كتاب السفير

على مكتب الاتحاد الرياضي لطنجة أن ينسحب بهدوء !

isjc

* الصادق بنعلال

Quién mejor para servir a los intereses del deporte que alguien que tenga el corazón de un deportista?

من يكون الأفضل في خدمة مصالح الرياضة غير ذلك الذي يملك قلب الرياضي ؟

JOHAN CRUYFF

 سبق أن عبرنا عن وجهة نظر حول ضرورة استقالة المسؤولين على تدبير شؤون فارس البوغاز في دجنبر 2018 ، إثر اقتناعنا بالتراجع المهول للأداء الفني للنادي ، و التعاطي الهاوي مع قضايا الانتدابات و التسيير العشوائي ، و غياب أي استراتيجية راجحة و الأجرأة العلمية المطلوبة ، رغم أننا كنا على يقين بأن الاستقالة الطوعية ، ليست من مواصفات جل مسؤولي السياسة و الرياضة بالمغرب .. و لأن دار لقمان بقيت كما هي ، بل ازداد وضعها الاعتباري سوءا ، آثرنا أن نعيد ما كتبناه منذ ستة أشهر عسى ” أمل ”  أن يرحل الجمل بما حمل !

 ننطلق في هذا المقال من مسلمة رياضية مفادها أن ارتباطنا الوجداني بالاتحاد الرياضي لطنجة حق مشروع يضرب في عمق التاريخ، غير أن عشقنا غير المحدود لفارس البوغاز يجب أن يكون بعيدا عن النزعة العاطفية المرضية، قريبا من التعاطي الإيجابي و الموضوعي مع منجزاته و إخفاقاته، من أجل تخطي مظاهر الضعف و الفشل، قصد العثور على حلول كفيلة بجعله ضمن النوادي الكروية الوطنية المرجعية.

لقد تحمل مسؤولون كثيرون مهمة الإشراف على الاتحاد الذي ذاق الأمرين في قسم الظلمات ، و لا يصعد لقسم الأضواء إلا ليعود مجددا إلى وضعيته سيئة الذكر ، بسبب التدبير الإداري السيئ . أخيرا تمكن من الالتحاق بالبطولة الوطنية الاحترافية، و قدم في السنتين السابقتين إنجازا محترما، و مشاهد فنية أضحت علامة فارقة في الرياضة الوطنية، إذ  لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية يشاهد المتلقي المغربي أداء فرجويا بالمقاييس العالمية، و حضورا جماهيريا قياسيا، و مساندة حماسية محكمة التنظيم أفاقت الملاعب الوطنية من سباتها العميق، و اعتقدنا خاطئين أن زمن التدبير العفوي و الساذج قد ولى من غير رجعة، إلا أننا و جدنا أنفسنا من جديد ندور في حلقة الكولسة ، و تغليب المصالح الفردية الضيقة  مما يهدد النادي بمصير مأساوي غير مقبول . فما هي الأخطاء الدراماتيكية التي اقترفت في حقه منذ مدة غير يسيرة ؟

 – غياب رؤية استراتيجية متوسطة و بعيدة الأمد، و منظومة رياضية محكمة البناء و التخطيط، تأخذ بعين الاعتبار بلورة مدرسة كروية اتحادية بالمقاييس الدولية، ترصد لها ميزانية معتبرة، مجهزة بكل الوسائل المادية و اللوجستيكية لتكوين الناشئة و إعداد لاعبي الغد.

– إقالة مذلة و مزاجية للأطر التقنية المقتدرة، و دون سابق إنذار، فهل يعقل أن يتناوب على الإدارة التقنية للفريق ستة مدربين في أقل من أربع سنوات ؟ أين هي الرؤية العلمية الهادئة و الرصينة ؟ أين هو الاحترام المطلوب لربان النادي الذي يحتاج في أقل تقدير  إلى ثلاث سنوات لوضع بصمته الخاصة ، و خلق الانسجام الفني و النفسي بين اللاعبين ؟

– عبثية الانتدابات و لامسؤوليتها، فبعد كل سنة يتم إقحام جيش من اللاعبين الجدد عديمي الخبرة و الجدوي الفنية، وغالبية هؤلاء الوافدون الجدد لا يقدمون أية إضافية تذكر للفريق، و يثقلون كاهله بمصاريف مادية وازنة.

– التخلي غير المفهوم عن لاعبين متميزين و أساسيين، طالما ساهموا في جني الثمار الطيبة أداء و نتيجة،  ينتقلون إلى أندية وطنية أخري ، و يستمرون في عزف أغاني الإنجاز المتميز، فأين هي النظرة الفنية الحصيفة التي تقدر هؤلاء اللاعبين و تستقرئ كفاءاتهم  و تستجلي إمكانياتهم الرفيعة ؟

–  معاكسة متطلبات الجماهير الغفيرة، و إقرار ما ترفضه من طريقة في اللعب، و المناداة على بعض المدربين الذين أثبتوا محدوديتهم التقنية في أكثر من مناسبة، و عجزهم الغريب عن إيجاد الحلول الكفيلة بالتصالح مع النتائج الإيجابية .

– غياب شبه كلي للتواصل البناء مع المساندين، و إخبارهم بوضوح عن القرارات و المعلومات ذات الصلة بالنادي، و هيمنة لغة الخشب غير المجدية بالنسبة لجل أعضاء المكتب المسير، فقبل يومين من إقالة السيد إدريس المرابط من مهمة التدريب على سبيل المثال، صرح أحد هؤلاء المسؤولين لإذاعة مغربية تعني بشؤون الرياضة،  بأن ” الشريف ” إدريس المرابط سيستمر مدربا لفارس البوغاز ! أما الصفحة الرسمية لهذا الأخير، فأقل ما يقال عنها إنها بدون أهمية، تكاد تقتصر على أخبار سطحية متجاوزة لا تشفي غليل المتلقي .

و جملة القول، إن الاتحاد الرياضي لطنجة فريق كروي واعد، يطمح إلى أن يمثل مدينة تنافس بقوة العاصمة الاقتصادية  للمملكة، و تراهن على أن تجسد جانبا من أحلام المغاربة في التنمية و الانفتاح و التقدم، و بالتالي غير مسموح لأي كان أن يعرضه للمجهول، لأن في ذلك خسارة كبرى للرياضة المغربية دون أي مزايدة. فهل المكتب المسير مستعد للانسحاب بشرف، بعد عجزه الواضح عن القيادة الفاعلة ، و إخفاقه في المهام المنوطة به ؟

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى