كتاب السفير

الحراك المصري الجديد و صور الزعيم !

isjc

* الصادق بنعلال

1 – على إثر دعوة الممثل و المقاول الشاب محمد علي الشعب المصري البطل للنزول إلى الشوارع و اكتساح ساحات التحرير ، للمطالبة بإزاحة الرموز السياسية المستبدة الفاسدة ،  و الدفاع عن الوطن كأفق للحريات و العدل و الكرامة.. و تحديدا بعد فضح المسلكيات السياسوية الموغلة في الحكم الفردي القمعي ، و هدر المال العام في مشاريع بالغة التهور و الجنون ، استجاب شباب أرض الكنانة لهذه الدعوة التي كان كل المصريات و المصريين ينتظرونها على أحر من الجمر للتخلص ممن باع أرضهم  ، و دافع عن أعداء الوطن و عاث في الأرض فسادا !

2  – و مما أثار انتباهنا كمتعاطفين مع الشعوب العربية و مناصرين للحق و العدل و العيش الكريم ، تلك الهجمة الشرسة على صورة الانقلابي عبد الفتاح السيسي و تمزيقها و الدوس عليها تحت أرجل المواطنين الثائرين . و هو مشهد يوجز بجلاء مدى الغضب الذي يملأ القلوب إزاء هذا “الزعيم” الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء ، و اصطف إلى جانب كل من يضمر العداء لمصر و العرب قاطبة . و في اعتقادي الشخصي فإن “أجمل” ما يقوم به “أصحاب الفخامة” العرب هو ملء الفضاء العام بصورهم العملاقة ، و وضعها غصبا على واجهات المحلات التجارية و داخل الملاعب الرياضية و المؤسسات الإدارية و التربوية .. ، مما يسهل مأمورية التمثيل بها و السخرية منها على المنتفضين و الثوار الأحرار ، و وضعها في حاوية الأزبال في أول خطوة في مسار الحراك !

3 – و ما من شك فإنه من المستحيل أن توضع صور رؤساء الدول الديمقراطية في الساحات العمومية ، لأن المواطنين في الدول الراقية يحترمون زعماءهم، يراقبونهم و يحاسبونهم عبر صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الدورية المنتظمة ، و في كل الأحوال فإن رؤساء الدول المتقدمة تختارهم شعوبهم و تزيحهم  بطريقة بالغة النبل و الرقي ، فتحفظ كرامتهم أثناء و بعد انتهاء مهامهم، أما الحاكمون بأمر الله في “الوطن العربي” فيتصورون أنفسهم آلهة مخلدين مهما علا جورهم و امتد جبروتهم ، إن الشعوب الحرة تقدر زعماءها بفضل ما يسدونه للوطن من أعمال جليلة ، تعود بالخير و النماء على الفرد و المجتمع ؛ من توزيع عادل للثروة و فصل واضح بين السلطات و تداول سلمي متحضر على الحكم بين هيئات سياسية وطنية صادقة ، و استقلال للقضاء و الإعلام ، أما صور “أولي الأمر” عندهم فهي آخر شيء يمكن أن يثير انتباههم !

* كاتب مغربي  

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى