في الواجهةكتاب السفير

وتستمرّ جماعة الدار البيضاء في المهازل والضحك على الذقون !!!

isjc

* يسين العمري

يجد تلاميذ المستوى الأول ابتدائي بالدار البيضاء أنفسهم دائماً بداية كلّ سنة دراسية، خارج منظومة التعليم بسبب عدم اكتراث مسؤولي الجماعة المشار إليها.

فقد غدت عملية المليون محفظة عادة سنوية يمكن وصفها ب”المحمودة”، بحيث ينتظرها آباء وأولياء التلاميذ لتخفيف العبء الماديّ عنهم. ويبدو الأمر أكثر ملحاحية في ظروف هذه السنة “الاستثنائية” على وجه الخصوص. وقد تمكّن تلاميذ جميع مستويات الابتدائي من الحصول على المقررات الدراسية من كتب ودفاتر بالمجانّ، ممّا سوف يسهم في ضمان التحصيل الدراسي المنشود.

غير أنّ هذه العملية لم تشمل بمدينة الدار البيضاء مستوى الأول ابتدائي أو “التحضيري” كما يطلق عليه في الأوساط الشعبية، ممّا أصاب التلاميذ وأولياء أمورهم بخيبة أمل كبيرة. وتبقى الدار البيضاء كلّ سنة وحدها دوناً عن باقي مدن المملكة بانتظار منح مقررات “التحضيري”، ويصل الانتظار في بعض الأحيان إلى قرب انقضاء الدورة الأولى، حتى يتمّ تسليمهم المقررات.

ويكمن سبب هذا التقصير والتقاعس والإهمال الفظيع في عدم التزام مسؤولي جماعة الدار البيضاء بمنح المقررات في وقتها لتلاميذ المستوى المشار إليه، حيث أنّه ولدواعي “غير مفهومة” تتكلّف عمالات المقاطعات عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باقتناء وتوزيع المقررات المدرسية الخاصّة بجميع المستويات الدراسية بالابتدائي، باستثناء قسم “التحضيري” الذي تتكلّف به جماعة الدار البيضاء.

وكما أسلفت، ففي حين حصلت جميع المستويات باستثناء “التحضيري” على المحافظ والكتب المدرسية مع بداية شتنبر، لم يحصل إلى غاية كتابة هذه الأسطر تلاميذ “التحضيري” على أي شيء، وهو نفس الإشكال الذي حصل السنة الفارطة.

ومن غريب الصدف وسخرية القدر أنّ الجماعة “إياها” تبرر دوماً إخفاقاتها المتكرّرة وفشلها الذريع في تدبير معظم المرافق التي تشرف عليها، بنفس التبريرات المبكية المضحكة من قبيل “تأخّر الصفقة، تأخّر فتح الأظرفة، تأخّر المقاول الذي رست عليه الصفقة… الخ).

غريب جدّاً أن يكون المنتَخَب بعيداً عن هموم المنتخبين وقت الحاجة، وبعيداً عن نبض التلاميذ وأوليائهم في ساعة الرّخاء، ويهرول إليهم مسرعاً وقت الانتخابات، ومقدّماً وعوداً بخدمتهم، هذا يسمّى وفق تعبير عالم الاجتماع سيرج تشاكوتين “اغتصاب الجماهير عبر الدعاية السياسية”. يا سادة يا كرام يكفي لأيّ مسؤول جماعي أن يتحمّل عناء معاينة أيّ مدرسة عمومية قريبة، و أن يتنازل متكرّماً ويركب سيارته الفارهة التي تمّ شرائها بأموال الشعب، ليلاحظ بأمّ عينيه تلاميذ المستوى الأول ابتدائي “التحضيري” دون مقررات وأدوات خصوصاً في الأحياء الهامشية.

قليلاً من الخجل أرجوكم، ولاتكونوا كمن قال فيهم السيد المسيح عليه السلام “لحومهم تذوب وهم واقفون على أقدامهم”.

• باحث متخصّص في القانون والإعلام ومقاربة النوع الاجتماعي.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى