أقلام حرة

isjc

* بقلم: خولة الناصري

يعتبر مفهوم النوع الاجتماعي من المفاهيم الشائكة التي تثير جدلاً كبيرا سواء على المستوى الحقوقي أو الأكاديمي أو التنموي ، فهي ترجمة لمصطلح ‘الجندر’ الذي هو كلمة إنجليزية “gender” من أصل لاتيني ، وأيضا من المفاهيم الجديدة التي برزت بصورة واضحة في الثمانيات من القرن الماضي من خلال دراسة الواقع الإجتماعي والسياسي كمحاولة لتحليل العلاقات والمعيقات لكل من الرجل والمرأة .

وتنطوى التنمية في إحداث نوع من التغير في المجتمع ، لكن تعريف التنمية يظل مرتبطا دوما بالخلفية العلمية والاستراتيجيات النظرية ، فمقاربة النوع الاجتماعي جاءت كنتيجة للنضالات التي خاضتها الحركة النسوية منذ القرن التاسع العاشر .

فتميزت المرأة ببروز واضح لخبرات وإمكانيتها العلمية والمعرفية والثقافية ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى خلت المعامل من الرجال من أجل الحرب وخرجت النساء إلى العمل ، وابتداء من 1920حققت الحركة النسوية العديد من أهدافها الاجتماعية وسياسية خصوصا الحق في المواطنة.

وبفعل عوامل المثاقفة امتدت آتار الفكر النسوي إلى العالم العربي، فالنساء العربيات في هذه الحقبة من التاريخ كن سيدات المجتمع التقليدي باستثناء فئة معينة من النساء ، فامن قديم كانت قضية المرأة تندرج ضمن إشكالية الإصلاح التى شغلت بال المفكرين لرواد فكر النهضة .

فتهدف مقاربة النوع تحقيق اجتماعي مبنى على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية، ويقتضي ذلك اشراك جميع المعنيين رجالا ونساءا في سيرورة التنمية بمفهومها الحديث ، أي جعل الصحة والتعليم والمشاركة الاقتصادية والسياسية وغيرها من محاور للتنمية الأساسية متاحة للمرأة والرجل على حد سواء ،  بحيث يتم تمكين جميع أفراد المجتمع في المساهمة في تنمية مجتمعهم.

وأيضا نزع أي تفرقة أو إقصاء أو تقيد ليتم على أساس الجنس، ويكون من آثاره أو أغراضه إعاقة أو إحباط الاعتراف للمرأة وبحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان أخر، أو إعاقة أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو مماستها بصرف النظر عن حالتها وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل”.

فبالمقابل بإمكاننا الجزم على أنه إذا كانت تربية الأطفال وأعباء العمل المنزلي مرتبطة تقليدياً بالمرأة ، فإن هذه الأدوار يمكن أن يقوم بها الرجل أيضا ، فإن الخصائص الجسدية هي الفرق الواضح بين الجنسين ، فتعبئة مختلف الفاعلين الإعلاميين والسياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين وغيرهم للانخراط في تفعيل وتكريس ثقافة المساواة بين الجنسين واحترام كرامة الإنسان ومناهضة كل أشكال التمييز ضد أي فئة من فئات المجتمع.

وفي الأخير فإن مقاربة النوع الاجتماعي لاتكتمل مفاهيمها ، اذا لم تتطرق الى ضرورة المساواة بين الجنسين.

الإدارة

مدير النشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى