كتاب السفير

تجار الدين والإنتخابات البرلمانية والأروبية في الدنمارك

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

ليس هناك شك أن أفضل وسيلة للدفاع عن مصالحنا والمحافظة على المكتسبات التي تحققت ،إلا بالإنخراط الفعال في الحياة السياسية، فكل حزب من الأحزاب الدنماركية له جانب في برنامجه السياسي يتعلق بحقوق المهاجرين، والحفاظ على كل الحقوق يتم عبر حضور تجمعات الأحزاب ودعمها .وليس هناك خيار وبديل للتحرك إلا من خلال الأحزاب السياسية.

الذين يسعون للركوب على الإنتخابات والخطاب السياسي المعادي للإسلام الذي ميز الحملات الإنتخابية والنقاش السياسي على مستوى الإعلام ، لانستطيع أن نكون مؤثرين فيه دون الحضور في هذه الأحزاب ،والذين يراهنون على استغلال الحملة للفت انتباه المسلمين بأنهم المؤهلون للدفاع عن الإسلام في الدنمارك ، ومحاولة التأثير في هذه الإنتخابات وفي الناخبين الدنماركيين، فهم يراهنون على السراب، لأن ارتفاع نسبة الإسلاموفوبيا ،والعداء للإسلام ناتج عن تدخل تجار الدين في السياسة .

وعندما يقود هذه الحملة رجل لايستمد شرعيته من العمل السياسي، وفقد مصداقيته ليس فقط وسط الجالية المغربية عندما اصطف إلى جانب سفيرة المغرب ضد مصالح الجالية المغربية وكان سببا رئيسيا في توتر العلاقة بين النسيج الجمعوي المغربي وسفارة المملكة، بل مواقفه وخرجاته المساندة لأنظمة عربية أصبح لها دور سلبي من قضايا الأمة، عامل آخر يدعونا لرفض كل مبادرة يتخذها، لأنه أصلا غير مؤهل لقيادة مشروع النضال السياسي وتشكيل لوبي ضاغط للحفاظ على حقوقنا والمكتسبات التي تحققت بالإنخراط في الأحزاب السياسية.

وأعتقد أن مبادرته التي وجه فيها اتهامات للمؤسسات الدينية في الدنمارك بسبب سكوتها عن الخطاب العنصري الذي يستهدف الإسلام ، ومحاولة إثارته لمسألة الحجاب والخطاب العنصري .جاء متأخر جدا ،وفي غياب ثقافة سياسية لمثل هذا الشخص ومن يسير في فلكه من تجار الدين ، فإن النتائج ستكون عكسية جدا، فالدفاع عن مصالحنا كمسلمين يمر عبر التواجد المكثف في الأحزاب ولن نستطيع التأثير في المجتمع إلا من خلال الإنخراط المكثف ودعم الأحزاب الحريصة على احترام حرية المعتقد والإسلام كدين يحتل المرتبة الثانية في الدنمارك. وعندما يسقط اهتمام وانشغال المسلمين بقضايا الأمة وهو في ذلك يستهدف قضية الصراع الذي تعرفه منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص الجرائم التي ترتكب في فلسطين واليمن وسوريا والسودان والجزائر وليبيا فهو في الحقيقة يريد طمس هويتنا الإسلامية، وتنازلنا عن التزاماتنا في دعم قضية فلسطين بالدرجة الأولى، الذي يتطلب أن نتحمل مسؤوليتنا حتى يكون من اهتمامات الأحزاب السياسية، لأن حل الصراع الفلسطني الإسرائلي يعني فسح المجال للعديد من الذين يناضلون من أجل العودة، وعندما يدعو لعدم الإهتمام بالقضايا الخارجية بالنسبة للمغاربة فهو يدعو لعدم الإهتمام بقضية الصحراء المغربية وإثارتها بالخصوص داخل الأحزاب المساندة لأطروحة الإنفصال.

يطرح سؤال وبكل وقاحة عن غياب القادة الإسكندنافيين المسلمين في الساحة ،وكأنه هو الزعيم القادر على حل مشاكل المسلمين وهو فاقد للمصداقية وللثقافة السياسية ومتشبع بالخطاب الشعبوي وليست له قناعة بأي مشروع سياسي في الدنمارك، ويريد وبكل وقاحة وقلة أدب قيادة مبادرة للدفاع عن حقوقنا في المجتمع الدنماركي.

ماتنتظرون من شخص فقد مصداقيته و شرعيته حتى داخل الجالية المغربية وبالأحرى الجالية المسلمة لكي يقود مبادرة تثير زوبعة ونتائجها تكون عكسية .

أيها المسلمون لاتعولوا على مبادرة يقودها أشخاص أسقطوا في مشروعهم قضايانا وانشغالاتنا الخارجية كمسلمين، الحل هو مقاطعة مثل هؤلاء لأنهم فقدوا كل المصداقية ،والذهاب بكثافة للتصويت في الإنتخابات المقبلة على الأحزاب التي ترفض خطاب بالودان الشعبوي المرفوض ليس فقط في الدنمارك، وهناك إجماع على ذلك ولكن مرفوض حتى على مستوى الإتحاد الأروبي .

لاتعطوا فرصة لتجار الدين للركوب على هذه القضية والعودة للساحة قاطعوهم ،اعزلوهم لأنهم ليسوا مؤهلين لقيادة المرحلة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى