أقلام حرة

المبادرة الملكية لمد جسور الحوار وتبديد الخلاف مع الجزائر

isjc

السفير 24 | ذ.عبد الله مشنون

كان تاريخ 6 من نوفمبر 2018 تاريخا متميزا ومفصليا ليس فقط لكونه يتزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء بل للدعوة التي وجهها ملك المغرب الى الجزائر لتذويب جليد الخلافات وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدبن..

وقد تميزت هذه الدعوة بكونها، جاءت في هذه الذكرى العزيزة على قلوب المغاربة وهي ذكرى استكمال الوحدة الترابية للمغرب واختيار يومها لتوحيد تلك الدعوة لم يكن اعتباطيا فكما المغرب استكمل وحدته ووحد شماله مع جنوبه فانه يصبو للاستكمال وحدة المغرب العربي الكبير وتوحيد شرقه مع غربه كما ان الجزائر مافتئت تردد ان لا علاقة لها بمشكل الصحراء المغربية لذلك فان اختيار هذا اليوم من المفروض ان لا يشكل لها حرجا او استفزازا كما ادعت بعض المنابر الاعلامية الجزائرية والمعروف انتماءها والاجندة التي تعمل بها ولاجلها ..

ان هذه الدعوة على عكس سابقاتها ليست دعوة مجردة لفتح الحدود  بل هي دعوة للحوار على اساس الية يتفق عليها الطرفان لتبديد الخلافات ووضع حد لهذه الحالة الشاذة والتي عمرت لعقود طويلة وباتت الاجيال الاخيرة لا تعلم سببا للقطيعة ولا اصرار البعض على جر المنطقة الى التخلف والانحطاط.

لقد اثبتت الديبلوماسية المغربية في افريقيا خصوصا والتي قادها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله  بنفسه على قدرة المغرب  على ايجاد اليات متنوعة للحوار والتعاون داخل اطار عريض اسمه رابح- رابح.

وقد استعاد المغرب  مكانته داخل المنتظم الافريقي وصار فاعلا مهما في تشكيل وتطوير اقتصادات عدد من البلدان الافريقية.

ومن باب اولى فقد آن لمنطقة المغرب العربي ان تتكاثف وتتعاون ولان المشترك بين بلدانها اقوى واعمق بل لديها مشتركات خاصة تتمثل في الدين واللغة والتاريخ  وعلاقات الاخوة  والمصاهرة التي لم تنقطع منذ قرون خلت.

لذلك فالمغرب والجزائر قويان ببعضهما ومعا يستطيعان تحقيق وحدة افريقية قوية في اطار تعاون بناء مثمر عوض تنافس شره تشترى فيه الذمم وتتكالب فيه النيات الخبيثة.

ولقد ذكر جلالة الملك بان المغرب والجزائر قاوما الاستعمار معا وكانا جنبا الى جنب قيادة وشعبا في كل الحظات التي ادت الى تحقيق الاستقلال.

يذكر الخبراء الاقتصاديون ان مستقبل الشعوب في العالم رهين بايجاد اسواق وتكتلات اقتصادية متكاملة على غرار الاتحاد الاوروبي.

واذا نظرنا الى مقدرات المغرب والجزائر فاننا نلاحظ نوعا من التكامل وامكانيات واسعة للتعاون وظروفا جد ملائمة للسير بالمنطقة الى تنمية وازنة..

ان دعوة جلالة الملك محمد السادس للحوار وما تلاه من ردود افعال مؤيدة ومثمنة لمضامين هذه الدعوة من لدن عدد من الدول الاوروبية والعربية ثم الرسالة التي بعثها السيد رئيس الجمهورية الجزائرية الى صاحب الجلالة  بمناسبة عيد الاستقلال وما تضمنته من اشارات ايجابية وقبل ذلك كله وقوف الجزائر رئاسة وحكومة وشعبا الى جانب المغرب ودفاعه المستميت عنه في ملف تنظيم كاس العالم.

وقد شاهدت في تلك الفترة عددا من البرامج عبر القنوات الجزائرية وكيف كان المذيعون والمحللون وعموم الشعب يعتبرون ان ترشيح المغرب لتنظيم المونديال هو ترشيح للجزائر كذلك.

كل هذا يجب ان يدفعنا الى اعلان تعبئة شاملة خصوصا في المجال الاعلامي واقامة الندوات والمحاضرات واللقاءات التعريفية كهذا اللقاء الطيب وان نتحاور فيها بيننا وكذا مع اخواننا الجزائريين كما ادعو الاحزاب المغربية للتواصل مع نظيرتها الجزائرية لتقوية وتفعيل المبادرة الملكية.

وبتجربتي المتواضعة معهم فاني اقول ان الشعب الجزائري في لهفة وشوق لفتح الحدود وللحوار مع المغرب ولعل بعضكم ممن اتيحت له الفرصة للذهاب الى الجزائر لاحظ كيف يعامله الاخوة هناك  من حسن استقبال وضيافة ومحبة.

لقد ذكرت ان المشترك الانساني بين الجزائر هو مشترك واسع وخاص جدا وكلما اتسع المشترك كان الحوار سهلا ومثمرا..

ومع هذا قد نجد جيوبا لمقاومة هذه الدعوة وعقليات متقادمة استفادت على مدى عقود من حالة الركود والجمود بين البلدين وراكمت ثروات جراء ذلك..

والناظر الى الاحوال الاقتصادية والمعيشية للجزائريين يدرك آثار تحكم هذه العقليات على مقدرات ومصائر الشعب.

لقد آمنوا من قبل وقلبوا الحقائق بخلق دولة وهمية على تحويل المنطقة الى اقوى من التخلف ومنبعا لاستنزاف الثروات..

ولكن الواقع اليوم والذي جعل المغرب يدير فيه ملف الصحراء المغربية بحكمة وتبصر وبعدما ثم تحقيقه من تنمية وتطوير اقتصاد الصحراء وخلق فرص العمل فلامناص من الحوار على هذا الاساس..

فملف الصحراء تتابعه الامم المتحدة ولا ينبغي ربط اعادة العلاقات الى الدفئ والتوازن بهذا الملف او ذاك..

فهي دعوة مزيد  البحث فيه ننظر الى الامام دون اجترار ماض اغلبنا لم يكن فيه مزدادا ولا مسؤولا عنه وعن اخطائه.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى