أقلام حرة

الرد الشافي على الأفاك المتخفي

isjc

العيرج ابراهيم : ابن شهيد حرب الصحراء

باعتبارنا أحد أيتام شهداء حرب الصحراء الأبطال، الذين واجهوا العدو بصدور عارية و بثبات في مواقعهم الأمامية لم ينصفهم وطنهم و لم يجبر ضرر أسرهم عكس احتفائه بالخونة و توشيح صدورهم و تمتيعهم بالعديد من الامتيازات ، و كناشطين في صفوف الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي الصحراء المغربية الممثل الشرعي و الوحيد لهذه الشريحة، مؤمنين و مقتنعين بعدالة قضيتنا و مشروعية مطالبنا إلى جانب العديد من إخواننا المتضررين من ذوي الحقوق –أيتام و أرامل- مما مورس علينا منذ سنوات من هضم لحقوقنا من طرف المؤسسات التي أحدثت لأجل رعاية أسر الشهداء نشرنا يوم 10-06-2019 مقالا بجريدة “السفير 24” الالكترونية عملنا من خلاله كالعادة لعلنا نجد الأذان الصاغية بتشريح مفصل و دقيق للوضع المأساوي المعيش لهذه الشريحة، أثار كما العادة حفيظة أكلة السحت و مصاصي دماء الشهداء .

لكن المنادى عليه عوض التعاطي بجدية مع ملف و قضية أسر شهداء حرب الصحراء لدرايته بدقائقه منذ سنوات يفضل التصرف كبعض السلاحف التي لا يحلو لها العيش إلا في المياه العكرة، لتعود كما المرات السابقة حليمة لعادتها القديمة.

فقد قام مجهول متخفي كما العادة بالرد على مقالنا المذكور على صفحات ذات الجريدة ليوم 13-06-2019 باعتبار حق الرد مكفول تحت عنوان” ملف شهداء الصحراء.. بين الافتراء و الركوب على موجة الدفاع عن قضايا شهداء الوطن” معتقدا من خلال ترهاته التي أصبحت معروفة لدى القاصي و الداني أنه أصابنا في مقتل كأشخاص أو كجمعية ، تناسى أننا أصحاب حق قد يغيب إلا أنه لا يموت لأن فكرتنا قوية و حجتنا قوية، أنا تجرعنا المرارة منذ فقد آبائنا شهداء الوطن إبان حرب الصحراء و قد تشكلت لدينا قناعة مبدئية و إيماننا راسخا لا يتزحزح بما آثرنا الاشتغال عليه –حقوق أسرنا المغموطة المادية منها و المعنوية- عملنا على تسويقها إعلاميا و ميدانيا كسبنا بسببها تجذرا ميدانيا و عطفا جماهيريا واسعا أخرجكم من جحوركم تحصينا لامتيازاتكم التي تفننتم في تسييجها قانونيا عبر استصدار الحصانة البرلمانية بدل الانصات لنا و العمل على إيجاد حلول لجراحنا التي زادها ملحكم و بعدكم عمقا و ألما …

إن محاولة كهذه تبقى كما سابقاتها مهزوزة و متهافتة تؤكد من جهة مصداقيتنا كأصحاب حق، لن تزيدنا إلا إصرارا و عزما على المضي في فضح ما أرد تم له أن يبقى في طي الكتمان ، و من جهة أخرى محاولة لتبرير ما لا يمكن تبريره مهما كانت المساحيق و مهما حاولتم ستبقى حجتكم ضعيفة لأن فكرتكم أصلا ضعيفة…

لذا و لو أننا لسنا ملزمين بالرد على ترهاتكم التي تبقى بئيسة و لا يصدقها جاهل باعتبار أن الواقع لا يرتفع ، إن كمجهول متخفي أو على الجهة التي تقف وراءكم لتحرككم ككراكيز أنا شاءت أو كجهاز الريموت كونترول –جهاز التحكم عن بعد- و لتعزف من خلالكم و عبركم كأبواق موسيقى نشاز ، فإننا كما واجه آباؤنا العدو الخارجي بصدور عارية ، فنحن بدورنا واجهنا و لازلنا نواجه أعداء الداخل بوجوه مكشوفة و أسماء معروفة ولا نعيش في برج عاجي فما يحركنا و يتحكم في ردودنا هو واقعنا المرير المعيش و ليس غيرنا …

1- فقد ادعيتم في عبارة فضفاضة في ردكم المتهافت الذي جاء مبنيا على الانفعال “بأن الأمر أخذ أبعادا انتهازية من قبل أياد تحاول تغيير مساره و تحويله عن مجراه الإنساني ، و عن قنواته الاجتماعية و وضعه على قنوات المتاجرة به و بآمال و تطلعات أبناء و أرامل و أسر شهداء الوطن بنية مبيتة” ، فعن أي انتهازية تتحدث و أكبر انتهازي هو ذاك الذي تنكر لتضحيات رفيق دربه الذي أسلم الروح دفاعا عن حوزة الوطن و ثوابته برصاصة في الصدر ضد الأعداء و الذين لازالت دماؤهم تعطر بأريجها رمال الصحراء ، كما استغلوا جهل الأرامل للالتفاف على مستحقاتهن و حقوق أيتامهن دون حسيب أو رقيب لتبلغ انتهازيتهم ذروتها في نعت الأيتام بشتى النعوت و صلت حد محاولة مصادرة حقهم في الجنسية المغربية و التشكيك في انتمائهم لهذا الوطن. علما بأن تاريخ البشرية لم يخل من أمثالكم.. لتضيفوا عبارة المتاجرة و قد أحسنتم اختيار اللفظ المناسب باعتبار أن كل إناء ينضح بما فيه، فالتجار أصناف يبقى أقربهم إلى ربه التاجر الصدوق فهل كنتم فعلا صادقين في تجارتكم بحقوق الشهداء و ذويهم؟؟. حبذا أيضا لو كنتم تملكون الجرأة للإشارة بشكل صريح للأيادي التي تحاول تغيير ملف أسر الشهداء عن مساره الحقيقي فأنت و أمثالك تحاولون اللعب على أوتار عفا عنها الزمن رغم أن ما هو اجتماعي كان سببا في نشأة الكيان الوهمي للبوليساريو لعلمك هذا الكيان الذي كان من أسباب استشهاد آبائنا كان أيضا مصدر اغتناء لتجار الحروب…

2- أشرتم كذلك دون خجل أن” بعض الأصوات تأبى إلا أن تركب موجة الدفاع عن قضايا أسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية، اللذين ضحوا بأرواحهم في سبيل عزة و كرامة الوطن, وذلك بغرض طمس الحقائق وإخفاء ما تحقق لهذه الشريحة من أبناء الوطن، مضيفا بأن هذه الأصوات و في ظل انكشاف نواياها السيئة للنيل من مؤسسات تعنى بشؤون هذه الفئة و فئات اخرى من متقاعدي الجيش و استنفاذها جميع الطرق اليائسة والبئيسة لتحقيق أغراض شخصية ضيقة، أطلقت العنان لأفواهها من خلال منابر إعلامية عديدة بغرض تبخيس عمل المؤسسة المختصة بشؤون الشهداء و أسرهم…”

فنحن كذوي حقوق أيتام و أرامل لم نركب قط الموجة التي ركبتم انتم و غيركم كما ادعيتم و أنما ركبنا موجة مواجهة الفساد استرجاعا لحقوقنا المغتصبة التي يعكسها بجلاء واقعنا المعيش كأسر بلا شيميكولور : فأجساد الأرامل منخورة بالأمراض و الأيتام مشردون يعيشون الويلات و اليتيمات اللواتي فقدن الأم ايضا حالهن يبكي الحجر إلا قلوب بعض أشباه البشر. فالواقع يا هذا و من يقف وراءك يبقى أصدق انباء من الادعاءات و الافتراءات … فعن أي حقائق تتحدث و التي كما ادعيت يعمل البعض على إخفائها و عن أي نوايا سيئة و الرويبضة و أزلامه يعيشون بيننا.

ولنذهب معكم في ترهاتكم أبعد من ذلك و نعتبر ما يقوم به أيتام الشهداء من دفاع مستميت و بطرق شرعية و سلمية عبر إطارهم الشرعي الجمعية الوطنية لأسر الشهداء لازال جلهم محرومين من التمتع بحقوق المواطنة من بينها الحق في التشغيل و كأن أحكاما سرية صدرت في حقهم تمنعهم من ولوج أسلاك الادارة رغم الاتصالات المباشرة و المراسلات المتكررة للمؤسسات التي ادعيت أننا كأيتام نعمل على تبخيس دورها فهل تواجد متقاعدي الجيش في الشوارع في السنوات الأخيرة من خلال تنسيقياتهم يعتبر تشويشا أيضا على عمل المؤسسة التي اشرت إليها هدفهم ايضا كما ادعيت علينا تحقيق مآرب و أغراض شخصية ، أم أن ما أخرجهم للشارع شيئا آخر أكثر مما ادعيت و ترفض الاعتراف به؟ هل المطالبة بالحق تعتبر تشويشا -على المؤسسات التي لا تملك من صلاحياتها إلا الإسم و لا تمثل إلا نفسها- و سعيا لتحقيق أغراض شخصية؟ و هل الساكت عن المطالبة بحقه المغموط يبقى في نظركم و حسب معاييركم هو المواطن الصالح ؟

3- في شبه ردكم المليء بالأكاذيب و المغالطات في محاولة لتضليل الرأي العام ، تمت الإشارة صراحة لشخصي كأحد ايتام شهداء حرب الصحراء الذين ينبغي لمن يحترم تضحياتهم أن يقف أجلالا و إكبارا لهم بذل التبجح و الافتراء على ذويهم. فالأم الكريمة أرملة الشهيد تقتطع مساهمات التغطية الصحية من المنبع لا تفي بالغرض في حينها و إنما يتم اللجوء للمصحات الخاصة شأنها شأن جميع أرامل الشهداء اللواتي تمن عليهن بتقاضي ما أسميته “معاشا” ذهبت حد مقارنته بما كان يتقاضاه الشهيد قيد حياته و كأن الزمن ثابت لا يتغير و القدرة الشرائية ثابتة و أنها- الأرملة- تعيش لوحدها و ليس لديها أيتام معطلون و مرضى … فهو معاش لا يسمن و لا يكفي لسد أبسط ضروريات العيش الكريم مقارنة بنظرائهن في دول أخرى تقدر تضحية شهدائها و تعرف كيف ترد لهم الجميل بتكريم أسرهم عبر المؤسسات التي أنيطت بها مهمة الرعاية و المتابعة لأسر الشهداء…

تأكيد منا لافترائكم ، أشرتم كذلك في ردكم حسب مصدر عليم أن الأرملة استفادت من مسكن مجاني بمدينة أكادير، أتحداكم حسب مصدركم العليم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، أن تثبتوا بالدليل الملموس و على رؤوس الأشهاد بوثيقة رسمية مسلمة من جهة رسمية أننا كأسرة استفدنا من السكن المذكور بمدينة أيت ملول ضواحي أكادير كما جاء على لسانكم. إنه شبه السكن الذي زاد تعميق جراح الأرامل بحي الشهداء بايت ملول و الذي أطلق عليه البعض حي “حشو هاذا” لأنه لم يكن يملك من مقومات السكن إلا الاسم .وحي الشهداء ايت ملول كفضاء لازال شاهدا على مثل هذه “المساكن”. فهلا تفضلت و أمثالك بزيارة مكوكية لشبه السكن للاطلاع عليه عن قرب و بالعين المجردة .

نتساءل و إن كان تساؤلنا يبقى في نظرك و أمثالك أين كنتم منذ استشهاد آبائنا ؟ ولم نسمع بمثل خرجاتكم المضللة سابقا ؟ و هلا أخبرتنا كيف تطبقون التعليمات السامية التي ضربتموها عرض الحائط؟ و ما هو مآل العديد من الوثائق التي تم إيداعها لدى مؤسستكم تخص مطالب أسر الشهداء منذ تاريخ تأسيس الجمعية و قبلها؟ و ما موقفكم من التهرب و التنصل من التزاماتكم بعد اللقاءات الأخيرة في السنة الماضية مع الممثل الشرعي لأسر الشهداء ؟ وكيف تطلبون من المعنيين التوجه فرادى لمؤسساتكم قضاء لأغراضهم حيث الحاجة لدروس في فن و آليات التواصل لازالت تفرض نفسها بالنسبة للأغلبية خصوا ما وقع بكلميم ؟ …

نحيطكم علما أننا رغم محولاتكم المضللة و رغم المضايقات و الاغراءات بشهادة المقربين الذين اشتغلوا إلى جانب الشرفاء من أيتام الشهداء شأن غيرنا عبر مجموع التراب الوطني لم نبدل تبديلا و لم نسع يوما و منذ سنوات لتحقيق أي غرض شخصي لأنفسنا و لم تكن يوما نيتنا سيئة بل كنا و سنبقى صادقين في التعبير عن مأساتنا و ليس فقط معاناتنا التي زدتموها جراحا بأكاذيبكم و أن ما يحركنا أكبر من مجرد انتفاع مادي، كما أننا لم و لن نكون ممن تنطبق عليهم عبارة “كاري حنكو” .

وإن عدتم عدنا..

عضو الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى