أقلام حرةفي الواجهة

مقاطعة سيدي يوسف بن علي.. جوهرة مخدوشة

isjc

*  بقلم : هشام ايت الرامي

إن المتمعن في طريقة تدبير الشأن المحلي داخل مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش سيكتشف حتما أنها تعيش أحلك فتراتها من حيث التسيير و التدبير، حكم تأسس من خلال ظاهرة الجمود الذي تعيشه هذه المقاطعة فانعدام الأشغال و انعدام الأوراش جعلها تتخلف عن باقي المقاطعات الأربع ، حيث تعيش هذه الأخيرة دينامية و حركية واضحة حولتها الى ورش اصلاحي مفتوح يكاد لا ينتهي ، ألم يحن الوقت لتصبح مقاطعة سيدي يوسف بن علي وجهة للاستثمار و التشغيل؟ ألا يؤثر فينا منظر الساكنة وهي تغادر كل صباح المنطقة في اتجاه مقاطعات اخرى بحثا عن لقمة العيش؟ ألا يعتبر حي سيدي يوسف بن علي بالنسبة لنا ملاذا للنوم فقط ؟ أين هي البرامج الكبرى والمخططات التنموية التي تشدقت بها الأحزاب أثناء حملاتها الانتخابية؟

تلكم مجموعة من التساؤلات تحتاج شجاعة سياسية للإجابة عنها .

إن السياسة التي ينهجها رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي في تدبير الشأن المحلي وأمور ساكنة المقاطعة تثير استغراب المتتبعين لعمل المجلس ، حيث يغلب عليها طابع المزاجية احيانا وتقترب سياسته من حكم العشيرة التي تقدس الانتماء و تنتصر للتزلف و التملق في أحيان كثيرة.

إن بشائر التنمية و معالمها تبقى محدودة و غير ناضجة بمقاطعة سيدي يوسف بن علي فالبنيات التحتية المهترئة كواحدة من الأمثلة أضرت بصورة المنطقة وجعلتها تقبع ذيل ترتيب المقاطعات الأخرى رغم ماضيها و تاريخها العريق.

لقد مرت سنوات عجاف و لا زالت ساكنة مقاطعة سيدي يوسف بن علي تمني النفس عل سنوات سمان آتيات رغم ان أغلبهم فقد الثقة في العملية الديموقراطية المبنية على سلطة صناديق الاقتراع التي لا تستجيب في اخر المطاف لمطالبهم و إرادتهم و الانتخابات الاخيرة خير مثال على ذلك.

و إرتباطا بموضوع الانتخابات التي دنا أجلها فإن حُمَّاهَا جعلت رئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي يصرف كل اهتمامه الى البحث عن فريق انتخابي استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة تاركا الساكنة تهيم و تتخبط في مشاكلها ، ما يؤكد انعدام مشروع واضح و رؤيا ثاقبة ترقى بمستوى المقاطعة الى التطلعات الكبرى التي انتظرها الجميع .

إن لصوص الديمقراطية الذين يغتصبون إرادة المنتخبين من المواطنين يجعلون مصلحتهم فوق مصلحة الجميع ، بل يقضون على جميع أحلام الباحثين عن المغرب الجميل الذي مافتيء صاحب الجلالة في خطبه يشير الى مقوماته التي تنبني على تجديد النخب و الانتصار الى الكفاءة في المناصب و المسؤوليات و الاحتكام الى العقلانية و نكران الذات.

إن جميع المتتبعين للشأن المحلي يعلمون قطعا أن منحة مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش تضاعفت ثلاث مرات عن منحة المجلس السابق ، حيث لامست المليار و نيف ولازالت وضعية المقاطعة في وضع لا يحسد عليه ، ركود لا مثيل له اللهم إذا اسثتنينا بعض انجازات الحاضرة المتجددة و التي بدأت قبل انتخاب هذا المجلس.

إن ساكنة مقاطعة سيدي يوسف بن علي تتساءل عن جدوى هذه المبالغ المرصودة لهذه المقاطعة ، في ظل هذا التأخر والتخلف الذي يساهم فيه بشكل كبير سوء التدبير و ضعف التسيير حتى بات أنه مشكوك في قصديته ، مما ساهم في تشويه صورة الحي الذي يزخر بكفاءات بشرية نشيطة ،خلاقة و مبدعة وجب الاستثمار فيها.

“دع الاعمال و الانجازات تتحدث عنك” عبارة موجهة لكل من يسعى الى تمثيل ساكنة سيدي يوسف بن علي ، خصوصا هؤلاء الذين يسيرون الشأن العام المحلي ويدبرونه حاليا و الذين يملكون من الوسائل المادية و اللوجستية و البشرية ما يجعلهم ينتقلون بالمقاطعة الى مصاف المقاطعات المحظوظة ، و هذا لن يتأتى إلا إذا امتلك المسؤولون عن الشأن العام شجاعة سياسية و غيرة حقيقية و تحرروا من عقليتا الشيخ و المريد ،شيخ يسعى لقيادة الأتباع و مريد يرجى منه الانضباط للفوز بالنعم.

آن الاوان لضخ دماء فتية ، دماء تنقذ سيدي يوسف بن علي من السكتة القلبية ، دماء تحرق من شدة الغيرة و تذيب الجليد الذي جمد هذه المقاطعة ، دماء تجعل مقاطعة سيبع تستفيق من غيبوبتها التي توقف بسببها قطار التنمية ، دماء نسقي بها زهور البهجة و ورورد التفاؤل بغد أفضل.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى