كلمة السفير

من شر حاسد إذا حسد

isjc

السفير 24 / مدير النشر : حسن _راقي

عندما لعن الله عز وجل إبليس وأخد مصيره التعيس بسبب الحسد والحقد الدفين في نفسه، جاءت من بعدها جريمة ابن آدم عندما قتل قابيل أخاه هابيل بسبب الحسد والحقد، وكفر الكافرين بالرسل والأنبياء، كذلك كان دافعهم الحسد والطمع، وأصبح القتل والتآمر والتجسس والظلم بين بني آدم بسبب الحسد والحقد والجشع.

المعلوم بأن جل ما وقع ويقع الآن، جاء نتيجة حسد فلان لسيده فلان، فالأنبياء عليهم السلام حسدوا عندما أمروا  بتبليغ الرسالة الإلاهية، والأغنياء يحسدون على غناهم والجميلات يحسدن لجمالهن، والأذكياء يحسدون لتميزهم، والعلماء يحسدون لعلمهم، فوقعت حروب وهدمت بيوت بإسم الحسد والحقد.

فالحسد نار تأكل صاحبها ليبوح بكل ما أوتي من حسد وحقد تجاه أسياده، فيصبح (الحاسد) بسبب حسده وحقده يبحث عن أقبح الأوصاف لينسبها لسيده، فيصبح همه كل الهم هو تلطيخ صورته لأنه يكن له حسدا وحقدا كبيرا، لا يمكن وصفه، فيستخف بعلمه وبشواهده التي حصل عليها بعلمه واجتهاده ويحسده كذلك في ثروته إن كان صاحب غنى وثراء فيتربص الفرص ليدس سُمّه مرة أخرى في سمعته وأصله عرضه.

فتصبح قضية وجوده إخماد لهيب حسده بكل الطرق البئيسة.

فالحسد ينشأ في الطفل منذ نعومة أظافره عندما تقارنه معلمته بزميله المتفوق، عليه في الفصل وتهينه أمام الفصل بسبب كسله وغبائه، وتتعلم البنت الصبية الحسد عندما تقارنها أمها مع بنات خالاتها أو صديقاتها في جمالهن أو من منهن ستظفر بفارس الأحلام أولا.

الحاسد أضعف مخلوق بشري، ضعفه يتجلى في عجزه عن حب نفسه أولاً، وحب غيره، فالشخص المولوع بالحسد يحب نفسه ويكره أن يراها تتخبط في الخطأ، ويتطلع بنفسه أن تصبح نفسا مهذبة ومعافاة من الحسد، فلا يقبل أي انحطاط  ويقاومه، ولو تطلب منه الأمر جهداً أسطوريا، يكره أن يرى نفسه كاذباً، أو سارقاً، أو كسولا، أو حقيرا أو حاسداً..

ولكي تتخلص من الحسد والحقد عليك أن تصالح نفسك أولا، وتعترف لها بأنك تشعر أحيانا بحسد تجاه فلان بسبب ما أنعم الله عليه من نعم وعلم، فلكي تتخلص أيها الحاسد الحاقد من شرور نفسك الجشعة الخبيثة، عليك أن تعودها على حب الخير للناس وتذكرها بالمعروف الذي أسداه لك أسيادك من العلم والتجربة والمال لكي تتعلم، كما عليك تربية نفسك على الإهتمام بما تملك لا بما لا تملك، فالحاسد تخمد ناره أمام نفس تسمو للكمال (الكمال لله عز وجل)، وتطرد عنها كل إحساس غبي وحقير قد يشوهك ويشوه كمالها وينقص من علوها.

وختاما وليس بعده ختام, أقول لك ولأمثالك ذوي النية الحقودة، بأن الفرح بالسقوط ليس من شيم الكبار، وقلب الحاسد يحجب اللسان عن ثناء ما يعجبه، والحسد إذا تمكن من القلب ذفعنا للكذب والغيبة والظلم والإهتمام بالباطل، فادفع الحسد بما تستطيع، لأنه سرطان في قلبك أيها الحقير، فالقلوب قدور وكل قدر يغلي بما فيه.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى