في الواجهةكتاب السفير

ديربي العرب بين الوداد و الرجاء أو .. من أجل حوار رياضي رفيع !

isjc
* الصادق بنعلال

 1 – يحتضن المركب الكبير محمد الخامس بالدار البيضاء مساء السبت 23.11.19 موقعة حارقة بين الغريمين الأبديين الوداد و الرجاء البيضاويين ، برسم إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية البطلة و قد انتهى لقاء الذهاب بالتعادل الإيجابي هدف لمثله.

و إذا عدنا إلى سبورة نتائج مواجهات هذين الناديين المغربين العتيدين ، يمكن أن نستنتج أنه من المغامرة أن نتنبأ بالنتيجة التي سيسفر عنها نزالهما حتى و لو كان أحدهما أكثر استعدادا و أقوى جاهزية ! إن مقابلة الرجاء و الوداد في عرف الخبراء و المعنيين بالشأن الرياضي ، أكثر من مجرد لقاء رياضي مألوف ، إنه حوار التاريخ المرصع بالألقاب و الحافل بالبطولات و الإنجازات الرياضية بالغة الجودة و الرفعة ، إنه سياق كروي مفصلي يُستعَرضُ فيه كِتابُ الأمجاد و سِفْرُ الأساطير و ديوان الأهازيج ، مع لوحات مشهدية تنضح بالحيوية و الاحتفالية غير المحدودتين ، في المحصلة نحن أمام قمة رياضية مصنفة عالميا .

2 –  و إذا كنا لا نميل إلى ناد دون آخر و لا نرغب أن يفوز أحدهما تحديدا على الآخر ، فإننا حريصون على أن نتابع حوارا تقنيا من العيار الثقيل ، فلئن أضحت بعض المدرجات الوطنية تشهد إبداعات حماسية فاقت كل التصور إفريقيا و عالميا ،  و لئن كانت الجماهير الوفية تعدنا في كل وقت و حين بأبهى الصوروأحلى الأغاني ، فإننا ننتظر أداء ممتعا و فعالا فوق أرضية الملعب ، و لسنا في حاجة إلى التذكير بأن المستوى الفني للفريقين تراجع كثيرا مقارنة بجيل الثمانينيات و التسعينيات على سبيل المثال ، لذلك نمني النفس أن يرفعا من إيقاعهما و أن يضعا صوب أعينهما هدف الفوز نتيجة و أداء ، عبر تمريرات موفقة و تسديدات محكمة ، و تركيز دقيق أثناء تصويب الركلات الثابتة .. إن المغاربة و العرب و كل محبي كرة القدم في العالم سيتابعون هذا الطبق الرياضي الاستثنائي الذي نريد أن يمثل الكرة الوطنية خير تمثيل ، و يعكس مستوى التقدم الكبير الذي تعرفه البطولة المغربية .

3 – و أخيرا مهما كانت النتيجة ، فإننا سنهنئ الفريق الفائز و سنشجع النادي الذي لم يكن محظوظا ، و لسنا في حاجة مرة أخرى أن نطلب من الجماهير الغفيرة التي ستملأ مدرجات المركب ، احترام ضوابط و قواعد المساندة الحضارية ، القائمة على التشجيع الحماسي المزلزل ، لكن في إطار من الإجلال و التقدير للخصم و التمسك بالقيم الرياضية السامية ، لقد بدأ المشجعون المغاربة يدركون أهمية خصال التسامح و التضامن و المحبة ، نريد أن يجسدوا هذا المبتغى في هذا اللقاء الكروي الوطني ، و كما نقول دائما ليس الفائز من انتصر بفارق الأهداف فقط ، بل إنه من احترم المنافس و عمل على تغليب الروح الرياضية السمحة على نزعات التشدد و التطرف والعنف .

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى