كتاب السفير

العلاقات المغربية الإماراتية في أسوء حال

isjc

السفير 24 | الدنمارك : ذ. البشير حيمري

كل المحللين السياسيين لواقع الأمة العربية والإسلامية يتفقون على نهاية مأساوية للمنظمات سواءا العربية أو الإسلامية التي جمعت الزعماء منذ مئات السنين، وفشلت في معظمها تحقيق آمال الشعوب العربية والإسلامية في الوحدة والتضامن ،وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأسباب الفشل ترجع لتآمر بعض الزعماء على قضايا الأمة، لنترك الماضي ونتحدث عن الحاضر ومانعيشه من انقسامات وويلات ناتجة عن حروب طاحنة، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء وملايين المشردين في العالم، من العراق وسوريا واليمن والسودان وفلسطين وليبيا ، والذين يقفون من وراء هذه المأساة دول عربية مسلمة، انخرطت منذ سنوات في كل المستنقعات التي عرفتها عدة دول عربية وإسلامية وتأتي في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة.

الإمارات لم يكفيها إثارة الفتن والحروب ،ودعم الإنقلابيين ضد الشرعية وأمام أنظار العالم وبتواطئ دول كبرى ،في العديد من بؤر التوتر في العالم العربي في ليبيا واليمن وسوريا، ودعمها لجيش النصرة الإخواني، ثم السودان وأخيرا الجزائر .

الإمارات لم تكتف بالتدخل في العالم العربي من الخليج العربي حتى موريتانيا ، وبسبب مؤامراتها قرر المغرب استدعاء سفيره وسحب الإمارات سفيرها من المغرب ، دليل قاطع على تدهور العلاقات بين البلدين . لانستبعد أن للإمارات علاقة بالأحداث التي عرفتها منطقة الريف ،ولانستبعد أن للإمارات علاقة ببعض الوجوه السياسية من شمال المغرب والتي كان لها دور في تأجيج الصراع السياسي بالشمال، ولانستبعد قيام بعض الوجوه السياسية من الشمال بزيارات مشبوهة وغير بريئة للإمارات، ثم نستغرب مواقف حكام الإمارات من زعماء حزب العدالة والتنمية ومنعهم من الدخول لأراضيها حتى بصفتهم كمسؤولين في الحكومة السابقة والحالية.

أن تتدخل دولة الإمارات التي لا يتجاوز عهدها الأربعون سنة في شؤون دولة تجاوز عمرها 14 قرنا ،فهذا الذي لن يقبله المغرب حكومة وملكا وشعبا وأحزابا سياسية، ومهما كانت خلافاتنا السياسية مع حزب العدالة والتنمية فنعتبر سلوك حكام الإمارات اتجاه قيادات حزب العدالة والتنمية مرفوضا مطلقا.

الإمارات وتجنيدها لمغاربة للتآمر على المغرب، والذين يتابعون تدهور العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، يردون ذلك لعدم التزام هذه الدولة بكل ما وعدت به في مجال الإستثمار ، ثم محاولتها لمحاصرة المغرب جنوبا ببنائها لميناء نواديبو بموريتانيا على بعد كيلومترات قليلة عن مدينة الداخلة التي ستعرف بداية الأشغال لميناء كبير تموله دولة قطر وهذا دليل آخر على امتداد الصراع بين دول الخليج الذين حاصروا قطر ويريدون محاصرة المغرب المتضامن معها .

الإمارات تحاول استمالة موريتانيا باستثمارات لتغير موقفها من قضية الصحراء المغربية، الإمارات وتدخلها في تدبير الشأن الديني في أروبا، مامن شك أن العديد من المتتبعين في أروبا ينظرون باستغراب كبير تدخل الإمارات في الشأن الديني في أروبا ،وتأليبها لليمين المتطرف على مسلمي أروبا ، بتصريحات من مسؤوليها الكبار تدعو لطرد المسلمين إلى بلادهم .وعندما تكلف مغاربة لتنفيذ مخطط في أروبا وهي لاتمتلك جالية في البلدان الأروبية فهذا تدخل سافر ، وهي التي كانت مسؤولة عن التطرف والغلو الذي انتشر في العديد من الدول الأروبية وكما اعتمدت سابقا على مغاربة لتمرير خطابها المتطرف بتعاون مع حلفائها ،تريد اليوم تصحيح صورتها في تمرير خطاب ينبذ التطرف والإرهاب وتعتمد على مرتزقة مغاربة.

الدور الخبيث الذي أصبح يلعبه أمين مجلس المجتمعات المسلمة في العالم المحدث بالإمارات والذي يقوده مغربي وأتباعه خدمة لأجندة الإمارات، بعد تأسيس مايسمى مجلس المجتمعات المسلمة في العالم سنة 2018، اختار الإماراتيون هذا الشخص أمينا له، وماضي هذا الشخص السيئ وعلاقاته التي ربطها مع نظام القدافي وسيطرته على أموال ليبية وكويتية وقطرية وسعودية بوثائق، وعلاقته مع العديد من الأجهزة الأمنية الأجنبية، تجعله مثار شك وريبة لدى العديد من المتتبعين الذين يعتبرونه من بين الذين يتحملون فشل تدبير الشأن الديني في فرنسا .بل كان عنصر فتنة وهو الذي أذكى الصراعات التي عرفتها عدة مساجد ووصلت إلى دهاليز المحاكم. واختيار الإمارات لهذا الشخص لتلميع صورتها في أروبا لايرجع لقيمته المعرفية لكونه يحمل لقب دكتور مزور ولكن لأنه يعرف كل الدسائس والمؤامرات وواقع الإسلام في فرنسا.

أسباب اختفاء أمين مجلس المجتمعات المسلمة في العالم في الآونة الأخيرة

أمين المجلس أصبح حديث الإعلام والصحافة بحيث كان موضوعا في العديد من المنابر الإعلامية إذاعات وصحف ،تحدثت عنه بالتفصيل وفجرت دسائسه والمخطط الذي كان يتزعمه. وعدم مرافقته للنعيمي في زيارته لمسجد إيفري هو دليل قاطع أن الإعلام الذي تناوله وكشف حقيقته هو سبب تحفظ الإمارات عليه في الآونة الأخيرة.

ليطرح السؤال الذي ننتظر منه إجابة، هل هو خروج نهائي من اللعبة أم هناك مناورة فقط للتهدئة ؟ ، لأن الإمارت لازالت تستهدف النموذج المغربي في التدين بالدرجة الأولى وما الإنزال الذي قامت به في هذا الشهر العظيم ،بتحملها مصاريف تنقل أئمة مصريين وزرعهم في عدة مساجد في فرنسا ، سوى دليل قاطع على كل مانقول

……………..يتبع

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى