في الواجهةمجتمع

حتى لا ننسى.. الكوميدي الراحل محمد الكريمي الناطق الرسمي الساخر باسم البسطاء والفقراء

isjc

السفير 24 – محمد تكناوي

من المنتظر ان يتم بعد صلاة ظهر يومه الاحد 12 يوليوز 2020، مواراة جثمان الكوميدي محمد بلحجام المعروف اعلاميا وفي الاوساط الشعبية بالكريمي، الثرى، بمسقط رأسه بجماعة الكريمات بدائرة الحنشان التابعة لإقليم الصويرة.

الراحل محمد الكريمي فنان الهامش الذي عاش ومات وهو قابض على الجمر، اثث لسنوات طويلة فرحا جماعيا مع بسطاء وفقراء مناطق الكريمات وسيد المختار والحنشان و الشياظمة قبل أن يتمدد في كل الجغرافيات الواسعة لهذا الوطن.

فنان أسس لسخرية سوداء فريدة في فن الفكاهة تسخر بأسلوب بسيط متفرد منفرد سلس من ناهبي المال العام و من التماسيح والعفاريت ومن سارقي فرح البسطاء والفقراء ، سخر من الرشوة والاستغلال والاحتيال والزبونية ، فنان نهل من معين الحلقة ومن سمر احراش اولاد الدوار ومن قفشات الاعراس و طرائف حفلات البادية.

فنان عبر عن هموم وقضايا هامش الانسان البدوي المغربي اينما تواجد بعيدا عن مقاس العروبي والفاسي والشلح والجبلي والمراكشي ، فنان رسم الابتسامة على الوجوه بعفوية وتلقائية وبطريقة الطرول التي كان احد مبدعيها، امتلك ثروة فكاهية راقية تعالت عن الضحك المرضي و عن الميوعة، فكاهة تأسس لضحك تلقائي جماعي يبشر بالحب والبساطة والفرح والمساواة والعدالة.

الكوميدي المرحوم الكريمي هو وثيقة صوتية أنثروبولوجية تعكس في ابداعها التنوع المدهش لهذه المناطق ونمط عيشها وتمثلاتها وعلاقتها بالأرض والانسان- في اسمى تجليات مفارقاتها وتقابل مفاهيمها المتناقضة.

الراحل رائد الاضحاك التلقائي المرتجل الذي يمتح من معجم البادية ، كان صرخة جميلة عفوية في وجه الرداءة وضد ضحك المغربي على نفسه ، حيث يضحك الفاسي من غباء العروبي والرباطي عن تخلف الجبلي. فكاهي عاش في الظل تمتع بخجل الكبار فكان بحق صرخة عميقة ضد القبح وضد فقدان الذاكرة وتأصيل لعمق تمغرابيت التي نحملها جميعا.

عاش في الظل بعيدا عن عدسات الاعلام الرسمي التي لم تمنحه حقه ، لكن الجمهور اعطاه كل الحب والتقدير الذي يستحقه.

رحم الله محمد الكريمي، فكاهي الهامش والناطق الرسمي الساخر باسم الفقراء والبسطاء.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى