كتاب السفير

الوطن الذي أصيب بجرح غائر

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

أعود مجددا لقولة قالها المرحوم الحسن الثاني ردا على سؤال طرحه عليه أحد الصحفيين ،حول كيفية تعامله مع معارضيه بالخارج فكان جوابه مفاجئ “يجب أن يكون لك سلاح يحمل عشر رصاصات واحدة لخونة الخارج وتسعة لخونة الداخل”، وجواب الراحل الحسن الثاني يحمل معاني كبيرة، فالوطن أصيب بجرح غائر وفي حاجة لمن يضمده ويعطيه الوصفة العلاجية ليلتئم الجرح.

لم أرغب في الدخول في جدل عقيم مع أي كان، لأن جبل الثلج بالوصف المجازي بدأ يذوب وينهار بسبب ارتفاع الحرارة، حرارة النقاش الديمقراطي ،النقاش الذي يعبر عن المسار الذي نريد إعادة بنائه عن طريق محاربة الفساد والخيانة، وهي مفهوم الوطنية في أسمى معانيها، فالتاريخ يسجل مواقف أبنائه وتبقى دروسا للأجيال القادمة لكي تسير على نهجها.

أستغرب لخرجة السملالي مدافعا عن الوطني مرون، الذي لم نطعن في مغربيته ونقولها في السر والعلن ولكن نعاتبه لاستقباله رجل مقرب من محمد دحلان مستشار محمد بن زايد وفي ظروف غير ملائمة، لأن العلاقات المغربية الإماراتية عرفت تدهورا خطيرا أدت لسحب المغرب لسفيره بالإمارات، ونفس الشيئ فعلت الإمارات بسحب سفيرها على عجل، الوطني في نظري هو الذي يلتزم بالقرارات التي تتخذ على أعلى مستوى، الوطني هو الذي لايخرج عن موقف غالبية الشعب المغربي ،والخائن هو الذي يحتضن المتآمر على مصالح بلده العليا .

القلم المأجور هو الذي يسعى لتلميع رجل يده ملطخة بدماء الأبرياء في سوريا والتاريخ قد سجل عليه دعمه لجيش النصرة، يجب أن تستحيي أنت والذين معك عندما تدعي أن النعيمي يتألم من أوضاع المسلمين وبقلة حياء تحاول التستر عن المجازر التي ترتكبها الإمارات والسعودية في اليمن وقبلها في سوريا والعراق ، واليوم في ليبيا وربما في السودان والجزائر ، الدولتان اللتان لازالتا تعيشان مخاضا عسيرا. من هو القلم المأجور هل الذي يحاول تلميع صورة المجرم والقاتل أم الذي يفضح المتآمرون على مصالح الوطن ؟ ماذا جنى صديقك البشاري الذي سربت شريطة مكالمته لصديق لك وسربها لجهات أخرى حتى كانت سببا لكشف المخطط الذي دفع العديد من الوجوه للتبرأ من صديقك الذي خنته في السر والعلن وكنت تسعى لخلافته على رأس معهد ابن سينا الذي كان يسلم باسمه شواهد عليا للمتابعة في الجامعات الأجنبية التي لاتعلم حقيقته، ولكنك كنت حافظ سره ومستفيذا من المال الحرام في مهام لم تقم بها ونمتلك الأدلة والوثائق .عندما تعتبر المدافعين عن النموذج المغربي في التدين حاقدا، وتعمل المستحيل لتلميع الدور الذي أصبح يلعبه النعيمي لضرب هذا النموذج فأنت تاجر دين فقدت هويتك ووطنيتك.

أستغرب لكلامك عندما تعتبر مواقفنا تشويش على علاقة المغرب بدول صديقة وتقول أن المغرب مدين للإمارات لأنها هي التي تؤدي أجور الموظفين منذ سنوات .وهي إهانة للمغرب وللشعب المغربي ولجلالة الملك.

أيها المحامي الفاشل هل أنت على علم بتقارير المخابرات الفرنسية التي تراقب مايجري في المساجد، والتي أكدت انتداب الإمارات لأئمة مصريين وزرعتهم في عدة مساجد في باريس وليون وقد أشار لهذا المعطى الجديد العديد من المتتبعين .

تواجد العديد من الأئمة المصريين المرتبطين بجهاز المخابرات الإماراتي يهدف بالدرجة الأولى ،تنفيذ مخطط للحد من تأثير الأئمة المالكيين الذين بعثهم المغرب ،مما يعني إعلان الحرب على النموذج المغربي في التدين وزعزعة عقيدة المسلم المغربي، وخلق صراع لن ينتهي على التراب الفرنسي والضحية هم المغاربيون وليس الإماراتيون .

أيها الصديق الذي يعاني نفسيا هل فهمت قواعد اللعبة أم أصبحت بليدا لاتميز بين الذي يحب الخير لبلده والذي يبيع الوطن واستقراره بثمن بخس. وعندما تتحدث عن الحملة المأجورة الثمن فالمثل ينطبق عليك أنت الذي تطوعت لخدمة ليس لمصالح المغرب ولكن لمصالح الإمارات بتوجيه صديقك الذي تكن له حقدا دفينا.

لقد كان كلامك في قمة النفاق والخيانة عندما وصفت ضيف مسجد إيفري بالمهموم بمشاكل المسلمين في أروبا ، هل نسيت جياع ويتامى اليمن و سوريا وليبيا ، النعيمي الذي يداه ملطخة بدماء الأبرياء التي ارتكبها جيش النصرة في سوريا .هل حقا حضوره لمسجد إيفري جاء من أجل البحث عن حلول لمشاكل المسلمين في فرنسا والحد من نفوذ الجماعات الإرهابية ، متناسيا أنهم هم الذين خلقوا الدواعش ومولوهم بالسلاح .

من يصدق مرافعتك ، وينزهك من الإسترزاق فالذي يستحق صفة الوطنية هو الذي يدافع عن النموذج المغربي للتدين وليس الذي يعبد الطريق للنعيمي ومشروعه التخريبي ، فالمغرب بحاجة لمن يحمي هذا النموذج .ويدافع عن سياسة بلاده لا أن يكون خادما وعبدا مطيعا لأسياده مقابل المال.

بقيت الإشارة لشيئ مهم، كان عليك أن تستشير قبل كتابة بيانك مع الجهات التي صاغته والذي خرج به حبيبنا في الله عميد مسجد إيفري قبل نشره، لأنك وقعت في متناقضات وبالتالي خسرت كل شيئ المال الإماراتي ومصداقيتك لدى الجهات المغربية، أنصحك في الأخير أن تهتم بصحتك وآسف لأنك فقدت صديقا كان يحترمك فخذلته بمواقفك.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى