في الواجهةكتاب السفير

معلمة مسجد إيفري بفرنسا

isjc

السفير 24 – الدنمارك: ذ. حيمري البشير

يبدو أن علاقتنا بمسجد إيفري لن تنتهي، بل ستبقى تاريخية، وسنساهم ولو من بعيد لحماية هذه المعلمة المغربية من أطماع الطامعين.

سنكون حريصين على هذه المعلمة من خلال متابعة مايجري فيها لأننا لدينا غيرة عليها، وكذلك لكون هذا المسجد كان على وشك أن يسيطر عليه الإماراتيون وبتكالب متآمرين من أبناء جلدتنا الذين مازالوا جادين لخدمة أجندتهم رغم تدهور العلاقات بين الدولتين.

إنهم تجار الدين جادون في تلميع صورة أسيادهم الذين يمدوهم بالصدقات، ويعاملونهم مثل العبيد، حتى في وسائل التواصل الإجتماعي، متناسين ،أن العيون تراقبهم وتسجل عليهم كل شادة وفاذة. كما نقول في المثل “رب ضارة نافعة”.

جميل جدا أن تكون جائحة كورونا، و إغلاق المسجد ،وغياب المصلين فرصة للقيام بإصلاحات كبيرة ،حتى يكون معلمة حقيقية لأنه يعتبر من جواهر التاج المغربي، ويسعى كل غيور على أن يصبح منارة ومعلمة مغربية 100/100، ويبدو لي أنه أصبح ورشا يعج بالحركة وسأكون سعيدا بأداء صلاة الجمعة فيه وسماع الخطبة التي تدافع عن النموذج المغربي للتدين وأسسه.

كل مغربي وكل مسلم وكل مهتم بالشأن الديني يتابع مايجري، وكل مغربي فرنسي ينتظر انتهاء الأشغال التي تكلف بها صناع ومبدعون مغاربة، بارعون في فن النقش والزخرفة التي تعتبر جانبا من الثقافة والتراث الإسلامي الأندلسي العريق الذي ميز الإسلام في الأندلس والمغرب الأقصى، ويبدو لي أن علاقة المغرب بالأندلس ستبقى تاريخية.

الملاحظة الأولى التي سجلتها من الشريط ،أن بعض العمال يتكلمون الإسبانية، هل هم حرفيون من أتباع المورسكيين الذين أرغموا على مغادرة الأندلس بعد سقوط آخر إمارة بها، ويريدون من خلال مشاركتهم في ترميم مسجد إيفري ترك بصمتهم للطابع الأندلسي الإسلامي.

وسؤالي للقائمين على هذا المسجد، وفي زمن انتشار جائحة كورونا وابتعاد المسلمين عنه بقرار ملزم للحكومة الفرنسية، هل يحترم القائمون عليه الإجراءات الوقائية للحد من إصابة العمال بهذا الوباء الخبيث، ولو أن المسؤول، ومن خلال الشريط أشار لذلك بالإبتعاد عن التلاحم والسلام على العمال الذين يسارعون الزمن لإنهاء الأشغال به، حتى يكون المسجد جاهزا وبوجه جديد عندما تنتهي الأزمة ويتم القضاء على الجائحة.

ثم لابد من الحيطة والحذر من خلال احترام القانون وعدم استغلال اليد العاملة، لأن صورة المغرب مهمة من خلال هذه المعلمة، فارتكاب خروقات يعاقب عليها القانون الفرنسي يجب تفاذيها لاسيما بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي ماكرون بإنهاء اعتماد أئمة من خارج فرنسا.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى