في الواجهةكتاب السفير

عندما أتكلم فإني محبط بسبب تصريحات وزير الخارجية المغربي

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري

أنا واحد من ستة ملايين من المغاربة الذين عاشوا ظروفا نفسية صعبة وهلعا بانتشار (كوفيد19)، وتسليط الإعلام الدولي عليه، وكنت من الذين أثنوا على ماقامت به بلادنا من إجراءات لمقاومة الوباء ،وأحسست بافتخار لما نوهت الصحافة الدولية بالقرارات التي اتخذتها بلادنا لإغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية ،رغم أن القرار كان له تبعات اقتصادية وخيمة ،بل أزمة اجتماعية لم يسبق المغرب أن عاشها منذ سنوات.

لكن بفضل المبادرة الملكية لفتح صندوق خاص للتبرعات وكان أول من ساهم فيه وسار على نهجه أغنياء المغرب وعدة مؤسسات وشركات وطنية، ومغاربة العالم كان لهم نصيب في ذلك وعبروا بوعي ومسؤولية وقوفهم إلى جانب بلدهم لتجاوز هذه المحنة، لكن بكل حسرة وأسف حكومتنا الموقرة اتخذت قرارات مجحفة في حق مغاربة العالم وكانوا أول المتضررين بإغلاق الحدود في وجوههم البعض منهم في مغادرة المغرب لبلدان الإقامة ففرقت بين الزوج والزوجة ،ولم تكن منصفة في تطبيق القانون بصرامة عندما سمحت للعديد من المغاربة الذين يحملون جنسيات دانماركية وسويدية ونرويجية وكندية وأمريكية ، وسدت الباب في مغادرة ودخول آخرين يحملون جنسيات فرنسية وبلجيكية وهولندية وإيطالية ،وبقي أكثر من ثلاثين ألف مغربي ومغربية عالقين في العديد من بلدان العالم لمدة تجاوزت ثلاثة أشهر، في الوقت الذي سارعت بلدان العالم في ترحيل مواطنيها.

تدبير الحكومة منذ بداية أزمة كورونا عرف وجهان وخلف إحباط وتوتر وسط مغاربة العالم لازال قائما لحد الساعة، بسبب القرارات التعجيزية التي اتخذتها الحكومة في شخص وزير الخارجية ،الذي أكد بكل وضوح في تصريح صحفي وبيان وصلني أن عملية العبور هذه السنة ستتم عبر ميناءين فقط، هما سيت بجنوب فرنسا وجنوة في إيطاليا ذهابا وإيابا، وتم إلغاء عملية العبور عبر كل موانئ الإسبانية التي اعتاد مغاربة أوروبا المرور عبرها للتخفيف من مصاريف السفر ويطرح مغاربة أوروبا مجموعة من الأسئلة يلمس من خلالها المتتبع عدم رضاهم على تدبير الحكومة لهذا المشكل، بل وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة متهمين فيها وزير الخارجية بفشله في تدبير ملف العالقين بالداخل والخارج ، وطرحه شروط تعجيزية باقتصاره على ميناءين، والرحلات الجوية أصبحت تقتصر على الخطوط الملكية المغربية والعربية .

رغبة العديد من مغاربة أوروبا السفر بالطائرة ،كان سببا في ارتفاع صاروخي لأثمنة التذاكر، وينضاف لذلك ضرورة إنجاز فحص عن خلو الركاب من (كوفيد 19) المكلف.

مغاربة العالم أصبحت لهم قناعة تامة بفشل الحكومة في تدبير عملية العبور والتجاوب مع مطالبهم وانتظاراتهم وبالتالي يتوجهون مباشرة لأعلى سلطة في البلاد جلالة الملك لرفع هذا الحيف ، وهذا العقاب الجماعي في حق مغاربة العالم الذين دائما نجدهم سباقين لنداء الوطن ، فالأزمة أصبحت عميقة جدا وينتظر الجميع استرجاع الثقة في مؤسسات الدولة المغربية ، بسبب تذبذب في المواقف والقرارات منذ بداية أزمة كورونا إلى يومنا هذا.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى