كتاب السفير

ظاهرة العزوف عن زيارة المغرب للشباب المغربي الدنماركي

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

يبدو لي وأتمنى أن أكون مخطئا ، أن من بين الأسباب التي جعلت العديد من مغاربة الدنمارك والعالم لا يرغبون في زيارة المغرب لهذه السنة، تأثيرات ،مرتبطة بما تروجه وسائل التواصل الإجتماعي وبالخصوص استمرار غلاء تذاكر الخطوط الملكية المغربية ومعاناة العديد من المواطنين، ينضاف إلى هذا انعكاس العلاقة المتوترة بين السفيرة المغربية بالدنمارك ومغاربة الدنمارك ، والتي بدأت منذ الإجراءات المتخذة بتجريد المواطنين من هواتفهم عند ولوج مقر السفارة ،ثم تسريب قضية لوائح المسجلين للخدمة العسكرية في المغرب للشباب الحامل للجنسيتين.

عامل يراه البعض تحدي كبير جعل العديد منهم يفقد الثقة في السفيرة، ويقاطع كل نشاط تعتزم القيام به، ثم حكاية التهديدات التي ولت من جديد وتذكرنا بزمن الوداديات وسنوات الرصاص ، عندما يفقد المواطن المغربي عشق الوطن ،يفقد الأمل في الحياة ، يكره من يتحدث عن المواطنة.

إن سلوك السفيرة وتدبيرها السيئ ،كان سببا رئيسيا في اختيار المئات من المغاربة قضاء عطلتهم الصيفية في وجهات أخرِى بعيدا عن تكرار معاناة الطريق وغلاء تذاكر الطائرات وبواخر العبور، محن تتكرر كل سنة في غياب الحلول، وفي ضل تعدد مؤسسات الهجرة، وفي ضل تسريبات عن فساد عرفه مجلس الجالية والنقاش والتكتلات التي ترتب عنها ، يبدو لي أن لا أمل في تجاوز الوضعية الحالية ، وأن مايجري مقصود لعرقلة قطاع يعتبر حيوي للإقتصاد الوطني بفضل التحويلات رغم تراجعها الواضح.

إن مغاربة العالم لاينظرون بعين الرضا للسكوت المطبق فيما يجري، وينتظرون تدخلا من أعلى سلطة في البلاد لتقييم فشل بعض الدبلوماسيين في مهامهم ،لخدمة مصالح البلد العليا أولا ،وعندما أقول ذلك فإنني أجعل قضية الصحراء من صلب الأولويات، أولا ثم في المرحلة الثانية تمتين العلاقة مع الجاليةالمغربية وجعلها مرتبطة أكثر ببلدها من خلال الإنفتاح ونهج سياسة القرب ،وحل همومها ومشاكلها.

إن حالة الدنمارك وتجربة السفيرة المغربية كانت كارثية، وتفرض القطع مع مثل هذه النماذج في السلك الدبلوماسي ،وعندما يغلب الهاجز الأمني على سلوك السفيرة، وأعتقد أن مجموعة من القرارت اتخذتها وتستمر في ممارستها اتجاه مغاربة الدنمارك وبالخصوص الشباب منهم والمؤسسات الدينية ، جعل صورتها تنزل للحضيض وأصبحت الغالبية تنتظر قرار إعفائها من مهامها ،  لأنها فشلت في التدبير الدبلوماسي والقنصلي ، وكانت مصدر مشاكل سيعاني منها الأجيال.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى