كتاب السفير

نتائج القمتين في السعودية مخيبة للآمال..

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

كنا ننتظر الخروج بقرارات تعيد الثقة للشارع العربي والإسلامي الذي مازال يعقد آمال في مراجعة القادة المجتمعون في مكة المكرمة، وفي ليلة القدر لسياساتهم فيما يخص الملفات الحساسة التي أضرت بسمعة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، الذي بدون شك لم تحضره إيران ودول أخرى.

القمتين معا فشلتا في حل الصراعات التي نسفت الإستقرار في المنطقة ،والتي أذكتها مع كامل الأسف بعض الدول المارقة ، في الخليج العربي والتي أصبحت تلعب دورا نيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة. لكن يبدو أن المؤتمرين الإستثنائيين اللذان دعت إليهما السعودية ،كانا فقط لاستدراج المجتمعين لاتخاذ موقف من إيران والحوثيين الذين بعثروا كل الأوراق في الصراع الدائر بين اليمن والسعودية، والهدف كان فقط، اتخاذ قرارا بالإجماع لتحميل إيران تبعات التطورات التي تعرفها المنطقة بسبب تكرار استهداف المنشآت النفطية السعودية وناقلات النفط في الخليج.

والإجماع العربي والإسلامي للتهديدات الإيرانية ،يعني الكثير في القاموص السياسي .والتواجد الأمريكي المكثف في عدة قواعد بالمنطقة. مؤشرات لقرب نزاع سيحرق المنطقة بكاملها، وكان ينتظر ساعة الحسم من القمتين معا، والتي يبدو أنها كارثية.

المغرب عاد للمشاركة في هذه القمم بأعلى تمثيلية، بعد غياب في عدة قمم ، ومواقفه كانت واضحة من العديد من القضايا المشتركة، المغرب شارك في عاصفة الحزم ولكنه عندما خرجت عن مسارها انسحب منها وطالب برفع الحصار عن اليمن ووقف المجازر. وبسبب هذا الموقف الجديد توترت العلاقات بينه وبين السعودية.

المغرب رفض القرار الأمريكي بنقل سفارته للقدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل، باعتباره يترأس لجنة القدس ،وأدان القرار الأمريكي بضم الجولان، وأدان الإعتداءات التي تتعرض لها المنشآت النفطية والمطارات في السعودية، ولازال يرفض التطبيع مع إسرائيل التي بدأته عدة دول خليجية بما فيها السعودية، لكن الحقيقة التي لايمكن لأي أحد إخفاءها أن إسرائيل والولايات المتحدة ضحكت على السعودية وعلى كل المجتمعين في مكة وأقنعتهم بأن الذي يهدد وجودهم هي إيران المسلمة وليست إسرائيل، التي تحتل فلسطين والجولان السوري وتحاصر غزة وتقتل الفلسطينيين يوميا .

مقاطعة المغرب للقمم العربية والإسلامية السابقة وعودته هل حملت جديدا ؟ لاأعتقد لأن بلدنا كان وستبقى مواقفه متزنة ثابتة، فقد وقف ضد حصار قطر وجمع الفرقاء الليبيين لتوقيع اتفاق الصخيرات، ولم يتدخل فيما يجري في الجزائر، رغم مواقف هذا البلد الجار المناوئة فيما يخص قضية الصحراء.

إذا راجعنا البيان الختامي، تثير اهتمامنا فقرة تتعلق بالامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها”. أليس هذا بالضبط ما يحصل في اليمن وفي ليبيا وفي سوريا ،فكيف يصدر قرارا يتناقض مع مايقع على الأرض، عموماً جميع الدول العربية باستثناء العراق أعلنت مساندتها للملكة العربية السعودية. فما هو موقف قطر إن كانت قد استدعيت، وهل حضورها لهذه القمة سيذيب الخلافات القائمة ويرفع الحصار سؤال يبقى مطروحا.

قمة الدول العربية المنعقدة في السعودية فاشلة وفي مضمونها ناجحة اتفق الجميع على التحربض ضد الجمهورية الاسلامية الإيرانية وأرادوا أن يتمموا ماتبقى لهم من الحروب المدمرة ضد الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، والسعودية والإمارات ومصر أصبحوا يلعبون دورا في العديد من المناطق، فهم المسؤولون فيما يجري في العديد من الدول العربية التي شتتوها ودمروها وجوعوا شعوبها، منتهكين بذلك كل قيم الإسلام الحنيف المتسامح، ولكن الأعراب أشد عدوانا ونفاقا والموقف الإيراني في الشرق الأوسط ماهو إلا دفاعا على الإعتداءات المتكررة على فلسطين وسورية واليمن، وإذا كان العراق الدولة الوحيدة التي عارضت نص القرار ضد إيران فأعتقد أن موقفها عين الصواب .

السعودية بالقرارات التي خرجت بها القمتين استمرت ٬مع كامل الأسف في تقديم صورة سيئة جدا عن الإسلام وحكاية تصريح عبد الرحمان السديسي في ندوة نيويورك الذي مفاذه أن الملك سلمان والرئيس ترامب يقودان العالم إلى الأمن والسلام ، يبقى مجرد نفاق وكلام للإستهلاك الإعلامي ،لأن ماتقوم به الدولتان على الآرض يتعارض مع المواثيق والقرارات الدولية لحقوق الإنسان.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى