من يجرؤ على وضع لافتة سعر لروح الشهيد
* داهي ميمونة
كيف يجرؤ ايا كان و مهما علا شأنه في هذا البلد على تثمين روح من استشهد لأجل وحدة هذا الوطن ، الا تخجل من القول ان غرفة و مرحاض و علبة دواء تعويض كاف عن التضحية بالروح و تعويضا عن شباب إمرأة ضاع في رعاية أطفالها ام تعويضا عن شيخوختها التي تنخر الأمراض جسدها و الحرقة على ضياع مستقبل أبناءها تحرق كبدها.
كيف تجرؤ على قول أن راتبا لا يكفي سد الحاجيات الضرورية تعويض عن سنوات الطفولة التي قضيناها في قيود اليتم و تحت سياط الفقر تغسلنا دموع امهاتنا و تجففنا صفعات الخيبات المتتالية. لا داعم لنا غير تلك الارملة التي وصفتها انها تنعم براتب يفوق راتب زوجها. أعد إلي والدي و خد راتبك الى الجحيم . كيف ستعوض امي عن سنوات المرار و تخفي من ذاكرتها تنكيل المجتمع بشرفها لمجرد أنها أرملة فقيرة.
تريد التحدث عن تزييف الحقائق فليكن ذلك. ايي زيف اقبح من زيف الخذلان. وضعك في خانة النسيان و انت البطل الذي عرى صدره للرصاص لأجل الوطن.
انظر الى ما حولك من البلدان كيف تحتفل كل عام بشهدائها و تسمي شوارعها باسمائهم و تكرم ذويهم. و في بلادي المؤسسة التي تم تكليفها بالسهر على شؤون أسر هؤلاء الشهداء صارت هي الجلاد الذي يتهم ابناءهم بالركوب على موجة ملفهم.
اتحدى ايي مسؤول ان يواجه الجمعية الوطنية لأسر الشهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية بما فعلوه لأجل مكفولي الأمة أبناء الشهداء الذين سقطوا ما بين سنتي 1975 و 1991. و مواجهتنا بما قدموه لامهاتنا من امتيازات و رعاية .
اتحداك أنت انت تخبرني ماذا تعرف عن أسر الشهداء.
ختامها حسبي الله و نعم الوكيل. اخجلوا من انفسكم فانتم بتصرفكم هذا تسطرون العار في تاريخ البلاد .