كتاب السفير

إرسال البعثات الدينية في شهر رمضان السلبيات والإيجابيات

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

دأب المغرب منذ سنين إلى إرسال بعثات دينية في شهر رمضان الى عدد من الدول، وقلنا سابقا أن تدبير الشأن الديني لازال بعيدا من تحقيق الأهداف رغم الإمكانيات الكبيرة التي ترصد من مؤسسات عدة ، من أجل تمسك المغاربة بالنموذج المغربي للتدين.

المغرب منذ سنوات لمس تغلل الفكر المتشدد وتأثيره البليغ وسط أجيال مزدادة بالخارج ،وللتخفيف من خطورة ذلك ،سارع المغرب لتأسيس المجلس الأروبي للعلماء وكثفت عدة مؤسسات مراقبتها وتوجيهها المباشر لمن نصبوه على العديد من المساجد التي بناها المغرب..لكن بقي تأثير الجهات المكلفة بالشأن الديني محدودا مع مرور الوقت ، وكذلك بسبب حرص العديد من الدول على معارضتها الواضحة في تدخل المغرب لتدبير الشأن الديني .

موقف فرنسا على سبيل المثال لا الحصر بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت فيها والتي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين من الديانات السماوية الثلاثة. وواقع الشأن الديني في فرنسا ووصول أكثر من 170مرشد ومرشدة للتوجيه الديني في ظرف شهر يكلف الدولة ميزانية لا تقل700 مليون سنتيم لبعثة فرنسا لوحدها.

وإذا قيمنا سياسة تدبير الشأن الديني طوال كل هذه السنين فإن الحصيلة هزيلة والأهداف التي سطرتها عدة جهات لم يتم تحقيقها بسبب ارتجالية في التدبير وغياب التنسيق بين كل الجهات المكلفة، بالإضافة إلى غياب دور فاعل للمجلس الأروبي للعلماء الذي لا يتجاوز تأثيره حدود بلجيكا والتي بدى واضح فيها انتشار التشيع والتطرف .

الدنمارك لاتخرج عن سوء تدبير الشأن الديني بسبب الصراع الكبير الذي يعرفه النسيج الجمعوي والذي غذته مواقف السفيرة مع كامل الأسف بانحيازها السافر ضد عناصر بعيدة عن كل المؤسسات الدينية ،وبسبب هذه العلاقة ،وتدخلها لإفشال أنشطة بعض المؤسسات، اتخذت قرارا بالإعتماد على مقرئين وحفظة لكتاب الله ومرشدين استطاعوا بارتباطهم لمؤسسة المسجد تكوين أنفسهم، وأصبحوا يتحملون مسؤولية الإمامة بكفاءة عالية واجتهدوا مع مر السنين في تحصيل العلم الشرعي، ماجعلهم مؤهلين لتحمل المسؤولية بكفاءة عالية لاتقل عن الكفاءة التي يحملها بعض الوعاظ والمرشدين المبعوثين من المغرب.

اليوم صليت التراويح في مؤسسة الإمام مالك وراء مقرئين وحفظة لكتابه العزيز ،يجعلوننا نطمئن على مستقبل الإسلام في الدنمارك، لأن مسؤولية تدبير الشأن الديني مستقبلا ستكون في أيادي آمينة، متمكنة من لغة التواصل وحريصة على النموذج المغربي للتدين وغير مكلفة لميزانية الدولة. لقد استوعت قرار المؤسسة بعدم حضور اجتماع السفارة .وهو قرار حكيم ،يحمل رسائل للجهات المسؤولة عن الشأن الديني ، بأن المؤسسات الكبرى التي تضم النسبة الكبيرة من مغاربة الدنمارك ،لم تستقبل أعضاء البعثة لهذه السنة، ولعل من الأسباب والدوافع التي جعلتهم يصرفون النظر بالإضافة لماذكرته هو اعتماد السفيرة وتحيزها لشخص لاعلاقة له بأي مؤسسة دينية في الدنمارك ،والذي كان متورطا في التنسيق مع جهات خليجية إماراتية ،ثم مالبث أن غير الموقف ليرتمي في أحضان رابطة العالم الإسلامي الممول الرسمي لاجتماعاتهم في الفنادق المصنفة، ضدا على النموذج المغربي في التدين، والذي مازال مع كل أسف يواصل التنسيق وعقد الإجتماعات بعيدا عن مغاربة الدنمارك وفي علم السفيرة .

ويجب أن تعلم الجهات التي أرسلت بعثة هذه السنة، أن النصيب الأكبر وزعه مستشار السفيرة في الشأن الديني على مساجد لاعلاقة للمغاربة بها ، وبالتالي نعتبر ذلك هدرا للمال العام.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى