كتاب السفير

المغرب ما بعد كورونا

isjc

* الدنمارك: ذ. حيمري البشير

يبدو أن العديد من الأوراق قد بعثرت بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم، الإقتصاد العالمي في طريق الإنهيار، والمغرب جزئ من النظام العالمي، ليس فقط كورونا التي سوف تكون مؤثرة على الإقتصاد المغربي، ولكن قلة التساقطات المطرية في ربوع الوطن والتي تنذر بموسم فلاحي كارثي لاقدر الله.

واللجنة المكلفة بصياغة نموذج تنموي جديد، عليها أن تنتظر نتائج المعركة مع هذا العدو الجديد، وتحصي الخسائر والمخلفات ،وتبني عليها نموذجا جديدا، يرتكز على الأسس التي ذكرناها سابقا.

التركيز على إعادة سياسة الدولة في القطاعات التالية، التعليم، الذي يعرف اليوم اختلالات كبيرة ونتائجها برزت في عدم انضباط جيل للقانون، وكشفت كورونا أن الجامعات كونت مع كامل الأسف كما قالها الراحل محمد جسوس”الجامعة أصبحت تكون جيلا من الضباع>” ، والصحة وقد كشفها انتشار فيروس كورونا، ثم القضاء، وعلى اللجنة المكلفة بصياغة المشروع التنموي الجديد أن تبني مخططها على الأسس التي ذكرت، وعلى النتائج الكارثية التي سيخلفها فيروس كورونا.

مغاربة الداخل والخارج تلقوا دروسا بسبب انتشار هذا الوباء، بحيث وبكل أسف ،تفشت من جديد ظواهر في المجتمع، قدم الكثير من الحقوقيين تضحيات جسام لفرضها، واعتراف الدولة بها، عاد استعمال الشطط في استعمال السلطة، وتطبيق إجراءات للحد من انتشار الوباء الفتاك دون التفكير في بديل اقتصادي والتأثير السلبي للقرارات المتخذة على موارد العديد من الأسر.

الدولة تطالب المواطنين بالبقاء في بيوتهم ، ولكن لاتبالي بالوضعيات المأساوية لنسبة كبيرة في المجتمع ،ولم توفر لهم مايأكلون، نعم مع الإلتزام باحترام القانون للحد من انتشار الوباء وكل فرد في المجتمع مسؤول على إنجاح أي مخطط تريده الدولة، وعلى الدولة أن تراعي الفئات التي تعاني في المجتمع، تعاني من الجوع والفقر وتعاني من انتشار الأمية والجهل، وتعاني من أمراض عديدة متفشية، وتعاني من الظلم وغياب التزام المسؤولين باحترام المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان الذي وقع عليها المغرب.

كل الممارسات التي شاهدناها وعلى قلتها في انتهاك واضح لحقوق المواطنين باستعمال الشطط ، مرفوض ويسيئ لصورة المغرب بالخارج.

إذا اللجنة المكلفة بصياغة نموذج تنموي جديد، عليها أن تراجع كل أوراقها لأن الوباء كشف حقائق وكان له انعكاس على الإقتصاد المغربي الهش، وعلاقة مغاربة العالم بالمغرب تأثرت كثيرا بسبب انتشار الوباء والقرارات التي اتخذتها بلادنا بإغلاق الحدود حتى في وجه المغاربة إما يعيشون بالخارج أو وجدوا في ظروف استثنائية ،في العديد من بقاع العالم.

سيكون له انعكاس خطير وتبعات على علاقة المغاربة بسياسة بلدهم بعد القضاء على الوباء، وسيتذكرون جيدا أن كل الدول وبالخصوص الأوروبية سارعت لترحيل رعاياها لبلدانهم إلا المغرب الذي أهمل أبناءه، رغم أن وزارة الخارجية بذلت مجهودات كبيرة لإيواء العديد من المواطنين في العديد من البلدان، مصر ، تركيا ولكن يبقى ذلك محدود، من دون ترحيلهم إلى المغرب.

فيروس كورونا كشف لنا العديد من الحقائق في المغرب، كشف وبالملموس ضعف البنية الصحية، وفشل سياسة التعليم، وعودة سلطة القمع وعدم احترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب، والشطط في استعمال السلطة، وغياب سلطة القضاء ومؤسسة النيابة العامة في ردع ومحاسبة المخالفين للقانون.

ثم أخيرا لابد من اللجنة المكلفة بصياغة نموذج تنموي جديد أن تستخلص العبر من مخلفات فيروس كرونا، وتركز على سياسة جديدة في التعليم والصحة ومؤسسة القضاء.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى