كتاب السفير

بين قمة الرباط وقمة تونس

isjc

السفير 24 / ذ. عبد الله مشنون

في  الوقت الذي كان بعض الزعماء العرب يراجع مسودة مداخلته في القمة العربية بتونس، كانت هناك قمة أخرى تعقد في الرباط بين قامتين دينيتين عظيمتين جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس والبابا فرنشيسكو بابا الكنيسة الكاثوليكية، في محطة تاريخية عنوانها افشاء قيم السلام والمحبة والاخاء ودعوة لبناء مرحلة جديدة في العلاقات بين الشعوب على أساس المشترك الانساني واحترام وقبول الآخر.

جاءت زيارة البابا فرنشيسكو بدعوة كريمة من صاحب الجلالة، والتي ثمنها الفاتيكان على لسان البابا في رسالة الى الشعب المغربي، حيث عبر البابا عن امتنانه لهذه الدعوة وتقدم بالشكر للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، واثنى على المنهاج المعتدل الوسطي الذي عرف به المغرب وصار رمزا لكل المغاربة عبر العالم.

فقد كان المغرب ولايزال أرضا للتسامح ومواجهة العنف والتطرف ومهدا لاحترام الأديان والمعتقدات.

لقد أثمر لقاء الملك محمد السادس والبابا فرنشيسكو التوقيع على اعلان القدس، الداعي الى الحفاظ على هذه المدينة تراثا مشتركا للديانات الثلاث وحماية الطابع الخاص المتعدد الأديان والبعد الروحي والهوية الثقافية الخاصة للقدس الشريف.

وأضاف النداء أننا نؤكد على أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف، باعتبارها تراث مشترك للانسانية وبوصفها أرضا للقاء ورمز التعايش السلمي لاتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار.

كما عبر النداء عن الأمل في أن تكفل داخل المدينة المقدسة، حرية الولوج الى الأماكن المقدسة لفائدة أتباع الديانات الثلاث.

وقد تخللت زيارة البابا للمغرب عدد من الأنشطة، أبرزها القداس الديني الذي أقيم بالمجمع الرياضي مولاي عبد الله والذي حضره نحو 10 الاف شخص من المصلين الدين يعيشون في المغرب ويمارسون عبادتهم بكل حرية وطمأنينة، ويشهد هذا الأمر على انفتاح المملكة المغربية وسعة ورحابة صدور المغاربة الذين قبلوا بالاخر، وأسسوا فضاء للحوار البناء والتسامح، وذلك منذ مئات السنين ولا زالت هذه أعرافهم وتقاليدهم وأخلاقهم بما عرفوا وتميزوا عن سائر الشعوب والأمم.

وبالموازاة مع هذه القمة الناجحة المثمرة، لم تستطع القمة العربية المنعقدة بتونس أن تجمع كلمة المؤتمرين على بيان عملي موحد، فكانت بعض المداخلات عبارة عن انشاءات مجتها الأسماع وملت من تكرارها.

وقد صارت القمم العربية عبارة عن فضاءات لتصفية الحسابات الفارغة وكيل الاتهامات، الباطلة لبعض الدول، ونعتها بالخيانة لقضايا العروية.

كما كان لبعض الكلمات وقعها الايجابي، كتأكيد الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، على تجديد رفض الاتحاد لقرار الولايات المتحدة الأمريكية بشأن أحقية اسرائيل في هضبة الجولان السورية، وأن الاتحاد الأوروبي سيواصل عدم الاعتراف الا بشرعية سوريا على الجولان. كما شددت على المطالبة لمكافحة خطاب الكراهية ورفض الأجانب.

كما ثمنت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدور الريادي الذي يقوم به الملك محمد السادس، باعتباره رئيسا للجنة القدس وكذا المهام وللانجازات التي يضطلع بها بيت مال القدس الشريف.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى