في الواجهةمجتمع

بطاقة التعريف الإلكترونية…الآفاق و التحديات

isjc

السفير 24

بالموازاة مع الإعلان عن الشروع في إنجاز الجيل الجديد من بطاقة التعريف الإلكترونية بداية العام المقبل، كما هو مرتقب، مع طرح المميزات و الخصائص الرقمية و المادية لهذه البطاقة، ما يجعلها، حسب تصريحات مسؤولي المديرية العامة للأمن الوطني، أكثر أمنا وموثوقية وقدرة على المساهمة في ضمان الولوج المبسط و المؤمن إلى الخدمات الرقمية و انسيابيتها، ما يبشر بآفاق واعدة على مستوى تبسيط و تسهيل و تسريع وتحسين الخدمات الإدارية، (بالموازاة مع ذلك) أثار المتتبعون الإشكاليات الواقعية والتحديات الموضوعية المرتبطة بالمحاور الأساسية الواجب ضمانها و إرساؤها في سبيل إعداد الظروف التقنية و الإدارية بالإضافة إلى تأهيل العنصر البشري باعتباره اللبنة الأساس ضمن الهيكل التنظيمي العام للعملية، خاصة على المستوى النفسي والسلوكي إلى جانب التكوين القانوني و الحقوقي، و هو ما يندرج في نطاق الظروف المهنية الواجب تنزيلها و توفيرها من أجل الحصول على الأداء و الإنتاجية و الأهداف المراد تحقيقها.

و إن عدم الوقوف على تحقيق هذه المحاور و المعطيات الرئيسة، دون أن ننسى ضرورة فتح مراكز جديدة لتسجيل المعطيات التعريفية و الشخصية، باعتبارها مصالح حيوية يتوافد عليها المئات من المواطنين يوميا قصد إنجاز بطائق التعريف و الحصول على سجلات السوابق القضائية، سيتحول إقدام المواطن على إنجاز هذه البطاقة إلى مسلسل عذاب، كما ستتحول الظروف المهنية للموظفين بالمراكز المختصة، إلى مصدر للإرهاق و الإرتباك و التيهان، وفضاء لتراكم الملفات المعروضة عليهم، ما سيؤثر بلا شك على نفسياتهم، و بالتالي على نفسيات المواطنين، حتى ينتشر اليأس و القنط و يضعف جسور الثقة بين الإدارة و المواطن و يهدم جسر المصالحة بين هذا الأخير و الأجهزة الأمنية.

نحن لا نسعى من خلال طرحنا هذا إلى الإنتقاد الأسود، و إنما نسعى إلى المساهمة إنطلاقا من موقعنا و تنزيلا لأدوارنا الدستورية و من قيمنا المواطنة، في إثارة الهفوات والإشارة إلى النواقص و مكامن الخلل، عسى أن تساهم مبادرتنا في إغناء قنوات التواصل و التشاور و طرح البدائل القابلة للتنفيذ.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى