كتاب السفير

رسالة مفتوحة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

عندما نعيد قراءة واقع الشأن الديني في أروبا حيث تتواجد جالية مغربية ،وتخصيص الدولة ميزانية ضخمة لذلك. نستغرب النتائج العكسية المحصلة والتي تسيئ بالدرجة الأولى للنموذج المغربي للتدين ، الذي يرغب المغرب في نشره وحمايته حتى تتمسك به الأجيال المزدادة في أروبا. وبه يمكن تصحيح الصورة النمطية للإسلام في عيون المواطنين الأروبيين .

هل حققت الوزارة الأهداف التي رسمتها بتعاون مع جهات عدة، كان لها تأثير في تدبير العديد من المساجد التي بناها المغرب ؟ وكان من الضروري أن تلعب دورا كبير ا في التأطير الديني ومحاربة ظاهرة التطرف والغلو ؟ لاأعتقد ذلك فالمحصلة ضعيفة بسبب لاعبين قدامى وجدد استعملوا المال الخليجي للتأثير على واقع الهجرة بأروبا سلبا، والكل يعلم أنهم كانوا سببا في بروز ظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية في المجتمعات الأروبية بسبب العمليات الإرهابية التي حدثت ،وذهب ضحيتها مواطنون من كل الديانات السماوية .مما يفرض إعادة النظر في سياسة تدبير الشأن الديني ،وخير مثال على سياسة الإرتجال، سوف أتحدث عن تدبير البعثات الدينية في شهر رمضان في الدنمارك .والتي شابهها عبث مابعده عبث .بعد مقاطعة المؤسستين الكبيرتين، للإجتماع الذي دعت إليه السفيرة.

ولعل أسباب المقاطعة معروفة لدى جميع مغاربة الدنمارك، فالسفيرة أوكلت مهمة التنسيق في تدبير أعضاء البعثة لشخص غير مرغوب فيه وليس له أي مسؤولية في كل المؤسسات المغربية. رجل أثار فتنة كبرى، برسائله المجهولة والتي أساء فيها للكثير ومازال. رجل ينسق مع جهات خارجية تكن عداءا للمغرب.

وإذا نظرنا لتوزيع أفراد البعثة لهذه السنة فقد سببت حرجا كبيرا للأستاذتين اللتين تعيشان في ظروف لاتليق بهما بمسجد قطر الذي يوجد فيه غالبية مطلقة من المشرق العربي لاعلاقة للمغاربة في تدبيره.

الأستاذتين تتناولان وجبة الفطور مع الرجال، مما يسبب لهما حرجا كبيرا ولا أعتقد أنهما سيفكران مستقبلا للخروج في هذه المهمة. وعملية توزيع الوعاظ والمقرئين لهذه السنة أوكلتها السفيرة لزعيم الفتنة بالدنمارك ، فكان المستفيذون هي المساجد التالية: مسجد النور غير مغربي ،مسجد نستفيذ غير مغربي .مكان للصلاة في أسفل عمارة بحي الفستربرو يؤدي فيه الصلاة كبار السن رفضوا الإنضمام لمؤسسة الإمام مالك بعد المشاورات التي عقدت، واستفاذوا من أفراد البعثة .

كلا المؤسستين اللتين قاطعتا اجتماع السفارة .لم تقبل أعضاء الوفذ للأسباب التي ذكرت، وتعرفان إصلاحات كبرى وقريبا ستصبحان معلمتان ستقومان بدور إيجابي في المستقبل القريب، وتساهمان في تصحيح صورة الإسلام المغربي في عيون الدنماركيين ، الإسلام الذي يتمسك به عامة الشعب المغربي .وتتمة لعملية توزيع أفراد البعثة، فقد استفاذ مكان للعبادة تحت عمارة في بلدية تاستروب، ومسجد المسيرة برينكستد بضواحي العاصمة كوبنهاكن ، وكذا المركز الثقافي الليبي في الوقت الذي تم حرمان مدنا بعيدة تضم تجمعات مغربية لايستهان بها ويمتلكون مسجدا في أعلى عمارة وليس في قبو بمدينة أورهوس وهي المدينة الثانية في الدنمارك.

إن سوء تدبير السفارة ليس فقط لعملية توزيع أفراد البعثة وإنما يرجع لغياب الرؤيا لدى المسؤولة في السفارة، فهي لاعلاقة لها بالشأن الديني وحتى الذين تستعين بهم لايملكون المؤهلات العلمية التي تمكنهم لتدبير قطاع أصبح حساسا في الوقت الراهن، والذي أصبح ساحة يلعب فيها الخليجيون وبالخصوص الإماراتيين عن طريق مجلس المجتمعات المسلمة في العالم والذي يقوده النعيمي والبشاري ، الذي حرق كل أوراقه ولم يعد له أثر بعد انكشاف مؤامراته التي تعلمها جهات داخل المغرب، وتعلم أنها تستهدف النموذج المغربي بالدرجة الأولى ومع ذلك المال الإماراتي أعمى بصيرتهم .

وتقييما لكل ماذكرت ،يجب إعادة النظر في تدبير الشأن الديني ومحاسبة كل المتورطين في تشويه صورة الإسلام المغربي بالتنسيق مع الجهات الخارجية لبعثرة سياسة وزير الأوقاف، ويجب أن تتحمل كل الجهات التي تتدخل في الشأن الديني مسؤوليتها .ولايمكن قبول التهاون الكبير الذي حصل من جهات عدة، فالشأن الديني في أروبا رهان على الدولة أن توليه أهمية قصوى ،لقطع الطريق على تجار الدين الذين يثيرون الفتن وسط الجالية ويخدمون أجندة خارجية كيف ما كانت، ثم لابد من التنسيق مع بلدان الإقامة لمراقبة كل الأنشطة لقطع الطريق وعدم السماح لتنظيم الندوات المشبوهة بتمويل خليجي في مساجد مغربية .

الدولة المغربية يجب أن تتحمل المسؤولية في عدم التعامل مع تجار الدين ،لانريد أن نعطي دروسا لأحد ولكن نقدم مقترحات لتفاذي الإنزلاقات التي حصلت ، ومعالجة الإكراهات الموجودة .

لابد من الإشارة في الأخير والتنويه بالبيان الذي أصدره خليل مرون مسؤول مسجد إيفري بضواحي باريس، الذي أشار فيه بصريح العبارة ونفى فيه أية علاقة له بالبشاري وحبيبنا خليل حفظه الله نعرفه ونعرف مستواه العلمي، وقد كان حريصا على تنزيل البيان كما وصله من الجهات التي يهمها الأمر .

وأستمح إن كنت ثقيلا على القارئ في سرد التفاصيل للتوضيح ليس إلا، وفي الأخير أختم بالتالي لقد أعذر من أنذر.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى