في الواجهةكتاب السفير

مقارنة بين الدنمارك والمغرب في تدبير الجائحة

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

لماذا أصبحت نسبة الإصابة بفيروس كورونا تتزايد بشكل مهول في المغرب  مما دفع بالإتحاد الأوروبي الى تحذير مواطنيه من السفر إليه وإغلاق الحدود في وجه المغاربة القادمين إليه.

إذا قمنا بمقارنة آخر الإحصائيات التي صدرت بالأمس في المغرب والدنمارك، فسنكتشف خطورة انتشار الفيروس بشكل مهول في المغرب، بالأمس بلغ عدد الإصابات في المغرب 1567 بينما في الدنمارك 75 الفرق شاسع بين الدولتين قد يقول البعض أنه طبيعي لأن الفرق كبير في عدد السكان بين الدولتين المغرب حوالي 40 مليون نسمة، بينما الدنمارك حوالي ستة ملايين نسمة.

لكن السياسيين الدنماركيين رغم قلة الإصابة فهم يدقون ناقوس الخطر ويحذرون من انتشار الوباء بإجراءات جديدة منها إلزامية ارتداء الكمامة في وسائل النقل العمومية، وفرض ذعائر كبيرة على المخالفين حددوها في 2500 كرونة دانماركية أي مايعادل 3700 درهم مغربية ، واتخذت بعض البلديات قرارات صارمة بإغلاق كل المساجد بدون استثناء في مدينة أورهوس وهي المدينة الثانية في الدنمارك التي تفشى فيها الوباء وسط الجالية الصومالية.

ومرد ذلك عدم احترام القرارات المتخذة سابقا بتجنب إقامة الحفلات وعدم احترام التباعد، موجة الإصابة تفشت كذلك في المدارس مما اضطر العديد من المسؤولين إلزامية إجراء الفحص على الأطفال المنحذرين من أصول صومالية وعربية، وفرض الحجر الصحي.

ولعل من أسباب انتشار الفيروس في المغرب الإكتضاض في الأسواق الشعبية، وعدم احترام القرارات المتخذة فيما يخص ارتداء الكمامة، رغم أن الدولة توزعها بالمجان في الشارع العام، وعندما نلقي نظرة في الشارع في المغرب والدنمارك فإننا نستوعب الأسباب الذي جعل الفارق في الإصابة بين المغرب والدنمارك.

الدولة يجب أن تكون حازمة في تطبيق القانون وحماية الشعب المغربي من الذين يعبثون بالبلاد بالتهاون ، والعودة للطوارئ هو السبيل للحد من انتشار الوباء بشكل مخيف، وسياسة الحزم في تطبيق القانون واتخاذ القرارات الموجعة، والتي قد تثير في بعض الأحيان ردود فعل لامفر منها لايمكن تجنبها ، فإغلاق الأسواق المزدحمة وارد وإغلاق المساجد وارد لدرء المفسدة، ولعل من الملاحظات التي أثارت انتباهي في هذه المقارنة بين الدولتين، الحضور المكثف للسياسيين الدنماركيين من مختلف الأحزاب في مناقشة تدبير الجائحة وإشراك رئيسة الحكومة معظم الأحزاب في اتخاذ القرارات المصيرية وبالخصوص المرتبطة بالإقتصاد وتداعيات الوباء على الدنمارك، مع الإشارة الى أن بعض الأحزاب قد احتجت الأسبوع الماضي على رئيسة الحكومة عدم استدعائها للتشاور في بعض الأمور التي اعتبرتها في غاية السرية.

في المغرب رغم الإنتشار المخيف للوباء فإن هناك غياب تام لتدبير الجائحة للأحزاب في النقاش لتدبير الجائحة بخلاف مايجري في الدنمارك ، مما أدى إلى الإزدياد المهول في عدد الإصابات وفي عدد الوفيات ، وفي الإكتضاض الكبير الذي أصبح داخل المستشفيات، وفي الضغوط الكبيرة التي أصبح يعاني منها الطاقم الطبي في مختلف المناطق والجهات المغربية، مما كان له تداعيات على السياحة الوطنية وعلى الإقتصاد الوطني.

وإذا استمر الوضع على ماهو عليه فإن الإنعكاسات ستكون وخيمة على البلاد لاقدر الله.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى