في الواجهةكتاب السفير

بيروت مدينة الصمود والتاريخ

isjc

السفير 24 – محمد تكناوي

بيروت مدينة السلام والحب والحرية، بملامحها المتوسطية وانفتاحها وامتدادها وثقلها التاريخي والرمزي، قدرها أن تشع و تتوهج عبر مختلف المراحل والحقب، هذه المدينة المتحضرة المراهنة ابدا على المستقبل كانت دوما درعا موغلا في صياغة اوضاع المنطقة المحيطة بها والمتاخمة لها بل و المنطقة العربية برمتها، هي شوكة في حلق صناع الياس والخيبة والجحيم، بيروت العظيمة كانت تدفع الثمن باهظا من دمها وجسدها وروجها، كانت تدفع فدية عن دورها الطليعي ورسالتها الحضارية والقومية الخالدة؛ إزاء هذا الواقع المشرق والمشع أحيانا والدامي والمبكي أحيانا أخرى فان العويل والتفجع لم يكن ابدا نهاية الطريق امام البيروتيين بل الصراع والنضال دون هوادة بسلاح الفكر والايمان بالقضية من أجل كتابة مستقبل مضيء حافل بالسلام والحرية والحب والمعرفة والثقافة والحضارة بشتى وجوهها وذلك يقينا أنه دورها ومصيرها، قد تخسر معركة أو أكثر لكنها تأبه الا أن تربح الحرب .. أجل… تلك هي بيروت.. وذلك هو دورها في التاريخ العربي ومن لا يصدق هذا فليقرأ ماذا يقول التاريخ عن بيروت الخالدة.
بيروت مدينة متفردة فريدة من نوعها بين عواصم العالم فهي ملتقى الحضارات الانسانية و تقاطع طرق بين القارات والرابط الرفيع بين الثقافتين الشرقية والغربية.

موقعها الشامخ على شاطئ البحر الابيض المتوسط حيث تحميها جبال لبنان من الشرق أدى الى اجتذاب معظم القادة التاريخيين الذين كانوا يمرون ببيروت وهم في طريقهم لغزو بلدان اخرى في اوروبا او اسيا ومن هؤلاء رمسيس الثاني وداريوس والاسكندر المقدوني وقياصرة الروم وصلاح الدين الايوبي وتيمورلنك وهولاكو ونابليون بونابارت وقد ترك معظم هؤلاء القادة التاريخيين بصماتهم على بيروت.

بيروت التراث والتاريخ و الذاكرة الرافضة للردة والانغلاق والتحجر والدمار وسفك الدماء، بيروت قبلة حملات مواساة من كل بقاع المعمور لكفكفة دموعها و تضامن حاشد وقلق من مخلفات تفجير مرفأ بيروت وما استتبعه من شهداء ودماء وجراح والم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى