في الواجهةكتاب السفير

مدير أرشيف المغرب جامع بيضا يفكك خيوط “الأرشيف كتراث وحداثة”

مدير أرشيف المغرب جامع بيضا يفكك خيوط "الأرشيف كتراث وحداثة"

isjc

السفير 24 – بقلم: عزيز لعويسي

احتفاء بفعاليات شهر التراث، سينظم المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، محاضرة بعنوان “الأرشيف .. تراث وحداثة”، يلقيها مدير أرشيف المغرب الأستاذ جامع بيضا، وذلك بعد زوال يوم الخميس 18 أبريل 2024؛

ويرتقب  أن يفكك الأستاذ جامع بيضا، من خلال المحاضرة المرتقبة، خيوط الصلات الرابطة بين الأرشيف كتراث، عاكس لتاريخ الأمة وذاكرتها الجمعية وهويتها المشتركة، وكحداثة، مجسدة لما يمكن أن يلعبه الأرشيف من أدوار متعددة الزوايا، في النهوض بثقافة التخليق والشفافية والنزاهة وربط المسؤولية بالمحاسبة في أوساط الإدارة، ومن تدخلات دافعة في اتجاه تعزيز ثقافة التدبير الرشيد، وصناعة القرارات الرصينة والمتبصرة، وتعزيز لبناء حقوق الإنسان …

والاحتفاء بالأرشيف في شهر التراث، هو اعتراف ليس فقط، بقيمة الأرشيف العمومي كجزأ لا يتجزأ من التراث المادي واللامادي الوطني، بل وإقرار بمكانته، في كسب رهانات التحديث وبناء دولة الحق والقانون والمؤسسات، ومحاربة الفساد بكل تمظهراته، وضمان الحق في المعلومة وتخليق الحياة العامة،  وتكريس المفهوم الجديد للسلطة، بكل ما لذلك، من آثار اقتصادية وتنموية واستراتيجية؛

محاضرة “الأرشيف .. تراث وحداثة”، هو مسلك من مسالك كثيرة ومتعددة، تسلكها مؤسسة أرشيف المغرب تحت إدارة مديرها الأستاذ جامع بيضا، والطاقم المرافق له،  بهدف نشر ثقافة الأرشيف وكسب رهان أرشيف القرب، وبلوغ  مرمى تلك “التنمية الأرشيفية” المأمولة، التي يتحول فيها الأرشيف إلى  مادة  لصناعة القرار المسؤول والواعي والمتبصر، وقناة لا محيد عنها، داعمة لمجهودات الدولة في كسب معارك التغيير والإصلاح  والتحديث والبناء والنماء …

بقين الإشارة إلى أن المحاضرة الأرشيفية المذكورة، تأتي بعد أسابيع قليلة، من صدور المنشور الحكومي رقم 2024/2 في شأن “إتـلاف الأرشيف بإدارات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية” (4 مارس 2024)، الذي نبه إلى ما يعتري إدارات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية، من اختلالات بنيوية على مستوى تدبير الأرشيف، سيما فيما يتعلق بمسطرة الإتلاف، وبدون شك، ستكون الفرصة حسب تقديرنا، مواتية أمام المؤرخ جامع بيضا، للتحسيس بأهمية حفظ الأرشيف وتدبيره الجيد، والتذكير بنجاعة عمليات إتلاف الأرشيف، لما لذلك من أدوار متعددة الزوايا، في ضبط الفعل الأرشيفي، وتحييد ما يعتريه من ممارسات الارتباك والعبث والعشوائية، وفي تكريس البعدين “التراثي” و”الحداثي” للأرشيف، وبدون شك فازدواجية “التراث” و”الحداثة”، لن تكون إلا عديمة الفائدة، ما لم تحضر مفاهيم “الحفظ” و”العقلنة” و”التدبير الجيد” و”ربط المسؤولية بالمحاسبة” و”الوعي بالأرشيف” في أوساط مختلف الفاعلين في حقل الأرشيف…؛

ولا يمكن أن ندع الفرصة تمر، دون  تقديم عبارات الشكر والامتنان، إلى مدير أرشيف المغرب، لما يتحمله بمعية طاقم المؤسسة، من أعباء ومتاعب، في سبيل توسيع دائرة ثقافة الأرشيف، وإلى إدارة وأطر “المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث”، على هذه المبادرة الأرشيفية، التي تؤكد بما لايدع مجالا للشك، أن “مسألة الأرشيف”، تتعدى عتبات أرشيف المغرب، باعتبارها مسؤولية دولة وحكومات متعاقبة وإدارات ومؤسسات وجامعات ومعاهد وإعلام، من منطلق أن التراث الأرشيفي العمومي، هو ملك للأمة ومرآة عاكسة لتراثها وممارسة دالة على مدى حداثتها، وبهذا المعنى، تحضر المسؤولية الفردية والجماعية أمام الأرشيف، عسى أن نكون جميعا كدولة وحكومات ومؤسسات وأفرادا وجماعات، في مستوى ما يتطلبه التراث الوطني بكل مستوياته وروافده، من محبة واحترام ورعاية وتثمين واعتبار…، وما يستلزمه من أفكار مبدعة وخلاقة، تجعل من هذا التراث، مساهما حقيقيا، فيما تتطلع إليه المملكة، من نهوض وإصلاح وتحديث وبناء ونماء …

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى