كتاب السفير

قراءة لرد بوصوف على جريدة “لوفيغارو”

isjc

السفير 24 / الدنمارك: ذ. البشير حيمري

لقد تحدث جلالته عن فشل الحكومة الحالية في تحقيق تطلعات المغاربة، وبسبب سياسات الحكومة أضاع المغرب سبعة سنوات من التنمية. جلالته لم يتناول في خطابه الأخير موضوع الجالية والدور الكبير الذي تلعبه في التنمية ، وهو الذي تعود باستمرار في كل خطاب تخصيص فقرة  للجالية وتقديم توجيهاته للحكومة المغربية وللمؤسسات المهتمة بتدبير ملف الهجرة وكافة الإدارات بالداخل والخارج ،وهو الحريص باستمرار على تمسك الجالية ببلدها والمساهمة في تنميته ، والكل تساءل و يجهل الأسباب الخفية من وراء عدم تناول جلالته موضوع الجالية في خطابه الأخير . وإحساس غالبية مغاربة العالم يوحي أنه غير راض عما يجري في بعض المؤسسات المكلفة بتدبير ملف مغاربة العالم وبطريقته يعبر عن عدم رضاه عن مجلس الجالية المعطل . أو قضية إلموندو الإسبانية وما أثارته من فضائح أساءت لمؤسسة دستورية.

ورغم كل ماحصل نستغرب الخروج الإعلامي الغير العادي للأمين العام لمجلس الجالية للرد على جريدة “لوفيغارو figaro” الفرنسية ، والذي تناول فيه موضوع يتعلق بالجالية من دون أن يأخذ إذن من أحد ، وعندما نعود لما كتبته هذه الجريدة عن المغرب وملكه ،نعتبر الجدل والرد عليها عبث لأنه لا أحد كلفه بهذه المهمة، وهو شخصيا قد قصر كثيرا في تقديم ماعين من أجله ، ألا وهو تقديم الرأي الإستشاري المتعلق بالفصول المتعلقة بمغاربة العالم وأحقية تمثيليتهم في المؤسسات التي نص عليها دستور 2011.

لقد توسع الأمين العام في رده وتحدث عن الجالية والدور الذي أصبحت تلعبه ، ولاندري الجهة التي كلفته للتعليق على الخطاب الملكي والحديث عن الجالية المغربية بالخارج. من خلال هذا الرد على “لوفيغارو” التي قادت حملة تشويه ضد المؤسسة الملكية ، كان عليه أن يتجنب الجدل الإعلامي مع جريدة تعادي مصالح المغرب. ولو أنه حاول تلميع صورة الجالية والدور الذي تلعبه في التنمية في المغرب .وهو بذلك يحاول الركوب على خطاب العرش ،ويحاول إبراز منجزات على الورق حققها في غياب تفاعل تام من الجالية.

إن الحقيقة يعلمها الجميع ،فلا الشأن الديني الذي تدخل فيه المجلس حققنا فيه تقدما وإنجازا ولا مهرجانات التويزة وغيرها من المهرجانات ،حققت أهدافا وغيرت صورة المغرب في نظر الأوروبيين ،ولا معرض الكتاب الذي كان يستدعي له سنويا ضيوفا على نفقة المجلس ومن القارات الخمس، حقق التناغم والتفاهم الموجود بين أعضائه وجوه بئيسة دائما حاضرة ،لاعلاقة لها بالثقافة ولا بالدين ،ولكنها معروفة فقط بالنميمة وحشد الهمم وتأجيج الفرقة وسياسة فرق تسد ،كما تفعل في البلدان التي تنحذر منها. ولا لجان المجلس المشكلة كانت تجتمع بل تفرقت من زمان ولا رأيا استشاريا قدم لجلالة الملك بوصوف كان يستدعي لمعرض الكتاب حتى الذين انخرطوا ضد النموذج المغربي للتدين في أروبا ، وقد فضح الشرفاء وحماة الوطن أمرهم.

إن خرجة بوصوف الإعلامية يعتبره مغاربة العالم فضول ونحن نقول في المثل الدارج المغربي “لفضولي دائما يجيبها فراسو” ونقول كذلك ٬ “من تدخل فيما لايعنيه سمع ما لا يرضيه” ونقول كذلك “على من تقرأ زابورك ياداوود”. لقد تساقطت أوراق الخريف و فضح أمر العديد ، النتيجة يعلمها الجميع ،والمجلس عرف صراعا وقبلية عصبية ولوبيات ضد لوبيات بين أعضائه و غياب الرئيس لسنوات ،وعودته الأخيرة بعد تنحيته من رئاسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. علامات استفهام يطرحها مغاربة العالم المهتمين بهذه المؤسسة وبخرجات أمين المجلس.

الجالية تؤكد فشل تدبير ملف الهجرة الذي أسس من أجله المجلس ولازالت تنتظر توضيحات حول قضية “إلموندو” التي كشفت المستور، والجميع لازال ينتظر كشف الحقيقة وتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة.

إن هذا نقاش ديمقراطي ويجب أن يتقبله الأستاذ بوصوف بكل روح رياضية ، ولا يجب أن يعتبره تحامل وهجوم على شخصه وعلى مؤسسة المجلس ، وكما تعودنا ردوده في جريدة المساء وهسبريس ، فعادي جدا أن يكون ردود عليه وبالخصوص من طرف مغاربة العالم

فهل سيستمر الصراع الخفي بين الأمين والرئيس ؟ أم سيعجل بقرارات من أعلى سلطة في البلاد لرد الإعتبار للجالية التي كانت تتوق للأفضل.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى