كتاب السفير

من سيقود الحكومة المقبلة في الدنمارك ..هل زعيم تكتل الزرق أم زعيمة تكتل الحمر ؟

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

‎‎تكتل اليسار متقدم في صبر الآراء عن أحزاب اليمين واليمين المتطرف.

‎يبدو أن مسار حملة أحزاب مجموعة الحمر التي تضم أحزاب اليسار والوسط ، ستقودهم لخلافة حكومة اليمين الحالية بعد مرور أسبوع حافل بالمفاجأة والنقاش السياسي .

الملفت في حملة انتخابات هذه السنة هو تركيز اليمين المتطرف الذي يضم ثلاثة أحزاب على ملف المهاجرين واللاجئين والإسلام. وكلهم أجمعوا في معظم النقاشات السياسية المتلفزة على تشديد قانون الأجانب بل منهم من طالب بطرد كل المسلمين المتواجدين في الدنمارك. ويبدو أن لهجة الخطاب لدى حزبي بالودان والمواطنين الجدد ، قد أضرت كثيرا بصورة الديمقراطية في الدنمارك .

ظهور هذين الحزبين في الساحة وصعودهما في صبر الآراء من دون حزب الشعب الدنماركي الذي فقد الكثير من بريقه ، و الذي يبدو أن نسبة كبيرة من الناخبين الدنماركيين عازمون على تلقينه درسا في هذه الإنتخابات مما سيجعله يفقد أكثر من نصف المقاعد التي فاز بها في الإنتخابات السابقة من 37 مقعد إلى 17 مقعدا، لأنه لم يف بما وعد به إلى حدود الخامسة عشر ماي مازال تكتل اليسار متقدم ب 53,5 مقابل 46.5 في المائة للزرق ، التي تضم ثلاثة أحزاب ويساندها حزب الشعب الدنماركي.

مواقف تكثل الحمر التي تجمع أحزاب اليسار والوسط فيما يخص قضايا الهجرة ، أرحم من تجمع اليمين واليمين المتطرف الذي استطاع لحد الساعة استمالة نسبة كبيرة من الناخبين الدنماركيين وصلت على سبيل المثال لا الحصر (حزب اليميني بالودان راسموس 2.6) و(حزب المواطنون الجدد العنصري الذي تقوده امرأة 2.6 ) ، بدون شك سيدخلان قبة البرلمان المقبل وسيواصلان الإساءة للمسلمين المتواجدين في الدنمارك. صعود اليمين المتطرف ظاهرة تعم العديد من الدول الأروبية التي ستعرف انتخابات البرلمان الأوروبي وكذا انتخابات محلية.

‎مايجري في المجتمع من تحولات سيكون لها انعكاس على واقعنا كمواطنين ، نحمل جنسية هذا البلد والمغاربة جزء من الجالية العربية والمسلمة والتي يجب أن تلعب دور حاسم لدعم اليسار الذي يدافع عن حقوق المهاجرين بصفة عامة احتراما للمواثيق والإتفاقيات الدولية. بكل أسف رئيسة الدبلوماسية المغربية منذ التحاقها لم يكن لها تواصل لا مع الأحزاب الكبرى في تكتل اليمين واليمين المحافظ ،سوى لقاء واحد مع سياسي فلسطيني في حزب صغير فقد بريقه ونزل في صبر الآراء ، بحيث سيفقد مقعد أو مقعدين من 5 مقاعد في البرلمان، إلى أقل من ذلك في الإنتخابات المقبلة، وغياب الدبلوماسية المغربية في السياسة الدنماركية ولد لامحالة انطباع سلبي جدا لدى الجالية ، وعامل سيكون له تأثير لدى مغاربة الدنمارك الذين لهم الحق بالتصويت في هذه الإنتخابات لأنهم يحملون الجنسية الدنماركية.

‎ويبدو أن الصراع الذي تستمر السفيرة في تأجيجه قد توضح بالأمس في حفل دعت له أحد رموز الفتنة وسط الجالية المغربية. ويبدو أن حصيلة عمل السفيرة منذ التحاقها سلبي جدا وغير قادرة على تحقيق تطلعات بلدنا المغرب في تحسين وتطوير العلاقات أولا مع الأحزاب السياسية الدنماركية، سواءا التي كانت في الحكومة أوالمعارضة.

كان من المفروض أن تفتح قنوات التواصل مع الحزب الإشتراكي الديمقراطي الدنماركي، الذي سيقود تكتل الحكومة المقبلة بناءا على نتائج صبر الآراء، ويضم أحزاب لها مواقف متشددة من قضية الصحراء ومنها من يعتبر المغرب محتل للأقاليم الجنوبية ،حزب القائمة الموحدة والحزب الإشتراكي الشعبي.

إذا السفيرة الحالية فشلت فشلا ذريعا في التواصل مع الأحزاب الدنماركية لتصحيح معطياتهم حول قضية الصحراء ، وفشلت في إقناع مغاربة الدنمارك بالإنخراط في العمل السياسي وخدمة قضايا المغرب ،وكانت غير منصفة مطلقا في تعاملها مع الأكثرية بانحيازها للأقلية التي انكشف أمرها بتنسيقها مع جهات خليجية تكن عداءا للمغرب وتقود مؤامرات لزعزعة استقراره.

‎لن أترك هذه الفرصة تمر دون أن أوجه نداءا ورسائل واضحة للجالية المغربية والعربية بضرورة المشاركة المكثفة في هذه الإنتخابات ، سواءا المتعلقة بالبرلمان الدنماركي أو البرلمان الأروبي والذهاب للإدلاء بصوتكم ، لأنه مهم لقطع الطريق على اليمين المتطرف، والجالية المغربية هي جزئ من الجاليات التي كانت نسبة مشاركتها في الإنتخابات السابقة متدنية وفي بعض الأحيان منعدمة.

إذا ترشح أحزاب يمينية متشددة وإساءتها للإسلام في النقاش السياسي المفتوح في القنوات التلفزية ، يدعونا لتوجيه نداء لها لكي تتحمل مسؤوليتها .جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية ، يجب أن تلعب دورا في دفع أكبر عدد للمشاركة في الإنتخابات التي ستجرى في 25 من ماي الحالي والمتعلقة البرلمان الأوروبي أو الإنتخابات التي ستجرى في 5 من يونيو المقبل لتجديد البرلمان المقبل .

أتمنى من كل قلبي أن يكون المغاربة والجالية المسلمة بصفة عامة في الموعد يوم 25 ماي و 5 من يونيو ، ليلعبوا دورا حاسما بالتصويت المكثف لترجيح كفة الحمر وقطع الطريق على اليمين المتطرف وعدم الإستماع للجهات الداعية لمقاطعة مسلسل الإنتخابات والديمقراطية، لأنها تدخل في دائرة المحرم .ونتائج انتخابات إسبانيا يجب أن يكون النموذج الذي يجب أن نحتدي به.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى