أقلام حرة

مأساة أسر الشهداء ليست أحذية للتلميع بباب الصحراء؟

isjc

* العيرج ابراهيم

في محاولة أخرى تبقى بئيسة بعد العديد من الخرجات الاعلامية غير محسوبة النتائج التي سقطت فيها مؤسسة الحسن الثاني عبر أبواقها المسخرة لهذا الغرض، خصوصا بعد محاصرتها إعلاميا و ميدانيا من طرف ذوي الحقوق من أيتام و أرامل شهداء حرب الصحراء و فضح ألاعيبها و افتراءاتها اتجاه هذه الشريحة التي لم تنصف و لم يجبر ضررها لحدود كتابة هذه السطور.

فقد تناهى إلى علمنا من مصادر موثوقة ، أن المؤسسة عبر ممثليها ستقوم برحلة مكوكية لمدينة كلميم شعارها الزائف كما المعتاد الوقوف على ما تم” انجازه و تحقيقه” لفائدة أسر شهداء حرب الصحراء و في حقيقتها تبقى زيارة بطعم المرارة ، هدفها انجاز تقارير مغلوطة و مضللة و بعيدة عن حقيقة الواقع المأساوي الذي تعيشه أسر الشهداء ، من خلال استقدام ببغاوات تردد ما يملى عليها لارتباط مصالح الطرفين مع أخذ الصور قصد التسويق الاعلامي لتضليل الرأي العام ، و طمس الحقائق وتكريسا لمزيد من سياسة العام زين و ممارسة كل أشكال الإفك ضد هذ الشريحة التي ليس لها من ذنب سوى أنها لم تفتأ منذ وعيها بحقوقها المهضومة في فضح المؤسسات التي أحدثت لهذا الغرض ، قصد رعايتها و تتبع أحوالها على مستويات عدة منذ استشهاد ذويها –الشهداء- في ساحات المعارك بالصحراء.

هذه الشريحة التي تفنن المسؤولون في تعذيبها بشكل لا يمكن مقارنته إلا بما تعرض له جسد دميان من تمزيق و هضم لحقوقها المادية و المعنوية العادلة و المشروعة، كانت سببا في اغتناء الكثيرين من أكلة لحم إخوانهم من الموتى ، و التنكر لتضحياتهم التي بفضلها يرفلون في النعيم و يعيضون أمنين مطمئنين داخل مكاتبهم و فيلاتهم المكيفة .

إنها الحقوق التي ما فتئ الملك الراحل الحسن الثاني الذي نص في أحد خطبه المأثورة ، أن الجندي بإمكانه الذهاب للحرب و هو مطمئن على أسرته في حال استشهاده، و بعد الملك محمد السادس يشجعان ويحثان ممثليهم بمختلف المؤسسات المدنية و العسكرية على صونها و رعايتها إحقاقا للحق و تفاديا لما يمكن أن تعانيه هذه الشريحة من باب الاعتراف والامتنان بخدمات الشهداء و تضحياتهم في سبيل الوطن ، الذي جعل منه هؤلاء الممثلين في خيانة للأمانة الذي جعلوا منه رحيما بالخونة و الجلادين …

نشير في الأخير أن الرحلة تبقى في نظرنا كأسر شهداء من أرامل و أيتام بمثابة “عكر على الخنونة” أو كمحاولة عجوز شمطاء لم تؤمن بما فعلته عوامل التعرية في تضاريس وجهها خصوصا، لتلميعه بشتى المساحيق و الدهون التي يبطل مفعولها بمجرد ملامسة الماء الطهور أو اول لقاء مع أشعة النور-الشمس-

ابن شهيد عضو الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي الصحراء المغربية *

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى