في الواجهةكتاب السفير

إطلاق الرئيس الفرنسي حملة الإساءة لرسول الله يعني الحرب على الإسلام

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

يبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون قد استغل التشتت والهوان الذي تمدد في العالم الإسلامي ليحيي من جديد خطاب الكراهية ضد حوالي ثمانية ملايين مسلم اختاروا العيش في فرنسا ومليار وخمس مائة مسلم في العالم، وليفتح باب جهنم على الإقتصاد الفرنسي الذي أصبح يعاني بسبب كوفيد 19.

لا أعتقد أن حملة الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، التي أطلقها مسؤولون فرنسيون علانية في بعض الواجهات الباريسية لن تكون لها تبعات، بل بدأت تظهر ملامح أزمة جديدة بين مسلمي العالم وفرنسا وارتفعت أصوات بمقاطعة كل ماهو منتوج فرنسي.

إن مايجري في فرنسا استهداف للإستقرار في المجتمع الفرنسي، وإسلاموفوبيا مقيتة ، كانت سببا في السابق في تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب في في هذه الجمهورية، والقرارات المتخذة من طرف الحكومة الفرنسية تعتبر تصعيدا خطيرا ضد الإسلام والمسلمين بصفة عامة ، وسينتج عنه ردة فعل لامحالة اتجاه كل ماله علاقة بفرنسا والشعب الفرنسي.

ووحدة الشعب الفرنسي أصبحت تعاني من تفكك خطير سيؤدي لتنامي تيار معادات السامية، وهذه المرة ليس ضد اليهود ولكن ضد المسلمين ، الذين سقط منهم الكثير لتحرير فرنسا من النازية الألمانية.

ماكرون مع كامل الأسف بخطابه بين صورته الحقيقية وكراهيته للإسلام عندما أعطى الضوء الأخضر لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في وقت يحتفل المسلمون في العالم بذكرى ميلاده .

ويتسائل المحللون وحتى الفرنسيين منهم عن دوافع الحملة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في العالم، وسط صمت مطبق لزعماء الدول الإسلامية ماعدا الرئيس التركي رجب الطيب أروغان، الذي وصف ماكرون بالأرعن وأوصاف قد تدفع العلاقات بين البلدين إلى الأسوء وسط سكوت باقي دول العالم الإسلامي، التي لم يصدر من طرفها أي رد فعل وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

إن مقتل الأستاذ الفرنسي هو نتاج خطاب الكراهية ،التي أذكاه الرئيس ماكرون، وردة الفعل التي قام بها هذا الشاب الشيشاني لاعلاقة لها بقيم التسامح والتعايش التي نادى بها الإسلام منذ قرون طويلة، والإجراءات المتخذة من طرف الحكومة الفرنسية لاتخدم وحدة المجتمع الفرنسي، فالمسلمون في العالم لن يقبلوا بمسلسل الانتهاكات وحملة الإضطهاد التي يتعرض لها إخوانهم على الأراضي الفرنسية، بسبب العديد من الإجراءات والقرارات المتخذة والتي تتعارض مع الشعارات التي يرفعها الفرنسيون وهي العدالة والصداقة والمساواة، والتي عاش عليها الفرنسيون من جنسيات مختلفة منذ مئات السنين.

إن استمرار الرئيس الفرنسي في الإساءة للمسلمين لن تخدم مستقبله السياسي ولا الإستقرار في فرنسا، ولن يحدث شرخا في وحدة الشعب الفرنسي ، لأنه بدأت ترتفع العديد من الأصوات داخل الشعب الفرنسي منتقدة خطاب الرئيس الفرنسي اتجاه الإسلام والمسلمين، وقد أظهرت بوضوح تبعات الإساءة للإسلام والمسلمين في فرنسا.

ومن هنا يجب أن يرتفع صوت الحكمة في المجتمع الفرنسي الداعي إلى كبح جماح الداعين لخطاب الكراهية، الذي لن يؤدي سوى الى تفكك وحدة الشعب الفرنسي وانهيار الإقتصاد ، باتساع فكرة المقاطعة لكل منتوج فرنسي الصنع في العالم.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى