الاتحاد الرياضي لطنجة.. وصافة غير مشجعة

الصادق بنعلال

1 – مواكبة للتباري الرياضي المغربي، و منافسات كرة القدم على وجه الخصوص، دأبنا على تخصيص بعض المقالات ذات الصلة بالنوادي المغربية الفاعلة، من قبيل الوداد و الرجاء البيضاويين، لكن قبل ذلك نميل في غالب الأحيان إلى تسليط الضوء على إنجازات فارس البوغاز، لمعرفتنا المتواضعة بتاريخه المشرف و حاضره الذي لا يخلو من لحظات مشرقة، رغم عدم رضانا عن الحصيلة العامة لهذه السنة. و بإلقاء نظرة خاطفة إلى سبورة ترتيب النوادي الوطنية نلاحظ دون عناء أن الاتحاد يحتل مؤقتا المركز الثاني بعد الوداد. فكيف نقوم الأداء الفني لفارس البوغاز بعد التغيير الذي حصل في الإدارة التقنية و انتداب لاعبين جدد للمضي قدما نحو الأفضل ؟

2 – لا نشك في أن فارس البوغاز في مرحلة المدرب عبد الواحد بلقاسم و المدير التقني عبد الرحيم طاليب عاد إلى مصالحة جماهيره، عبر تحقيق انتصارات خولت له السعي نحو المنافسة على المراتب الأولى  و اللعب على المشاركة الإفريقية في السنة القادمة، لكن كل ذلك لن يمنعنا من التعبير عن وجهة نظر مخالفة لتصريحات الجهاز التقني المزدوج، حيث إننا نعتبر أن النتائج ” الإيجابية ” التي حصل عليه النادي تكاد تكون بلا طعم و لا إقناع و لا أداء فني مطلوب، فمازال النادي لم يحظ برضى الجماهير الغفيرة، و مافتئ مركب ابن بطوطة الكبير، الذي حطم كل الأرقام الوطنية على مستوى حضور المساندين في السنوات الماضية يشهد عزوفا مبررا و موضوعيا، فجل اللقاءات الأخيرة انتهت بتعادل أو فوز صغير جدا، لا يمنح للمتتبع الغيور أي طمأنينة و لا تثير فيه أي رغبة في المعاينة الملموسة، مما يعني من جملة ما يعني أن أمام فارس البوغاز مشوار طويل من العمل و الاجتهاد المتواصلين.

3 – في الواقع نحن في حاجة ماسة إلى نادي كروي منافس بالمعنى العميق للكلمة، و لا نريد أن نسمع كلاما بعد كل مقابلة من قبيل (من الطبيعي أن يعود اللاعبون إلى الوراء للدفاع عن الهدف) أو ( المهم في الأمر الحصول على ثلاث نقط )، هكذا تصريحات لن تقبلها الآلاف من الجماهير التواقة إلى الفرجة و الاستمتاع بالعمليات الفنية المنسجمة و الفعالة، جميل أن نفوز لكن الأجمل أن يكون ذلك في أبهى صورة و أرقى أداء، و حينها ستعود الأمواج الزرقاء مجددا إلى المدرجات، تصدح بحب ناديها في ” لوحات ” جمالية غير مسبوقة وطنيا، و إلى أن يتبلور هذا المرتجى لا بد مما ليس منه بد: العمل الاستراتيجي و المهني الجاد المستند إلى التدبير العلمي و العقلاني.