في الواجهةكتاب السفير

لنعيد قراءة تاريخ المغرب العربي لمعرفة الحقيقة

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري

إذا رجعنا سنوات للوراء لمعرفة ماجرى في المغرب العربي فسنجد أنه كان ضحية صراع بين أنظمة كبرى . هذا الصراع كان قائما بين ثلاث دول أوروبية ، اقتسمت الكعكة في المغرب العربي ، وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

هذه الدول استنزفت خيرات المغرب العربي لم تكن ليبيا أرض مستباحة لإيطاليا وإنما واجهت مقاومة شرسة قادها عمر المختار، الوجود الفرنسي كان قويا وثابت في تونس والجزائر إلا أنها وجدت منافسة على المغرب مع إسبانيا وقد كانت مرغمة لكي تتنازل لها عن شمال المغرب والجنوب المغربي ، فضمت طرفاية وسيدي إيفني والأقاليم الجنوبية، أو مايسمى بالصحراء المغربية.

وإذا رجعنا قليلا إلى الوراء فالمغرب في عهد الدولة المرابطية كان يمتد إلى نهر السنغال ، ليس هذا موضوعنا ، ولكن مايعيشه المغرب العربي من صراعات ، هو من مخلفات الإستعمار الفرنسي والإسباني رغم أن حركات التحرر في المغرب العربي اتسمت بالتعاون والتحالف ، فساهمت قيادات تاريخية في الدول الثلاث المغرب والجزائر وتونس في التعبئة والتنسيق بين قياداتها لطرد الإستعمار من أراضيها وكانت ضريبة الإستقلال غالية في الجزائر، بحيث سقط مليون ونصف شهيد، وامتزجت دماء المغاربة في استقلال الجزائر بعدما فتح المغرب الذي حصل على استقلاله ، جبال المغرب الشرقي لحركة التحرير الجزائرية لمقاومة الإستعمار الفرنسي ،وتحرير الجزائر.

فرنسا وإسبانيا خرجتا من المغرب العربي ، لكنهما خلفتا مشاكل لازالت قائمة لحد الساعة، ولعل من بين القضايا الشائكة التي خلفها الإستعمار الفرنسي هو ضمه للصحراء الشرقية للجزائر حتى يبقى هذا المشكل قائما يعيق وحدة المغرب العربي، بالإضافة لاستمرار إحتلال إسبانيا للجنوب المغربي ومدينتا سبتة ومليلية.

المغرب لجأ إلى محكمة العدل الدولية ليثبت أحقيته في الأقاليم الجنوبية، والتي كانت عبر التاريخ امتدادا لدولة المرابطين والموحدين ، وقد أثبت لقضاة المحكمة الدولية بلهاي الهولندية ، وثائق تؤكد ولاء وبيعة سكان الصحراء للملوك الذين حكموا المغرب. كان ذلك كافيا ليعلن الراحل الحسن الثاني تنظيم المسيرة الخضراء والتي شارك فيها 350 ألف متطوع ومتطوعة ، وكانت ملحمة حقيقية ستبقى في ذاكرة الأجيال استطاع بفضلها استرجاع هذه الأقاليم من دون حرب ولا إراقة الدماء.

الجزائر التي كانت تتطلع لمنفذ على المحيط الأطلسي لتصدير غازها، انزعجت مما حصل وكان لها موقف آخر ،من تحرير المغرب لصحرائه ،وهي التي مع كامل الأسف خلقت جبهة البوليساريو ،ودفعتها للكفاح المسلح لزعزعة استقرار المغرب، والمطالبة بالإستقلال، فجمعت تلة من المنشقين الذين كانوا يدرسون في غالبيتهم في جامعة محمد الخامس بالرباط والذين كانوا ينتمون لحركة إلى الأمام اليسارية ليقودوا حركة الإنفصال مع العلم وللتاريخ أعلن العديد منهم توبته وغيروا مواقفهم ورجعوا لبلادهم تلبية لنداء المغفور له الحسن الثاني إن الوطن غفور رحيم.

إذا ، فشل وحدة المغرب العربي لحد الساعة هو نتاج ومخلفات زوابع تركها الإستعمار الفرنسي والإسباني والتي لازالت قائمة لحد الساعة، وينضاف لذلك انزعاج حكام الجزائر من الطفرة الإقتصادية التي تحققت في السنوات الأخيرة في المغرب منذ سنة 1999، والإنجازات الكبيرة التي غيرت وجه المغرب، انطلاقا من التحول الديمقراطي المؤسساتي ونجاح العودة إلى العمق الإفريقي، كل ذلك أصبح يؤرق الطغمة العسكرية التي تخشى بطبيعة الحال مايعيشه المغرب من تحول في جميع الميادين.

لم ينتهي الكلام……….. وللحديث بقية.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى