في الواجهةكتاب السفير

القضايا الشائكة الثلاثة التي تتطلب الحسم

isjc

السفير 24 – الدنمارك: ذ. البشير حيمري

القضية الأولى التي كان من الضروري الحسم فيها بدون تأخير، هي فتح معبر الكركرات وإنهاء زمن السيبة المعروف بها البوليساريو قطاع الطرق .

والقضية الثانية الخرجات الإعلامية لزعيم النهج الديمقراطي الذي أراد أن يعطي المغاربة درسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان فانطبق عليه المثل القائل الفقيه الذي انتظرنا بركته دخل المسجد منتعلا بلغته.

والقضية الثالثة تتعلق بسوء تدبير ملف القضية الوطنية في العديد من الدول الأوروبية، وسوف أتكلم عن الدنمارك الذي أعيش فيه.

المغرب كان مضطرا لحسم معركة الكركرات وفتح المعبر وإنهاء ماكانت الجزائر ترتبه على يد صنيعتها البوليساريو، وانتهى حلمهم بتدخل القوات المسلحة الملكية بعدما عجزت قوات المينورسو القيام بتشطيب المنطقة العازلة التي حسب قرار الأمم المتحدة الصادر في بداية التسعينات حول وقف إطلاق النار بين الطرفين والبحث عن حل عن طريق الحوار السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتحرك البوليساريو الأخير في هذه المنطقة دليل آخر على أنهم تجاوزوا قرارات الأمم المتحدة وعرقلوا عمل قوات المينورسو بتواجدهم المكثف في المنطقة العازلة .

المغرب كان مرغما على التدخل لفتح المعبر بتحريك الآلة العسكرية ، وإخبار الأمم المتحدة، لأن المعبر يعتبر حيويا لمرور السلع لموريتانيا وباقي الدول الأخرى.

التدخل المغربي الذي تم بدون إراقة الدماء دفع بالبوليساريو التي لا تملك قرارها بإنهاء وقف إطلاق النار من جانب واحد والعودة لحمل السلاح. الأمور تبدو متوترة وفي حالة قامت البوليساريو بأية محاولة لكسر شوكة القوات المسلحة التي تراقب الحدود ، فالرد سيكون لا محالة قويا ،ونستغرب من الموقف الجزائري والتهديدات التي أصبح القائد الهرم يطلقها اتجاه بلد يدافع عن الشرعية وعن الحدود المغربية.

الحرب إن اندلعت ستضر بالمنطقة بكاملها وبمصالح العديد من الدول والتي لن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه مايجري في الجنوب المغربي .

إن مايجري من تغيرات في الساحة الدولية ،وإقبال العديد من الدول العربية والإفريقية فتح قنصلياتها في العيون والداخلة دليل آخر على التراجع الكبير في مواقف هذه الدول من قضية الصحراء .مما جعل خصوم الوحدة الترابية يغلقون معبر الكركرات الحيوي ويهددون بالعودة لحمل السلاح وإشعال فتيل الحرب من جديد.

القضية الثانية والمتعلقة بتصريحات البراهمة المساندة لتقرير المصير ولانستغرب من هذا الموقف الذي يعتبر خروج عن الإجماع الوطني فيما يخص قضية الصحراء ، لا نختلف فيما يخص تصحيح المسار الديمقراطي الذي مازال متعثرا ومحاربة الفساد والإنتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان، ولكن لن نقبل مطلقا بتصريحات فيها مزايدة وعندما يتعلق الأمر بالخصوص بأرض كانت عبر قرون طويلة امتدادا للدولة المغربية، ليس هناك مساومة ولا استفتاء في أرض مغربية، ثم القضية الثالثة الشائكة سوء تدبير ملف القضية الوطنية في العديد من الدول الأوروبية وغياب التأطير السليم رغم مرور سنوات طويلة.

وأعود لأكرر مرة أخرى أن الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والموازية المغربية في الدول الإسكندنافية، يجب أن تعيد النظر في تدبير القضية، لأننا فشلنا في اختراق الأحزاب التي تتحكم في الدول الثلاثة وعلى أحزاب اليسار المغربية أن تتحرك قبل فوات الأوان للدخول في حوار مع الأحزاب التي تحركت بقوة في الآونة الأخيرة لنصرة البوليساريو ،ومراسلة الإتحاد الإشتراكي المغربي أحزاب الأممية الإشتراكية غير كاف لمراجعة العديد من الأحزاب موقفها من قضية التدخل المغربي الأخير لفتح معبر الكركرات.

إننا بحاجة لتحرك جديد كالتحرك الذي قادته نبيلة منيب لإقناع السويد من مراجعة موقفها من الإعتراف بجمهورية الوهم.

إن الدبلوماسية الرسمية المغربية في الدنمارك عجزت عن اختراق هذه الأحزاب بل الدخول في حوار معها لإسماعها صوت الحق وحقيقة مايجري ،وليس بتحريك فعاليات بعيدة كل البعد عن الممارسة السياسية ،بل بارعة في رفع الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع . نحن بحاجة بعد كل ما جرى إلى وحدة الصف وتغيير الإستراتيجية .

من خلال الإعتماد على الكفاءات المتمكنة من الخطاب السياسي المقنع وفتح قنوات التواصل كما فتحتها نبيلة منيب ورفاقها في حوارها مع أحزاب اليسار في السويد، والمغرب ملزم بإعادة ترتيب البيت الدبلوماسي في الدول الإسكندنافية قبل فوات الأوان.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى