كتاب السفير

تعالوا معي نعرج على تاريخ شخصية وجدية صارت على لسان كل العرب

isjc

السفير 24 | الدنمارك: ذ. البشير حيمري

عرف المغرب بملوك تركوا بصامتهم في التاريخ، كما عرف برجال جالوا العالم وكان على رأسهم ابن بطوطة الطنجاوي. لكن بالمقابل هناك أسماء يتحدث عنها المؤرخون باشمئزاز كبير للدور السيئ الذي لعبوه خلال حقبة زمنية غير بعيدة. ولعل الذين تميزوا بصفات قل نظيرها، والتي من جملتها تقديم خدماتهم لأكثر من وطن، شخص برز على الساحة وكانت بدايته فرنسا، هو شخصية وجدية لمع صيته في مجال النصب والإحتيال والنفاق السياسي والديني، حاول تقديم خدماته لأنظمة متعددة، وبحكم انتمائه للمنطقة الشرقية الحدودية مع الجزائر عرض خدمته على النظام القائم في هذا البلد ،إلا أن جهاز المخابرات هناك فطن بدهائه فكان مصيره الفشل وقد سمع كلاما أثر فيه طوال حقبة طويلة والذي مفاده “الشخص الذي يخون وطنه لاثقة فيه” ، انتهى كلام مؤرخ جزائري يسمى الصادق سلام .

وبما أنه كان دائما حلمه تحقيق ثروة قياسية اتجه للنظام الليبي الذي كان يبحث عن أشخاص يلمعون صورته في فرنسا وطمأنهم بامتلاكه القدرة للوصول للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، والحديث معه لبناء علاقات وطيدة مع نظام القدافي ،وكان أول ضحياه ،بحيث أبرم صفقة معهم بمئات الآلاف من الفرنك الفرنسي وبعدها باليورو.

حقق جزئا من الحلم الذي كان يبحث عنه وسرعان ما غاب عن الوجود، بحثت عنه الأجهزة الأمنية الليبية لمدة طويلة ولم يجدوا له أثر ، حتى غير البوصلة للخليج العربي لعرض خدماته هذه المرة على منظمات إسلامية كانت تلعب دورا في تصدير النموذج الديني، الأكثر تطرفا، ونجح في إقناعها بحكم نجاحه في تدبير الشأن الديني في فرنسا والوصول إلى رأس بعض المنظمات الإسلامية في فرنسا ، وأقنع السعودية بشراء مقر في مدينة ليل سماه معهد ابن سينا ،واتخذه قاعدة خلفية في هذا البلد ،  لتلميع تارة السعودية وتارة قطر وتارة الكويت وتارة مصر التي منحته أجهزتها الإستخباراتية شهادة الدكتوراة الفخرية.

وكل الدول التي ذكرت استفاذ من تمويلاتها بالملايين وكانت بعضها تكن عداءا للمغرب ،وتتآمر عليه ومن بينها نظام القدافي ،وتبين منذ سنوات خيانته لبلده الأم المغرب ،وشجعه المادي لتحقيق ثروة ،لم تكن له مبادئ ولاقيم إسلامية ولاقيم إنسانية ،صار على هذا النهج لسنوات ،إلى يومنا هذا حيث عرض خدماته المخابراتية على النظام في الإمارات الذي أصبح يتآمر على العديد من الدول العربية، وأصبح مسؤولا ،عن كل المجازر التي تقع في سوريا واليمن وليبيا والسودان اليوم وموريتانيا والجزائر من دون أن ننسى مؤامراته ضد بلدنا الحبيب المغرب ، الشيئ الذي دفع بالعاهل المغربي باستدعاء السفير المغربي بهذا البلد ، وعرفت العلاقات مع الإمارات تدهورا خطيرا وصل إلى القطيعة.

في هذه الفترة بالذات ربط الوجدي الذي نتحدث عنه علاقات مع “م.دحلان” مستشار محمد بن زايد وأخذ ينفذ مخططا لضرب النموذج المغربي للتدين في أوروبا ، بتأسيس مجلس المجتمعات الإسلامية في العالم الذي أصبح أمينه العام ورئيسه النعيمي ، وتدخل دحلان لدى محمد بن زايد لمنحه الجنسية الإماراتية عربونا على وفائه وخدمة هذا البلد.

ومن أهداف هذا المجلس المحدث سنة 2017 هو تشويه النموذج المغربي للتدين في فرنسا أولا عن طريق التغلل في بعض المؤسسات الدينية المغربية و شراء ذمم بعض الأشخاص ، وكانت محاولاتهم الأولى في مسجد بروكسل الكبير التي بسبب حملة إعلامية قادتها بعض المنابر الإعلامية في فرنسا والدنمارك وفشلت الخطة. ثم كرروا المحاولة في مسجد إيفري بفرنسا وفشلت الخطة بمتابعة إعلامية قوية من إذاعة في مدينة ليون ، استضافت في حوارات عدة مؤرخين وسياسيين فرنسيين ومسؤولين عن أجهزة المخابرات الذين كشفوا صاحبنا الوجدي ، والدور الخبيث الذي كان يلعبه ضد مصالح بلده المغرب بالدرجة الأولى .

حاول نقل مخططاته للدول الإسكندنافية وربط علاقات مع تجار دين يبحثون عن المال الإماراتي ، فاستطاع تنظيم لقاءات في فنادق فخمة حضرها شخصيا، ووضع ثقته في أشخاص عبروا عن ولائهم للإمارات ولكن ووجهوا بمعركة شرسة انضمت لها مؤسسة الإمام مالك في كوبنهاكن  ، التي أفشت مخططاتهم .

عودته اليوم إلى المغرب، هل من أجل بيع ماجمعه من معلومات عن الإمارات التي فطنت لفشله في تحقيق مشروعها في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وباقي الدول الإسكندنافية، وفشله في تسويق وتلميع صورة الإمارات ، وهل حضوره اليوم في المغرب هو محاولة لإعلان توبته واسترجاع جنسيته المغربية التي فقدها بقوة القانون بعد حصوله على الجنسية الإمارتية.

هل الذين استقبلوه في مستنقع حسان قادرون على إخراجه من هذه الورطة، أم هم أنفسهم بحاجة لمن ينقذهم من هنها ، وهناك أسئلة كثيرة تحتاج لتفسير ، من هي الجهة التي استضافته، وقدمت له يد المساعدة لعبور الحدود المغربية، وتبييض الأموال وشراء عقارات في مدن مغربية عدة ، وفتح أرصدة في بنوك في المنطقة الشرقية ، وما العلاقة التي تربطه بالجهة التي استضافته في معرض الكتاب ، كلام كثير مازال يقال، ولن نسكت عنه.

يتبع …

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى