أقلام حرة

يا أيها الناس .. من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه !

isjc

* بقلم : عبد اللطيف الصبيحي 

أمر بسرعة بسرعة و أقول أنها من أشهر أقوال “عمر بن الخطاب ” ثاني الخلفاء الراشدين و هو قول صحيح وروته معظم كتب السيرة ونستحضره اليوم ، ورغم أن أغلبنا كانوا نياما بحكم بعد القارتين لأحدثكم عن هؤلاء القوم ، وأقصد بهم الأمريكان البعيدون عنا بآلاف الأميال قد أحضروا خليفتهم عفوا ! سيد دولتهم الأول “ترامب” المنتخب بعد أن لمسوا فيه اعوجاجا مفترضا بقوة فصول دستورهم لمحاكمته ومن ثم قرروا اللجوء الى مسطرة الخلع والتهمة الموجهة اليه ألا وهي : “عرقلة عمل الكونجرس وسوء استعمال السلطة”، تقول كتب السيرة كذلك ان رد القوم على “عمر كان بـ “والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه”، وهاهم قوم “ترامب” وعلى شاكلة قوم “عمر” رغم ما بينهما من زمن قد قرروا تقويم سلوك الرئيس وهو الرابع في تاريخ امريكا.

نعم يختلف عنهم “ترامب” اختلافا كبيرا بحكم تمكنه من تنفيذ معظم وعوده الانتخابية، ومن ابرزها وأهمها تشغيله لسبعة ملايين أمريكي ورفع الحد الادنى للأجور الى 70بالمئة ومسألة الهجرة والضمان الاجتماعي و أشياء أخرى…

نلتف على كل ما سبق ذكره ونعود لنحكي عن ما ورد من قصاصات حول ضغوطات من هنا وهناك تمارس على احدى الزعماء الحزبيين لدعم رئيس جماعة حضرية متهم بارتكاب خروقات تدبيرية تصل عقوبتها الي 20 سنة بقولهم له : ان كل الأحزاب تقف وتتدخل لحماية أعضائها  ولا يمكن أن يكون لوحده تحت طائلة القانون.

صاحبنا هذا وبغض النظر عن مصدر ثروته وفي استفزاز مبالغ فيه، أقام عرسا أسطوريا بكل ما للكلمة من معنى وفي تجاهل تام لظروف البلد الصعبة راميا وراءه كل التوجيهات الرسمية المعلنة، كأنما لم تصل الى مسامعه أخبار جثت شباب منطقته التي لفظتها البحار ، وكيف تصله وقد استدعى كل الفرق الموسيقية والفلكلورية حيث كانت السبب ربما في عدم سماعه بها ..!

في إحدى خطب عاهل البلاد عبر من خلالها ، عن عدم رضاءه عن الطريقة التي تدار بها السياسة وأنه من المستحيل أن يظل الوضع على ما هو عليه الان بقوله كذلك: انا أزن كلامي وأعرف ما أقول، رابطا المسؤولية بالمحاسبة وتلك جوهر العملية الديمقراطية بأكملها.

في إحدى خُطب عاهل البلاد عبر من خلالها عن عدم رضاءه عن الطريقة التي تدار بها السياسة  وأنه من المستحيل أن يظل الوضع على ما هو عليه الان بقوله كذلك :” انا أزن كلامي وأعرف ما أقول “رابطا المسؤولية بالمحاسبة وتلك جوهر العملية الديمقراطية بأكملها .

لم يلتجأ “ترامب” الى اى أحد ليفلت من مسطرة العزل ولم يطلب حماية استثنائية تحت أية ذريعة كيف ما كان شكلها وقوتها، لكنه يدرك جيدا أن تشبث الشعب الأمريكي به هو بقدرته بنفسه التشبث بأعراف وقوانين أمريكا.

من حسن حظي لم تذهب سهرتي تلك الليلة هباء منثورا و أنا استمتع بمشاهدة رئيس أكبر دولة في العالم وقد امتثل لمعارضة بلاده ، وتهندم بأجمل ثيابه في شخص سيدتها  “بيلوشي” التي لم تترد في تقطيع أوراق كلمة “ترامب” بعد رفضه السلام عليها ، مشهد يجسد روعة ديمقراطيتهم التي لن يقدر أحد على إطفاء نور جذوتها وكل ديمقراطية وأنتم…

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى