في الواجهةكتاب السفير

جامعة ابن طفيل تتفاعل مع جائحة كورونا بمقاربات سيكولوجية

isjc

* العربي كرفاص

شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في زمن تفشي وباء كورونا، إحداث خلية سيكولوجية للاِستماع والدعم النفسي، مهمتها السهر على الصحّة النفسية للمواطنين والمواطنات بكل من القنيطرة، سيدي سليمان، سوق أربعاء الغرب، حد كورت، سيدي يحيى الغرب، مشرع بلقصيري وغيرها من مدن منطقة الغرب وضواحيها.

تأتي هذه المبادرة الإنسانية في خضم حالة القلق والخوف، التي تعيشها دول العالم، ومن بينها المغرب، جراء انتشار وتهديد فيروس كورونا، الذي فرض نمطا حياتيا مختلفا عن الحياة العادية؛ وضعية الحجر الصحي والاِلتزام بالمنازل والحد من حرية التنقل والتجمع، والوضعيات الوقائية التي تتطلب الكثير من الحذر والاِلتزام بشروط النظافة، واحترام مسافة الأمان وتجنب بعض السلوكات الاِجتماعية التواصلية كالمصافحة.

لا ريْب أنّ هذه التغيرات الجديدة والمستجدة من شأنها أن تخلخل التوازنات النفسية، وتتسبب في معاناة نفسية عميقة في بعض الأحيان. مع ظهور، وإن بدرجات متفاوتة، مجموعة من الضغوطات اليومية واختلالات في المناعة النفسية، ناهيك عن تغيرات في العلاقات الأسرية والاِجتماعية بشكل عام.

تأسيسا على ما سبق، ولأجل مساعدة المواطنات والمواطنين على التكيف مع هذا الوضع الجديد، تمّ إحداث وخلق خلية سيكولوجية للاستماع والدعم النفسي، ينخرط ويُسْهِم في إغنائها أستاذات وأساتذة جامعيون مختصون في علم النفس وفي العلاج النفسي.

من الجدير بالذكر أنه من مهام هذه الخلية السيكولوجية، حسب القائمين عليها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ الاِستماع لمعاناة المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار والشرائح الاِجتماعية لمساعدتهم على تحرير انفعالاتهم السلبية، وإمدادهم بتقنيات الاِسترخاء للتخفيف من حدة قلقهم ومعاناتهم، والوقوف إلى جانبهم في تدبير انفعالاتهم السلبية، وتوجيههم نحو سبل التكيف مع وضع الحجر الصحي، وتقديم الدعم النفسي اللازم لتعزيز قدرتهم التكيفية، ولعقلنة واقعهم الجديد واستثماره بشكل إيجابي…

هذا، وعلى خلفية إحداث هذه الخلية، أدلى لجريدتنا رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاِجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة بتصريح جاء فيه ” يأتي انخراط أستاذات وأساتذة مسلك علم النفس بالكلية في هذه المبادرة الإنسانية النبيلة لعدة دواع وأسباب، أولا، استمرار الجهود الجبارة التي يبدلها أساتذة مسلك علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، بمعية زملائهم في باقي التخصصات الجامعية، في مجال التعليم عن بعد عموما.

ثانيا، التعبير عن الإحساس بالمسؤولية والاِلتزام الذي تتحلى به هذه الثلة من الأساتذة الجامعيين المختصين في علم النفس، والذي جعلهم ينخرطون عن طواعية في تقديم الدعم والمساعدة النفسيين للمواطنات والمواطنين من أجل التكيف مع هذا الوضع الاستثنائي”.

وأردف الدكتور بوخريص قائلا ” إن السبب الثالث لإخراج هذه الخلية للوجود يكمن في تأكيد عمق العلاقات التي تسعى جامعة ابن طفيل جاهدة لإقامتها مع محيطها السوسيو-اقتصادي القريب، خاصة مدينة القنيطرة ومنطقة الغرب عموما”. ” وإنّ المغرب في ظل هذه الأزمة، في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات، لكونها تُسْهِم في إشاعة روح التضامن والدعم، والتخفيف من معاناة بعضنا البعض، وتقليص حالات الخوف والهلع لدى بعض المواطنين المغاربة”، يضيف الباحث الأكاديمي عيْنُه.

من جهتها، وفي ذات السياق، أدلت لمنبرنا الإعلامي منسقة مسلك علم النفس بنفس الكلية الدكتورة عائشة الزياني بالتصريح التالي: ” إنّ تفشي وباء كورونا ودخوله للمغرب، وانتقاله من مرحلة اكتشاف الحالات الوافدة إلى مرحلة العدوى قد جعل المواطنين والمواطنات المغاربة يواجهون تهديدات حقيقية لهذا المرض الذي فرض إعادة بناء سلوكات جديدة، تروم الحماية المفرطة والتيقظ المفرط، وكذا الالتزام بحدود المجال والحد من الحرية الفردية والاجتماعية.

وقد استطاع هذا الوباء الجديد والغريب قلب حياة الفرد والمجتمع في ظرف وجيز، وخلق، بالتالي، قلقا فرديا وجماعيا يسير من الإحساس بالضغط والخوف وتوقع الأسوأ والمعاناة النفسية إلى الإحساس بقلق الموت”، واستطردت الأستاذة الباحثة في علم النفس الصحي قائلة ” بادرت جامعة ابن طفيل، من خلال مسلك علم النفس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية إلى خلق خلية الاِستماع والدعم النفسي استجابة للظرفية الوبائية الجديدة التي هزت العالم بأسره، وقد أبان أساتذة وأستاذات علم النفس عن روح التطوع والوطنية بكل تلقائية عبر انخراطهم في هذه المبادرة الوطنية، التي تروم الاِهتمام بالصحة النفسية للمغاربة، عبر الاِستماع عن بعد من خلال وسائل التواصل “الواتساب” للمعاناة النفسية لكل الشرائح العمرية بالقنيطرة، ومنطقة الغرب قصد التخفيف من حدّة ” قلق كورونا” المستجد، والرفع من القدرات التكيفية لدى المواطنات والمواطنين، وستُفعّل لهذا الغرض كل الأدوات السيكولوجية والعلاجية اللازمة؛ الاِستماع النفسي الفعال (للإفصاح عن الاِنفعالات السلبية وتحريرها) وكذا مختلف الإستراتيجيات النفسية والتمارين العلاجية الضرورية للرفع من جودة حياة الإنسان المغربي”.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى