في الواجهةمجتمع

سوء تدبير و خروقات شابت مباراة توظيف 15 قابلة بالمستشفى الجامعي بالرباط

isjc

السفير 24

عرفت عملية التباري التي نظمت أول أمس الأحد 17 نونبر 2019  لإجتياز امتحانات توظيف 15 قابلة مجازة من الدولة خريجات المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالمستشفى الجامعي إبن سينا بالرباط، هذا الأخير الذي يعتبر أحد أكبر المراكز الإستشفائية بالمغرب عدة تجاوزات وضعف على مستوى التنظيم والإعداد و عدة خروقات ، أخرى مما خلق حالة إستياء وسخط شديدين في صفوف القابلات المتباريات و التي ناهز عددهن 661  قدمن من جميع ربوع المملكة من أجل التنافس على 15 منصبا فقط.

وأجريت فصول هذه المهزلة التنافسية بأحد  المدرجات داخل كلية الطب والصيدلة بالرباط، وأمام هذه الأجواء السلبية التي غابت عنها كل فرص النزاهة والشفافية أدى بالقابلات المشاركات إلى التعبير عن رفضهن التام والشديد لهذه المهزلة التنظيمية، حيت قمن بمقاطعة هذه  الإمتحانات بعد إجتياز الجزء الأول منها فقط.

وأفاد مصدر مطلع ل “السفير 24” أن سبب هذا الإحتجاج ومقاطعة الإمتحان يرجع بالأساس إلى إنتشار حالة الغش والضجيج داخل المدرج الذي ضم 601 شخص يجتاز مباراة في مدرج واحد، وأمام حراسة شبه غائبة”، مضيفا أن غياب التنظيم والتخطيط وضعف التهييئ وإعداد الظروف الملائمة للتباري الشريف والنزيه خلق فوضى عارمة وسط المدرج، بحيث تم إجتياز الجزأ الأول من الإمتحان الخاص بالصحة العامة، من الساعة 10 إلى 12 صباحا، فيما كان يفترض أن يبدأ الإمتحان على الساعة 9 صباحا.

أما الجزأ الثاني منه الذي كان يفترض أن يبدأ في الساعة الواحدة زوالا لكن أشارت الساعة إلى الثانية والنصف زوالا ولم يتم بدأ الإمتحان، مما خلق حالة من الإرتباك وسط المنظمين وسخط وغضب في صفوف المترشحات اللواتي قمن بالإحتجاج وقررن مقاطعته لغياب الظروف الملائمة للتباري النزيه وعدم احترام القواعد الجاري بها العمل التي تكفل المساواة والشفافية وتسهر على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

كما أكد ذات المصدر عن تسجيل مجموعة من الإختلالات في تنظيم هذه المباراة، من قبيل عدم ترقيم المقاعد ووجود مؤشرات على غياب معايير الشفافية والأهلية والإستحقاق وضرب مبدأ تكافؤ الفرص الذي جاء به دستور 2011 عرض الحائط، والذي نص على تعبئة كل الوسائل المتاحة على قدم المساواة من الحق في الشغل والدعم في البحث عن مناصب الشغل وولوج الوظيفة العمومية حسب الإستحقاق ، وهذا ما أشعل نار غضبهن و جعلهن يحتجن بقوة على ظروف التنظيم والإجتياز، بسبب غياب روح المسؤولية والفشل في تدبير هذه العملية التي أبانت عنها إدارة المركز الإستشفائي الجامعي إبن سينا بالرباط، وهذا يعتبر خرقا سافرا لكل الظوابط التي تنظم التباري وإخلالا بالتعاقد الأخلاقي القائم بين المتبارين و يتنافى مع كل القيم التي يجب ترسيخها وسط المجتمع لما يشكله من تضييع حقوق ذوي الإستحقاق والأهلية وإهانة للمعرفة وانتهاكا للحريات وأيضا مخالفة لبعض القوانين التشريعية وخاصة منها الظهير الشريف رقم 060-58-1 الصادر في ذي الحجة 1377 (25يونيو 1958) بشأن زجر الخداع في الإمتحانات والمباريات العمومية الذي ينص في بعض فصوله على اعتبار الخداع في الامتحانات والمباريات بمثابة جنحة يعاقب عليها القانون.

وأردف المصدر، وأمام هذا الوضع المختل وأمام هذا الرفض و الإحتجاج إضطرت إدارة المركز الإستشفائي الجامعي بالرباط إلى التدخل وإلغاء المباراة وتأجيلها إلى موعد آخر سيعلن عنه لاحقا، مطالبا في الحين ذاته وزير الصحة باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص مع الحرص على إعادة المبارة في ظروف تتحقق فيها المساواة والنزاهة وتحفظ كرامة الجميع.

وعلى ضوء هذه المهزلة ، لاتزال 2000 قابلة مجازة من الدولة، خريجات المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة يعانين شبح البطالة والإقصاء والإحباط منذ سنة 2012 بسبب الشح في مناصب التوظيف التي يتم الإعلان عنها من طرف وزارة الصحة في ظل الخصاص المهول الذي تعرفه جميع المؤسسات الصحية الإستشفائية والوقائية في الأطر التمريضية المؤهلة وخاصة شعبة القبالة وذلك من أجل تعزيز الصحة الإنجابية للأم والطفل في إطار حماية صحة وحياة العديد من الأمهات والمواليد.

ومع تفشي ظاهرة البطالة في صفوف القابلات فإن المغرب يوفر فقط 4 مولدات لكل ألف حالة ولادة، وهو رقم أقل من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، والبالغ 6 مولدات لكل ألف ولادة. وهذا المعدل المتدني يشكل خطراً يداهم حياة الأمهات والمواليد، وتؤكد بعض الإحصائيات أن هناك 72 وفاة في كل مئة ألف ولادة، مع وفاة 28 في المئة من الأطفال حديثي الولادة من بين كل ألف ولادة

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى