في الواجهة

المغرب حكومة وشعبا مع عودة المحتجزين في تندوف لكن ضد الفوضى الخلاقة

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

ارتفعت أصوات في الإدارة الأمريكية ،تطالب بتسريع إيجاد حل لقضية الصحراء، وأصبحت تمارس ضغوطا على جميع الأطراف التي يعنيها مشكل الصحراء وبالخصوص المغرب وشردمة الإنفصال، بالإضافة للجزائر المحتضنة لَّهُم.

والضغوط هذه المرة جاءت من مستشار الرئيس الأمريكي في الأمن القومي ،جون بولطون ،الذي أرسل رسائل عدة لجميع الأطراف ،منها تهديده بإلغاء تمويل الولايات المتحدة لقوات المنورسو ،والتي ستهدد الأمن في المنطقة من جديد ،ثم مطالبته اليوم بعودة المحتجزين في مخيمات تيندوف للأقاليم الجنوبية ،وهي عودة قد تبعثر الجهود التي يبذلها المغرب ،لاستتباب الأمن والإستقرار ،ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة هذه المرة على إنهاء الصراع الذي دام ثلاثة وأربعين سنة، بطريقة الفوضى الخلاقة التي تعرفها عدة مناطق في العالم.

لكن يبدو أن مواقف بولطون لم تلق تجاوبا وتفاعلا من الأطراف التي يعنيها الصراع في الصحراء المغربية .لم يصدر لحد الساعة أي بيان من وزارة الخارجية المغربية ولا الأطراف الأخرى ،و يبدو من خلال تصريحات بولطون أنه عازم على ممارسة الضغط هذه المرة على كل الأطراف ،لفرض حل ولو أدى ذلك كماسبق أن ذكرت إلى الفوضى الخلاقة كما يحدث في الصومال ،واليمن وليبيا حاليا.

هل يمكن أن يقبل المغرب بعودة المحتجزين في تيندوف بدون توفير كل الظروف المواتية ؟ وهل يقبل سكان مخيمات تندوف والجزائر الدولة المحتضنة لَّهُم العودة للمغرب ؟ في اعتقادي أن كلا الطرفين لن يقبلا بالحل الأمريكي ،ولن تستطيع الولايات المتحدة فرض مقترحاتها لحل الصراع القائم الذي دام طويلا، وستكون منظمة الأمم المتحدة عاجزة على استتباب الأمن في المنطقة في غياب المنورسو. وبدون الموافقة من الطرفين ،لن يكون حل للنزاع.

في نظري أن حلا واقعيا، يجب أن تساهم فيه منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأروبي الذي يعنيه الإستقرار في هذه المنطقة الحساسة،  الجميع ينتظر انتهاء مدة ستة أشهر التي أعطاها مجلس الأمن لقوات المنورسو الساهرة على مراقبة المنطقة .أعتقد أن التهديدات الأمريكية بقطع دعمها المالي الذي كان يغطي هذه القوات، يعتبر ورقة ضاغطة تلعب عليها الولايات المتحدة إما لإشعال بؤرة للتوتر والإقتتال ،وهي المستفيذ الأكبر منه ،وسيتأجج الصراع من جديد وتنضاف لمايجري في ليبيا ثم الجزائر التي تعيش على فوهة بركان على وشك الإنفجار بسبب الأزمة الإقتصادية والإجتماعية الداخلية وإصرار الرئيس على التقدم لولاية خامسة رغم ظروفه الصحية، وإما تبقى الضغوط الأمريكية تهديدات لدفع الطرفين على إنهاء الصراع.

آن الأوان لكي يتحرك المغرب في نظري لمواجهة الضغوط الأمريكية وكل الإحتمالات الممكنة.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى