الإفريقي اليوم أمام مسؤولية تاريخية عظمى. موضحا أن القارة الإفريقية اذا كانت بحق مهد الإنسانية، فإن تراثها وثقافتها يشكلان أيضا صرحا قويا في بناء نهضة إفريقية شاملة.

وأبرز محمد الأعرج أن صون التراث الثقافي غير المادي في كل البلدان الإفريقية من الاهتمامات والأولويات التي توليها الحكومات والمؤسسات والمنظمات والجماعات والمجموعات والأفراد أهمية كبرى وعناية فائقة.  وأضاف أن التحديات كثيرة ومتشعبة ناتجة عن مد وتنامي تأثير العولمة والعصرنة ، وتسارع وتيرة تغير أنماط العيش، مما ينعكس سلبا على استمرارية وديمومة العديد من أشكال التعبير والممارسات والمعتقدات والمعارف والمهارات، التي تكون ما يصطلح عليه اليوم بالتراث الثقافي غير المادي الذي تسعى اتفاقية اليونسكو لعام 2003 جاهدة إلى وضع الأسس والمناهج الكفيلة بصونه والمحافظة عليه. واستحضر وزير الثقافة والاتصال، ما جاء في نص الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغال الدورة 23 للجنة التراث العالمي المنعقدة بمدينة مراكش، حيث قال الملك “…في قارتنا الإفريقية حيث شكل التراث الشفاهي مصدر تثقيف وتأهيل ومنبع توجيه وتأطير. هكذا كان لمجتمعات عديدة أن تبني صرح حضارتنا معتمدة عما تناقلته الأجيال بقوة الكلمة وبفعل الموعظة وحسن السلوك وبحكمة السير والحكايات والأمثال، فساهمت بذلك في إغناء الحضارة الإنسانية إغناء لايستهان به…”.

وأوضح الأعرج، أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس تنبني أيضا على إعطاء الأولوية لتثمين الموارد التراثية الإفريقية من خلال جعل التراث الثقافي غير المادي مرتكزا لبناء الهوية الإفريقية ووسيلة لتوطيد مبادئ السلم والتعايش والحوار والتبادل البناء بين الشعوب والأمم ، مبرزا أنها تشكل حكمة وفلسفة الإنسان الإفريقي، وكذلك تطلعات تنبني قبل كل شيء على تنمية العنصر البشري في تناغم إيجابي مع رصيده التاريخي ومرجعيته الثقافية وكينونته الإفريقية.

وأكد الوزير أن تنظيم هذه المناظرة الأولى الخاصة بالقارة الإفريقية تأتي كتعبير منا جميعا على رفع هذا الرهان، ونحن عازمون لأن تكون قاعدة وفرصة يلتقي من خلالها الباحثون والمختصون والخبراء والمسؤولون الأفارقة لتبادل الآراء والتجارب في مجال صون التراث الثقافي غير المادي للشعوب الإفريقية. وأضاف: لا أحد يغفل ما يعتري هذا الإرث الثقافي اليوم من أخطار كثيرة ومتنوعة محذقة باستمراريته. مبينا أنه يتعين علينا نحن الأفارقة الوفاء بالتزاماتنا تجاه السلف من أجل رد الاعتبار لثقافاتنا وصونها والحفاظ عليها ونقلها للأجيال المقبلة، في انسجام تام مع فكر أمادو أمباتي با ، أحد المدافعين البارزين على الثقافة الإفريقية وعلى الذاكرة الشفهية الإفريقية، والذي توخينا إعطاء اسمه لهذه الدورة، وعيا منا بأهمية التراث الشفاهي الإفريقي وبضرورة حفظه وتدوينه وتداوله. 

وختم محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال كلمته بالاعلان عن تأسيس ” المرصد الإفريقي للتراث الثقافي غير المادي”، داعيا الجميع أن يكونوا أعضاء شرفيين فيه، وأن يكون بمثابة منصة للعمل المشترك من أجل الرقي بتراثنا الثقافي.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى